عدن – تسببت الانتصارات السريعة والمتلاحقة التي تحققها قوات دعم الشرعية اليمنية في جبهة الساحل الغربي بإحراج حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، التي سارعت إلى مراجعة أداء الجبهات المتعثرة التي لم تحقق أي تقدم منذ ثلاث سنوات.
وبالتزامن مع اقتراب قوات المقاومة المشتركة، التي تضم قوات العميد طارق صالح والمقاومتين الجنوبية والتهامية، إلى مشارف مدينة الحديدة الاستراتيجية، أصدر هادي، مساء السبت، عددا من القرارات التي تضمنت استبدال قيادات عسكرية بارزة على صلة بجبهتي صرواح ونهم المتعثرتين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وعين الرئيس هادي العميد فيصل علي حسن قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة وقائدا للواء 13، والعميد عبدالله محمد معزب رئيسا لأركان حرب المنطقة. كما تم تعيين العميد صالح مبارك العامري رئيسا لأركان حرب المنطقة العسكرية السابعة.
ورغم تأكيد مصادر عسكرية مطلعة على تبادل قيادة أركان الحرب بين المنطقتين العسكريتين، إلا أنها اعتبرت أن هذه التغييرات مؤشر على امتعاض التحالف العربي وقيادة الشرعية من الأداء الهزيل في جبهتي نهم وصرواح اللتين كان يعول عليهما في تحقيق نصر عسكري حاسم نظرا لقربهما من العاصمة صنعاء.
وأرجعت مصادر خاصة سبب الجمود في الجبهتين لحسابات سياسية خاصة لدى بعض الأطراف اليمنية، والتخاذل وسوء إدارة المعركة وتبديد الدعم المقدم من التحالف العربي في الكثير من الأحيان.
وأشارت المصادر في تصريحات لـ”لعرب” إلى توقف المعارك بشكل كلي في جبهات صنعاء/نهم ومأرب/صرواح، منذ انطلاق معارك تحرير الساحل الغربي، وهو ما تسبب في تخفيف الضغط على الحوثيين في تلك الجبهات وتمكينهم من نقل الكثير من المقاتلين والمعدات إلى جبهتي الساحل الغربي وصعدة، اللتين تحرز فيهما القوات المدعومة من التحالف العربي تقدما كبيرا.
ودأبت وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في اليمن على توجيه أصابع الاتهام إلى قيادة التحالف العربي بأنها هي صاحبة القرار في توقف أو تحريك جبهتي نهم وصرواح، في محاولة للتغطية على الإخفاقات العسكرية في تلك الجبهات، وتجاوزت ذلك إلى بث شائعات من قبل ناشطي الجماعة، تتهم التحالف بقصف الجيش الوطني في تلك المناطق.
ولفت مراقبون إلى تكدس الآلاف من المقاتلين التابعين للجيش الوطني في محافظة مأرب وعدم انخراطهم في جبهات القتال، وهو الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة الدور المفترض أن تقوم به هذه القوات الضاربة في المرحلة القادمة.
وتمكنت قوات المقاومة المشتركة، التي تتكون من قوات المقاومة الوطنية بقيادة صالح وألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية، من إحراز تقدم سريع وخاطف في محافظة الحديدة ووصولها إلى شمال منطقة الدريهمي، التي تقع على بعد 18 كلم جنوب مطار الحديدة الدولي.
وقال أبو زرعة المحرمي، قائد “ألوية العمالقة”، “إن قواته والمقاومة الشعبية تقدمت في اتجاهات مختلفة من مديريات التحتيا والجراحي وزبيد والحسينية بمحافظة الحديدة”.
وأضاف “أثناء عملية التقدم التي حققتها ألوية العمالقة، السبت، تمت السيطرة على مفرق (الجاح – والمشرعي – والحسينية) جنوب الحديدة”. وأكد أن دفاعات “الحوثيين” في جبهة الساحل الغربي، تشهد انهيارات كبيرة يوماً بعد آخر، وعملية التقدم باتجاه مدينة الحديدة وميناءها باتت متسارعة.
وأكدت مصادر عسكرية أن التقدم يأتي في ظل انهيارات غير مسبوقة لميليشيات الحوثيين واتباع استراتيجية عسكرية جديدة من قبل التحالف العربي وفصائل المقاومة، تتمثل في عزل المدن ذات الكثافة السكانية العالية التي يتحصن فيها الحوثيون على الشريط الساحلي، مثل الجراحي والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه، وقطع طرق الإمدادات عنها والتقدم في ذات الوقت باتجاه مدينة الحديدة، التي تضم آخر ميناء بحري يسيطر عليه الحوثيون.
وتوقعت المصادر سيطرة تشكيلات المقاومة، بإسناد من القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، خلال الساعات القادمة على مطار الحديدة الدولي، والشروع في مفاوضات من القيادات المحلية في مدينة الحديدة لإجبار الميليشيات الحوثية على مغادرة المدينة، في محاولة لتقليل الخسائر البشرية والمادية.
وفي محافظة صعدة تمكنت قوات الجيش الوطني من تحقيق المزيد من الانتصارات في معقل الحوثيين. ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني عن رئيس عمليات اللواء 102 قوات خاصة العقيد كنعان الأحصب قوله إن “قوات الجيش سيطرت بشكل كامل على وادي الثعبان وجبال يفع والسنام وأجزاء كبيرة من جبال الحديد في مديرية باقم شمال صعدة، في حين تواصل التقدم في سلسلة جبال مزهر بذات المديرية، التي أصبح مركزها محاصرا ولم يتبق سوى أربعة كيلومترات تفصلها عنه”.
وأكد التحالف العربي لدعم الشرعية أن الجيش الوطني اليمني مدعوما بقوات التحالف تمكن من استهداف عدد من أبرز القيادات الحوثية في جبهة رازح بصعدة، بالإضافة إلى تمكن مقاتلات التحالف من تدمير مواقع تخزين الطائرات من دون طيار التابعة للحوثيين.
العرب