أصيب متظاهرون بنيران قوات الأمن العراقية اليوم الثلاثاء في بغداد خلال مظاهرات حاشدة خرجت تحديا للهجمات الدامية التي استهدفت مؤخرا المحتجين المطالبين بتغيير سياسي شامل ووضع حد للفساد، وللمطالبة بمحاسبة قتلة المحتجين.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين في ساحة الوثبة وسط بغداد تعرضوا لإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح وحالات اختناق.
وأضافوا أن القوات الأمنية قطعت التيار عن ساحة الوثبة والمناطق المحيطة بها في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وقد شهدت ساحة التحرير وسط بغداد حشودا كبيرة من المتظاهرين قدموا من مناطق بغداد المختلفة وعدد من محافظات الوسط والجنوب للمشاركة في مظاهرة حاشدة دعا إليها ناشطون، وهو ما دفع القوات الأمنية لانتشار واسع تحسبا لأي أعمال عنف.
وقالت مصادر إن مناطق وسط بغداد، لا سيما محيط المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات، تشهد انتشارا أمنيا كبيرا.
ونصبت قوات الأمن المزيد من نقاط التفتيش عند مداخل بغداد وقرب ساحات الاحتجاج في التحرير والخلاني والسنك وغيرها، ويأتي تشديد الإجراءات الأمنية بعد مقتل وإصابة عشرات المتظاهرين في ساحة الخلاني برصاص مجموعة مسلحة يشتبه المحتجون في انتمائها للحشد الشعبي.
اعلان
وأفاد مراسل الجزيرة بأن متظاهري ساحة التحرير ببغداد أقاموا حواجز للفصل بينهم وبين القوات الأمنية الموجودة على جسر الجمهورية للحيلولة دون السماح لأي متظاهر بعبور الجسر والتقدم باتجاه المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبرلمان وعددا من السفارات.
وفي ساحات الاحتجاج، طالب المتظاهرون بمحاسبة المسؤولين عن قتل المحتجين واغتيال الناشطين.
واستخدم ناشطون مكبرات الصوت للتأكيد على سلمية احتجاجاتهم ولتحذير المتظاهرين من الاستجابة لدعوات متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتوجه للمنطقة الخضراء بحجة إرغام السلطات على الاستجابة لمطالبهم، وهي دعوات رفضتها أطراف أخرى من المتظاهرين كونها تبرر -حسبما قالوا- للسلطات استخدام العنف ضد المتظاهرين وإنهاء المظاهرات بالقوة.
وبشأن هذه الدعوات تحديدا، قال قيس الخزعلي الذي يتزعم عصائب أهل الحق، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي والمقرب من إيران، إن الغاية من الدعوة إلى مظاهرات اليوم “إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى، وإحداث فوضى عارمة” في بغداد.
احتجاجات متواصلة
وخارج بغداد، خرجت بالتزامن مظاهرات في محافظات بوسط وجنوب العراق تندد بأعمال القتل الأخيرة ضد المتظاهرين والناشطين.
فقد احتشد الآلاف في ساحات التظاهر في محافظات بابل وذي قار وميسان وكربلاء والنجف والديوانية والبصرة وديالى.
وفي الديوانية، أغلق مئات المحتجين مصفاة لتكرير النفط احتجاجا على عدم تلبية مطالب المتظاهرين، وفق وكالة الأناضول للأنباء.
اعلان
وفي البصرة، أغلق محتجون الطريق المؤدي إلى حقل الرميلة النفطي الذي ينتج 1.5 مليون برميل يوميا، وفق ما نقلت الوكالة نفسها عن مصدر أمني.
وكانت بعض مدن الجنوب العراقي، وخاصة الناصرية والنجف، شهدت مؤخرا أحداثا دامية قتل فيها عشرات المتظاهرين مما رفع حصيلة الضحايا منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 450 قتيلا، فضلا عن إصابة آلاف آخرين.
وفي وقت سابق اليوم، وبعد دعوة ناشطين للتظاهر في بغداد، وعد رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانم بحماية المحتجين.
وقال الغانم -في بيان بمناسبة الذكرى الثانية للنصر على تنظيم الدولة- إن الجيش والقوات الأمنية موجودون لحماية المتظاهرين حتى تحقيق مطالبهم التي وصفها بالمشروعة والمكفولة في الدستور.
سياسيا، جدد رئيس الجمهورية برهم صالح دعوته إلى الكتل السياسية للتعاون من أجل تسمية رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد استقالة عادل عبد المهدي أواخر الشهر الماضي تحت ضغط الاحتجاجات.
المصدر : الجزيرة + وكالات