أزمة اللاجئين.. تنديد “بالابتزاز” التركي وأنقرة: لن نوقف خروجهم

أزمة اللاجئين.. تنديد “بالابتزاز” التركي وأنقرة: لن نوقف خروجهم

نددت دول غربية عدة بفتح تركيا حدودها أمام اللاجئين السوريين للوصول إلى أوروبا. وبينما انتقدت منظمة العفو الدولية إجراءات اليونان “غير الإنسانية” بحق اللاجئين، قالت أنقرة إنه لا يمكن لأحد أن يجبرها على الاحتفاظ بهم.

ودعت اليونان إلى دعم “قوي” من بروكسل خلال اجتماع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الهجرة التي تزداد حدتها عند حدودها مع تركيا اليوم الثلاثاء، بعدما هددت أنقرة بالسماح لملايين اللاجئين بالتوجه إلى أوروبا.
وقال مصدر حكومي يوناني إن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ينتظر “دعما قويا” من الاتحاد الأوروبي خلال لقائه اليوم في منطقة إيفروس الحدودية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين ورئيسي المجلس والبرلمان الأوروبيين شارل ميشال وديفد ساسولي.

وقالت ديرلايين اليوم إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لليونان “كل الدعم اللازم” لمساعدتها في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا المجاورة.

وأضافت عقب زيارة المنطقة الحدودية برفقة رئيس الوزراء اليوناني ورئيسي المجلس والبرلمان الأوروبي، أن “من يسعون لاختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم.. لن تضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر”.

ويأتي الاجتماع مع القادة الأوروبيين بعدما تجمّع الآلاف عند الحدود البالغ طولها 200 كلم أو توجّهوا بقوارب إلى جزر بحر إيجه في مسعى للعبور من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

من جهته، ندد المستشار النمساوي سباستيان كورتز اليوم الثلاثاء بما وصفها بمحاولة تركيا “ابتزاز” الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجه إلى أوروبا.

وقال للصحفيين إن ما حصل يعد “هجوما تشنّه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان.. الناس يُستخدمون للضغط على أوروبا.. لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز”.

واتهم كورتز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتضليل اللاجئين “بوعود كاذبة” ونقلهم إلى الحدود اليونانية -من حيث يسعون لدخول أوروبا- مستخدما المهاجرين “سلاحا” للضغط على الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الأمر بمثابة “اختبار” للاتحاد إن كان بإمكانه حماية حدوده الخارجية، قائلا إن النمسا على استعداد لدعم اليونان وأي دول أخرى قد تواجه “هجمة” من هذا النوع.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم إن “ابتزاز” تركيا التي تهدد بالسماح بعبور ملايين المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي، “غير مقبول على الإطلاق”.

وقال لودريان أمام الجمعية الوطنية إن أنقرة “تستغل ورقة اللاجئين والمهاجرين الموجودين بالفعل على أراضيها”.

وفي روسيا، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه لا يمكن حل أزمة اللاجئين السوريين على حساب مكافحة الإرهاب، على حد وصفه.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إن تركيا تحاول دفع 130 ألف لاجئ من سوريا إلى اليونان.

وأضافت الوزارة أن ثلثي اللاجئين الذين تحاول تركيا دفعهم من مخيمات مؤقتة في سوريا إلى اليونان، أفغان وعراقيون وأفارقة وليسوا سوريين.

وقالت روسيا إن قرابة 200 ألف لاجئ موجودون حاليا قرب الحدود السورية التركية بسبب القتال في إدلب، لكن عدد من عبروا الحدود من مناطق النزاع إلى تركيا منذ بداية العام لا يتجاوز 35 ألفا.

في المقابل، أكد فرنر كوغلر نائب رئيس الوزراء النمساوي على ضرورة ضمان استمرار اتفاقية “إعادة القبول” الموقعة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي يوم 18 مارس/آذار 2016، عبر تحمل الاتحاد المسؤولية من أجل تقديم المساعدة للاجئين في تركيا.

وأكد كوغلر على ضرورة تقييم الموضوع من ثلاثة أبعاد تتمثل في ما تشهده الحدود اليونانية التركية، وموضوع اللاجئين في تركيا، والتطورات في إدلب.
اعلان

وعلى صعيد متصل، اتهمت منظمة العفو الدولية اليوم السلطات اليونانية باتخاذ تدابير غير إنسانية بحق اللاجئين الذين يحاولون دخول البلاد.

وذكرت المنظمة -في بيان- أن المسؤولين اليونانيين توقفوا عن تسجيل طلبات اللجوء التي يتقدم بها المهاجرون غير النظاميين.

وأضاف البيان أن أثينا تحاول ما أمكن إعادة المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا أراضيها إلى المناطق التي قدموا منها، كما قررت القيام بمناورات عسكرية في المنطقة.

وأوضح أن الشرطة اليونانية استخدمت القوة المفرطة ضد اللاجئين، والغاز المدمع دون تمييز.

وأفاد البيان بأن “تدابير اليونان غير الإنسانية لمنع دخول اللاجئين إلى البلاد، تشكل خطرا على حياتهم”.

لا إجبار
من جانب آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه لا يمكن لأي دولة أن تجبر تركيا على الاحتفاظ باللاجئين على أراضيها، مؤكدا أن بلاده تحترم رغبة اللاجئين في الذهاب إلى دولة ثالثة.

وحول تدفق المهاجرين إلى أوروبا، قال الوزير التركي “لسنا في وضع يسمح بإيقافهم”، مجددا تأكيده أن تركيا ليس بإمكانها تحمل موجة جديدة من اللاجئين.

ولفت أوغلو إلى أن تركيا طلبت مرارا من المجتمع الدولي التعاون في مسألة اللاجئين، إلا أنه تم تجاهل طلباتها.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو -في تغريدة- إن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان بلغ نحو 131 ألف مهاجر.

والسبت الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين في التوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن تركيا لا طاقة لها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات