لوموند: المحتجون العراقيون يسعون لإسقاط النظام وليس علاوي فقط

لوموند: المحتجون العراقيون يسعون لإسقاط النظام وليس علاوي فقط

فور الإعلان عن اختيار محمد توفيق علاوي لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة مساء أمس السبت خرج مئات المحتجين إلى ساحة التحرير للتعبير عن رفضهم له، رافعين الأعلام العراقية وصور علاوي مشطوبة باللون الأحمر تعبيرا عن رفضه، وهتف المحتجون قائلين “علاوي مرفوض”، “انسحب، الشعب لا يريدك!”.

وأعلن وزير الاتصالات السابق البالغ من العمر 65 عاما في شريط فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه عين من قبل الرئيس برهم صالح لتشكيل الحكومة الجديدة بعد اتفاق بين الكتل السياسية الحاكمة.

وفي تقرير بصحيفة لوموند الفرنسية أشارت الكاتبة هيلين صولون إلى أن تصريحات علاوي كانت بمثابة يد عون ممدودة للمتظاهرين، فقد قال “أطلب منكم مواصلة الاحتجاجات، لأنه إذا لم تساندوني فسأكون بمفردي ولن يكون بإمكاني القيام بأي أمر”، كما وعدهم قائلا “أنا أعمل من أجلكم في الوقت الحالي”.

ومع ذلك، انطلاقا من بغداد وصولا إلى مناطق الاحتجاج في الجنوب لقي علاوي رفضا بالإجماع.

وبرر عبد الله -وهو عامل يبلغ من العمر 29 عاما ومرابط في ميدان التحرير منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- رفض علاوي بأنه مرتبط بالأحزاب الحاكمة، مضيفا “نحن لا نريده”.

وأضاف رفيقه منتظر -وهو طالب (23 عاما)- أنه مصمم على مواصلة التظاهر “حتى الموت” قائلا “اقترح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اسم علاوي دون أخذ رأينا بعين الاعتبار ودون أدنى احترام لدماء الشهداء المراقة”.

الهدف إسقاط النظام
بينت الكاتبة أنه منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم يستسلم المحتجون، فهم يطالبون بـ”سقوط النظام” الذي أنشئ بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، والذي تهيمن عليه الأحزاب الشيعية التي يدين معظمها بالولاء لإيران، فضلا عن تجديد الطبقة السياسية التي تعتبر غير كفؤة وفاسدة.

ولا يقبل المتظاهرون بمحمد توفيق علاوي الذي ترأس وزارة الاتصالات لفترتين على الرغم من استقالته من منصبه احتجاجا على تقاعس رئيس الوزراء نوري المالكي في محاربة الفساد.

وعن اختيار علاوي، بينت الصحيفة أنه جاء ثمرة اتفاق مباحثات مطولة بين أكبر تشكيلين سياسيين شيعيين في البرلمان، وهما تحالف “سائرون” الموالي لمقتدى الصدر، وكتلة الفتح التي يرأسها هادي العامري وتمثل فصائل الحشد الشعبي.

من جهته، رحب مقتدى الصدر بتعيين علاوي وتجاهل رفض المتظاهرين له، معتبرا أن ذلك سيؤدي للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.

الصدر
وذكرت الصحيفة أنه قبل ساعتين من الإعلان عن تعيين علاوي وصل عناصر من مليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر بالمئات إلى ميدان التحرير، واقتحم العشرات منهم مبنى “المطعم التركي” الذي يتحصن به المحتجون.
وأخرج عناصر سرايا السلام “المسلحين” المحتجين من هناك، وأزالوا لافتات المطالب، وألقوا بالفراش والبطانيات وتموقعوا داخل المبنى.

وإثر ذلك تجمع عدد من المتظاهرين في خيمة داخل ساحة التحرير، وقال أحدهم “لنسمح لأنصار الصدر بلعب دور الشرطة في الاعتصام إذا كان هذا هو ما يريدونه، لكن لن ندعهم يسيطرون على حركتنا”.
اعلان

في حين اعتبر متظاهر آخر أن ما قام به أنصار الصدر ” طعنة في الظهر”، مشيرا إلى أنه يعتزم الذهاب إلى الناصرية (جنوبي البلاد) قائلا إن “الناصرية باتت مركز الاحتجاج من الآن فصاعدا، فقد ظلت وفية للشعب”.

المصدر : لوموند