كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن قادة المليشيات العراقية الموالية لإيران اتفقوا على تنحية خلافاتهم جانبا، ودعم هادي العامري رئيسا جديدا لقوات الحشد الشعبي.
وذكر أن الاتفاق تم بوساطة من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الذي أوكلت إليه إيران مهمة إخماد التوترات بين الجماعات الشيعية، وتأسيس “جبهة موحدة” لمقاومة القوات الأميركية بالعراق.
وجرى الاتفاق -بحسب تقرير الصحفية العراقية سعاد الصالحي نشرته بالموقع- في اجتماع انعقد الخميس الماضي في بيروت بعد أن طلبت إيران من نصر الله ترتيب أوضاع الفصائل العراقية إثر مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني والقائد الفعلي للحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة بطائرة أميركية مسيرة يوم الثالث من الشهر الجاري بالقرب من مطار بغداد الدولي.
وعقب الاجتماع طار معظم قادة تلك الفصائل إلى طهران الأحد الماضي قبل أن يتوجهوا إلى مدينة قم اليوم التالي حيث التقوا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
جمع شمل
ومع أن الهدف المعلن من انعقاد تلك الاجتماعات جمع شمل الجماعات المعارضة للوجود الأميركي بالعراق، فإن مصادر -لم يكشف موقع “ميدل إيست آي” عن هوياتها- أفادت أن الغاية تتضمن أيضا معالجة الفراغ بالقيادة في أعقاب مقتل سليماني، وإخماد الخلافات الداخلية المحتدمة منذ مدة بين هذه المليشيات المدعومة من إيران.
وأوضح الموقع أن القادة وكبار المسؤولين في أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران -الذين يمثلون “عصائب أهل الحق” وكتائب “حزب الله” وكتائب “جند الإمام” وكتائب “سيد الشهداء” وكتائب “الإمام علي” كانوا قد وصلوا بيروت الخميس بدعوة من نصر الله “لوضع خلافاتهم جانبا” والتزام الهدوء بعد الغارات الأميركية على مواقعهم.
وفي نفس الوقت، توجه إلى طهران العديد من كبار السياسيين وقادة الفصائل المسلحة الأخرى العراقيين -من بينهم هادي العامري قائد منظمة “بدر” المرشح لخلافة المهندس- لتقديم واجب العزاء إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في مصرع سليماني.
وبينما عاد معظم أولئك القادة والسياسيين إلى بغداد، بقي العامري وقائد حركة “النجباء” أكرم الكعبي في إيران، وانضم إليهم الأحد معظم القادة الذين كانوا قد التقوا نصر الله في بيروت.
اعلان
وبعد أقل من 24 ساعة، سافرت تلك المجموعة إلى مدينة قم حيث اجتمعوا بمقتدى الصدر واثنين من كبار مساعديه العسكريين هما أبو دعاء العيساوي وأبو ياسر الكعبي.
ونسبت الصالحي في تقريرها إلى أحد الذين حضروا الاجتماع قوله في بيان صحفي إن الهدف من لقاء الصدر هو التمهيد لإنشاء جبهة مقاومة موحدة لطرد القوات الأميركية والأجنبية كافة من العراق، وتنسيق الجهود لتوحيد المواقف.
غير أن العديد من القادة العسكريين والسياسيين الشيعة -ممن لهم دراية بما جرى بحثه في تلك الاجتماعات- أكدوا لـ “ميدل إيست آي” أن أغلبها كان مخصصا لحل التوترات والصراعات الداخلية بين مختلف الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي.
ثلاث مجموعات
وتنقسم تلك الفصائل إلى ثلاث مجموعات رئيسية، فالأولى مرتبطة بالمرجع الشيعي الأكبر بالنجف علي السيستاني، وتتبع الثانية الصدر، وترتبط الثالثة -التي تمثل أغلب الفصائل وأفضلها تسليحا- بالحرس الثوري الإيراني.
ولفتت الصالحي إلى أن العلاقة بين السيستاني وخامنئي تدهورت على نحو مشهود بسبب إصرار الأخير على استخدام العراق ساحة قتال بالوكالة في مواجهة الولايات المتحدة، ولدور الجماعات المدعومة إيرانيا في قتل وترويع المتظاهرين المناوئين للحكومة العراقية.
وتعتقد الصحفية أن طهران تضع حل الخلاف القديم مع الصدر -الذي لا يخفي عداءه للفصائل المرتبطة بإيران- في أولى أولوياتها بعد مقتل المهندس “خوفا من مقاومة الصدر لتحكم إيران على قوات الحشد الشعبي”.
اعلان
المصدر : ميدل إيست آي