بتاريخ 11 شباط 2015, ارسل الرئيس الامريكي باراك اوباما طلبا للكونغرس الامريكي بالحصول على تفويض بأرسال قوة عسكرية في الحملة الدولية ضد امتداد وزحف تنظيم “داعش” وحدد التفويض بثلاث سنوات مع حظر استخدام القوات الامريكية في قتال بري.
جاء هذا الطلب بعد تزايد هيمنة وسيطرة مقاتلي “داعش” على مناطق واماكن حيوية في منطقة الشرق الاوسط اضافة للعراق وسوريا, فقد امتدد التنظيم ليكون له وجودا في شبه جزيرة سيناء تحت مسمى (تنظيم انصار بيت المقدس) وتنظيم انصار الشريعة في ليبيا, واصبح قريبا من دائرة التواجد الاوروبي على مساحة امتداد البحر الابيض المتوسط ويشكل خطرا دوليا وعالميا على الامن الدولي والاقليمي في المنطقة.
ولألقاء الضوء بصورة علمية ودقيقة للأسباب الطلب الامريكي في هذا التوقيت علينا ان ننظر للأمر من زوايا عديدة اهمها:
- ان “داعش” بدأ يهدد الامن الدولي والاقليمي ومنها المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط وهذا يعني تهديدا مباشرة للأمن القومي الامريكي
- العمل على الحد من تقدم وزحف تنظيم “داعش” واشعار الاخرين بأن التحالف الدولي جاد في ايقاف نزيف الدم وقتل الارهاب في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلي “داعش”
- التأييد على ان الحرب على الارهاب لا تعني حربا طويلة الامد وبلا نهاية ضمن برنامج واتجاه محدد من قبل اللاعبين الرئيسين في المنطقة. وهذا ما اكده الرئيس اوباما مرة ثانية في خطابه امام البيت الابيض بتاريخ 10 شباط 2015.
- ان إرسال قوات برية الى ساحات الاشتباك والقتال مع تنظيم “داعش” لا يعني بالضرورة مشاركة برية وانما الاستعداد لإعداد مقاتلين وجنود امريكيين متدربين بصورة فعالة على حرب العصابات وتنفيذ مهام قتالية محدودة وخاصة.
- ان القوات ذات المهام الخاصة ستكون ضمن دائرة الاهتمام الامني الامريكي ومصالح الولايات المتحدة في المنطقة من خلال القيام بعمليات اطلاق سراح لرهائن امريكان او طرد مقاتلي “داعش” من مناطق التماس مع التواجد العسكري الامريكي في اماكن تقدم “داعش “كما حدث في منطقة البغدادي التابعة لمحافظة الانبار العراقية.
- تأكيد وحدة الراي والموقف الامريكي من الارهاب وتنظيم “داعش” عندما طلب من الكونجرس الامريكي التفويض بأرسال قطعات عسكرية وهذا دليل واضح على وحدة المجتمع الامريكي واصحاب القرار السياسي و الفاعلين الاساسين في السياسة الامريكية ونظرتهم الموحدة من الارهاب وما يهدد الامن القومي الامريكي .
- العمل بشكل فعال وجاد على تدمير البنية التحتية لتنظيم “داعش” والانتقال بهم من مبدأ الهجوم الذي انتهجه هذا التنظيم الى مبدأ الدفاع ومحاولة البقاء على مواقعهم او الانسحاب منها .
- اعطاء انطباع انساني للعالم بان الولايات المتحدة الامريكية وتحالفها الدولي يسعى للحفاظ على ارواح المدنيين وحمايتهم من ارهاب “داعش”, بتكثيف العمل العسكري ومواجهة مقاتلي التنظيم.
- سعى الكونغرس الاميركي الى وضع شروط وبنود جغرافية لتحرك القوات الاميركية التي تسعى لإدارة المعارك في المناطق التي يتواجد فيها مقاتلي “داعش” بما يحقق امنا استراتيجيا للجنود الامريكيين وان لا يكون هناك تورط طويل الامد لقوات برية امريكية .
- النواب الجمهوريون في الكونغرس الاميركي يعملون على اعطاء طلب الرئيس اوباما ابعادا استراتيجيا تحقق اهدافهم في المنطقة من خلال السعي لتفويض قوي وصلب لمواجهة داعش .
تسعى السياسة الاميركية لحماية مصالحها امن بلادها وشعوبها ,فهل سنرى امتدادا طبيعيا لمشاركة فعالة للقوات الاميركية على الارض ام استخداما امثل للضربات الجوية للتحالف الدولي بعد ان وصل عددها الى اكثر من (2000) ضربة جوية وجهت لتنظيم “داعش”!
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية