اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الرئيس السابق باراك أوباما الخميس بنشر الفوضى في الشرق الأوسط جراء فشله في التصدي للمتشددين الإسلاميين بشكل مناسب في انتقاد لاذع لسياسات سلف الرئيس دونالد ترامب.
وهاجم بومبيو في خطاب بالعاصمة المصرية القاهرة، أوباما بالقول إن الرئيس الديمقراطي السابق أساء فهم الشرق الأوسط وتخلى عنه فعليا.
وأثارت التصريحات دهشة في الولايات المتحدة وخارجها لأسباب أهمها أن ترامب نفسه يواجه انتقادات بسبب خطته المبهمة التي أعلنها الشهر الماضي لسحب القوات الأميركية من سوريا. ورغم أن توقيت هذا القرار لم يتضح بعد، فإنه ينظر إليه على نطاق واسع على أنه تخل عن المنطقة مما يصب في مصلحة روسيا وإيران.
وقال بومبيو في خطاب بالجامعة الأميركية في القاهرة “عندما تنسحب أميركا، تحل الفوضى”. ولم يذكر بومبيو أوباما بالاسم وإنما أشار إليه بأنه “أميركي آخر” ألقى كلمة في القاهرة. وسبق وأن القى الرئيس الأميركي السابق خطابا مهما في نفس المكان في 2009 وذلك في أولى سنوات رئاسته.
وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ليست في وارد الانسحاب من المنطقة مؤكدا على أن بلاده “تعمل على إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار (إيران وتنظيم الدولة الإسلامية)”. وأوضح أن هذا التحالف سيضم “دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر”.
ودعا مايك بومبيو دول الشرق الأوسط إلى تجاوز “الخصومات القديمة” لمواجهة إيران، فيما بدا إشارة إلى مقاطعة كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطر بسبب سياساتها الداعمة للإرهاب.
ويرى مراقبون أن على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدوحة للتراجع عن سياساتها، مشيرين إلى أن قطر وبدل تصويب نهجها عمدت منذ إعلان الدول العربية عن قرار المقاطعة في 2017، إلى اعتماد نهج استفزازي عبر توطيد العلاقات مع كل من تركيا وإيران.
الولايات المتحدة تعمل على إقامة تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة (إيران وداعش)
ويعتبر المراقبون أن واشنطن في حال أرادت إشراك قطر في التحالف الموعود لمواجهة التهديد الإيراني عليها بداية الضغط على الدوحة لفك ارتباطها مع طهران.
وكان دونالد ترامب حدد خلال زيارة إلى الرياض، كانت الأولى التي يقوم بها إلى الخارج بعد توليه الرئاسة مطلع 2017، خطا رئيسيا لسياسته في الشرق الأوسط وهو توحيد حلفاء الولايات المتحدة ضد إيران، إضافة إلى مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويلفت المراقبون إلى أن الانسحاب الأميركي من سوريا قد يكون الهدف منه هو تركيز الاهتمام على تكوين هذا التحالف، وإن كان إلى حد الآن لم تبرز أي مؤشرات عن نية واشنطن حقيقة تنفيذ الانسحاب في ظل الانقسام الأميركي الداخلي.
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة جادة في قرارها بشأن خروج قواتها من سوريا، رافضا كغيره من المسؤولين ربط المسألة بجدول زمني، معتبرا أنه ليس هناك تضارب داخل الإدارة الأميركية حول المسألة عازيا ذلك إلى أنه من “صنع الإعلام”.
وأوضح أن بلاده ستواصل العمل من خلال “الدبلوماسية” مع حلفائها من أجل “طرد آخر جندي إيراني” من سوريا حتى بعد انسحاب الجنود الأميركيين من البلاد.
وبعد أن أعلن ترامب عن انسحاب كامل وفوري من سوريا، أعلنت الإدارة الأميركية على لسان بومبيو ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون شروطا لهذا الانسحاب من شأنها أن ترجئ الأمر إلى أجل غير مسمى. وتتمثل هذه الشروط في هزيمة نهائية لتنظيم داعش الذي لا يزال متواجدا في بعض الجيوب في سوريا، والتأكد من أن الأكراد الذين قاتلوا الجهاديين بمساندة الأميركيين سيكونون في مأمن في وقت تهدّد تركيا بشن هجوم عليهم.
وشدد الوزير الأميركي على أن “التزامنا باستمرار العمل على منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية حقيقي وكبير وسنواصل العمل به. ببساطة سنقوم بذلك بطريقة مختلفة في مكان محدد وهو سوريا”.
وأكد خطاب بومبيو الذي حمل عنوان “قوة من أجل الخير: أميركا تسترد قوتها في الشرق الأوسط”، على أن “أمم الشرق الأوسط لن تعرف أبدا أمنا واستقرارا اقتصاديا إذا استمر النظام الثوري الإيراني على الطريق التي يسلكها حاليا”.
ومن أجل تحقيق ذلك، يعتمد بومبيو وإدارته على الحلفاء الأقرب للولايات المتحدة: فبعد الأردن والعراق، جاء إلى القاهرة حيث التقى صباحا الرئيس عبدالفتاح السيسي. وسيكمل جولته بزيارات لدول خليجية تشمل الإمارات والسعودية والبحرين وعمان.
العرب