قال الكاتبان راي تاكييه وهيويل مارك غيرشت إن الديمقراطية الإيرانية ديمقراطية من نوع خاص لا تقوم على المعايير المتعارف عليها في الغرب، وإن الانتخابات فيها نظرية فقط.
وأضاف الكاتبان في مقال لهما نشرته مجلة فورين أفيرز الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أن الديمقراطية في إيران هي عمليا نسخة أعدت خصيصا على مقاس رجال الدين الإيرانيين، بحيث لا تخدم سوى استمرارهم في السلطة.
وركز المقال على نجاح النخبة الحاكمة في إيران في استخدام الديمقراطية والانتخابات لخنق القوى اليسارية وطرد المعارضة خارج المسرح السياسي، لدرجة أن الإصلاحيين تضرعوا للنظام الإيراني الحاكم للسماح لهم بمجرد حضور تمثيلي في الانتخابات الأخيرة التي جرت في فبراير/شباط الماضي لاختيار أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، ومن المقرر أن تجرى المرحلة الثانية من الانتخابات في الشهر القادم.
واستعرض المقال التحركات التي قامت بها السلطات الإيرانية بحرمان الإصلاحيين من الترشح للانتخابات التشريعية بحجج عديدة، ورافق ذلك حملة إعلامية شرسة وتحرك الاستخبارات الإيرانية لدعم النظام بإعلان الحركة الخضراء على أنها مجموعة “مشبوهة”.
الحركة الخضراء
يذكر أن “الحركة الخضراء” اسم أطلق على الاحتجاجات التي اندلعت في إيران عام 2009 بعيد الانتخابات الرئاسية، وإعلان فوز الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
وقاد الحركة المرشح الرئاسي السابق مير حسين موسوي وانضم إليه عدد كبير من الإيرانيين احتجاجا على ما سموه “التزييف في نتائج الانتخابات”، إلا أن الاحتجاجات لم تحقق هدفها وانتهت بمحاكمة قادتها حيث يقبع موسوي تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2009.
ورأى الكاتبان أن المشهد السياسي الإيراني أصبح مشبعا بالاتجاه اليميني والسياسيين المحافظين والمتشددين لدرجة أن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أصبح يشار إليه على أنه “محافظ معتدل”.
وخلص المقال إلى أن موت الحركة الإصلاحية الإيرانية واختفاء وجوه اليسار الإسلامي قد يكون مؤشرا على سقوط الجمهورية الإسلامية، حيث إن وجود القوى اليسارية كان دائما مصدر أمل للرأي العام بأن النظام يمكن أن يصحح نفسه من الداخل، ولكن مع تبخر هذا الاحتمال أصبح النظام أمام طريق مسدود حيث يواجه اقتصادا لا يمكنه إصلاحه ونظاما سياسيا لا يمكنه الانفتاح وشعبا لا يمكنه التواصل معه.
المصدر : فورين أفيرز
نقلا عن الجزيرة