بغداد – أطلق الرئيس العراقي برهم صالح جولة مشاورات جديدة مع قيادات حزبية شيعية من أجل التوصل إلى اتفاق حول شخصية جديدة لتشكيل الحكومة بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي عن مواصلة مهامه ضمن المهلة الدستورية البالغة 30 يوما.
وتأتي جولة المشاورات الجديدة في إطار مساعي الرئيس العراقي للخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي تعصف بالبلاد، وذلك منذ إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال استقالته من منصبه تحت وطأة الاحتجاجات.
وقال مكتب الرئاسة العراقية إن برهم صالح أجرى جولة مشاورات مع قيادات شيعية للتوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح جديد لتشكيل الحكومة المقبلة.
وأضاف مكتب الرئاسة أن صالح استقبل كل من رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، ورئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، حيث تناولت اللقاءات “الإسراع في التوصل إلى اتفاق بين الكتل السياسية من أجل تسمية رئيس وزراء يحظى بقبول وطني وشعبي”.
وشدد الرئيس العراقي على “الالتزام بالفترة الدستورية المحددة من أجل تشكيل حكومة قادرة على التصدي لمهامها في ضوء التحديات التي تواجه العراق”.
وقال إن “الجميع مطالب بوقفة وطنية مسؤولة لتجنيب البلاد ما تمر به من ظروف معقدة وصعبة، وتهيئة الأجواء المناسبة لانتخابات مبكرة وتلبية مطالب العراقيين بمختلف أطيافهم”.
ويتعين على الرئيس العراقي تكليف مرشح جديد خلال 15 يوما ليتولى تشكيل الحكومة الجديدة.
ويسلّط فشل رئيس الوزراء المكلف علاوي عن تشكيل حكومة، الضوء على حجم الخلافات الحزبية الضيّقة تحت قبة البرلمان.
وساهم إعلان عادل عبدالمهدي انسحابه من رئاسة حكومة تصريف الأعمال في مزيد ضبابية المشهد السياسي في العراق.
واعتمد عبدالمهدي على قراءة تأويلية للدستور تمكنه من أن يمسك بالصلاحيات الكبرى في الحكومة والمؤسسات السيادية، مما يعزز فرضية أن انسحابه كان شكليا.
وعلى حد تعبير أحد الساسة العراقيين، الذي تحدث مع “العرب” بعد اطلاعه على نص الرسالة، فإن “عبدالمهدي أخذ معه إلى بيته جميع الصلاحيات المهمة للحكومة والقوات المسلحة، وترك القضايا الشكلية ليسيّرها نوابه ووزراؤه، من دون أن ينقص من صلاحيات الحكومة شيئا”.
ويبدو أن العراق في ظل هذا المأزق السياسي، يسير إلى المجهول في ظل فشل الطبقة السياسية في تشكيل حكومة لاحتواء الاحتجاجات المستمرة والتي تطالب بإصلاحات سياسية شاملة وتغيير للطبقة السياسية الحاكمة في بغداد.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، تخللتها أعمال عنف أسفرت بمقتل نحو 550 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن ثلاثين ألفا أغلبهم من المتظاهرين.
واعترض المحتجون عن تكليف وجوه سياسية كان آخرها علاوي، معتبرين إياه من الطبقة السياسية الفاسدة الموالية للأحزاب العراقية الموالية لإيران.
العرب