يتابع الإيرانيون بترقّب وخوف أسماء الفريق الجديد للرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة أن أغلبهم يجاهرون بمعاداتهم للاتفاق النووي الذي وقعه مع طهران الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
وتحذر إيران عبر وسطاء إلى الإدارة الجديدة من أنها قد تلجأ إلى المضيّ قدما في برنامجها النووي، لكن مراقبين يقولون إن هامش المناورة سيضيق أمام الإيرانيين إذا قرر البيت الأبيض أن الاتفاق غير ملزم وبدأ عمليا بالتراجع عنه والعودة إلى خيار العقوبات.
ورشح ترامب جيمس ماتيس الجنرال المتقاعد في الجيش الأميركي لتولّي منصب وزير الدفاع، وقد اعتبر ماتيس في أكثر من مناسبة إيران أكبر تهديد أمني في المنطقة.
وكان الجنرال ماتيس، مسؤولا عن القيادة المركزية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وقد اختلف مع أوباما بشأن إيران وسحب القوات الأميركية من المناطق التي كان مسؤولا عنها، حسب ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وما يشعر الإيرانيين بالقلق أكثر هو ترشيح ترامب لمايك بومبيو لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، الذي كان من أشد منتقدي السياسة الأمنية لإدارة أوباما.
وكتب بومبيو تغريدة على تويتر الخميس قائلا “أتطلع لإلغاء هذا الاتفاق الكارثي مع أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”.
ووصفت وسائل إعلام إيرانية بومبيو بـأنه “الأخطر على إيران” ضمن الفريق الجديد لترامب.
وقالت صحيفة “آرمان” إن بومبيو معروف بخطبه الحادة ضد إيران أيام المفاوضات النووية. كما أن الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي رشحه ترامب مستشارا أمنيا اتخذ مواقف مناهضة لإيران لا تقل عن بومبيو.
ويحاول المسؤولون الإيرانيون ألا يبدوا انزعاجا من صعود ترامب وشعارات حملته الانتخابية التي كان أبرزها إعادة تقييم الاتفاق النووي الذي أطلق يد إيران في المنطقة على حساب حلفاء واشنطن.
وكتب حسين موسويان، المفاوض النووي السابق المقرّب من الرئيس حسن روحاني، في صحيفة “إيران” الحكومية، أن “أوباما فتح الطريق أمام إيران لتصبح قوة إقليمية من خلال الاتفاق النووي”، وأن “علينا التعامل بحنكة مع إدارة ترامب، للحفاظ على هذا المكتسب الكبير”.
وزاد من المخاوف الإيرانية قرار الكونغرس تمديد العقوبات 10 سنوات أخرى على إيران، وهو موقف قال مراقبون إنه يؤشر إلى أن إدارة ترامب قد تعيد العقوبات التي رفعتها جزئيا على طهران من جديد.
ولا يخفي مسؤولون أميركيون قولهم إن إدارة أوباما ورطتهم في هذا الاتفاق، وأن حساباتها في تقدير قدرة إيران على المناورة كانت خاطئة، فضلا عن أنها لم تضع في اعتبارها الدور الإقليمي الذي يلعبه الإيرانيون، وهو ما يهدد بمزاحمة الوجود الأميركي في الشرق الأوسط مثلما هو جار في العراق بوضوح كبير.
وقال رودي جولياني، عمدة نيويورك الأسبق وأحد أقرب أصدقاء ترامب، في حديث لـ“وول ستريت جورنال” إن “المشكلة الرئيسية بالنسبة إلينا هي إيران المذهبية التوسعية. نحن الذين سلمنا العراق للإيرانيين، وكان الخطأ الأكبر الذي ارتكبناه”.
ويعتقد جمهوريون بارزون أن الحل ليس في التخلي عن الاتفاق النووي وإنما في التشديد على تطبيقه، وهو الاتفاق الذي وصفه ترامب بأنه “أسوأ اتفاق تم التفاوض من أجله”.
وقال أوردي كيتري، أستاذ القانون في جامعة ولاية أريزونا، إن “هناك مخاطر من انسحاب الولايات المتحدة. إذا انسحبت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، فإن إيران لن تتردد في التخلص من القيود المفروضة على برنامجها النووي. وسوف يكون من الصعب جدا إعادة العقوبات”.
وأضاف كيتري “أنا لا أعتقد أن هناك دفعة لرمي هذا الاتفاق من النافذة. شعوري هو أنه ستكون لدينا دفعة من الكونغرس لتنفيذ الاتفاق بحزم والتضييق على الأذى الإيراني في المنطقة”.
واعتبر إدوارد سوين، أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، والمستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية أنه “لن يكون هناك أيّ تبعات قانونية دولية مباشرة إذا غيرت الولايات المتحدة وجهة نظرها”.
وكان آخر الانتقادات الموجهة للاتفاق من إليوت كوهين، وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية معروف بآرائه المتشددة في السياسة الخارجية. وقال كوهين إنه لم يكن “من مؤيدي الاتفاق النووي الإيراني”، ولكنه الآن يعارض التخلي عنه.