الاتحاد الأوروبي يلوّح بخفض مساعدات اللاجئين قبل زيارة أردوغان

الاتحاد الأوروبي يلوّح بخفض مساعدات اللاجئين قبل زيارة أردوغان

بروكسل – أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة يوهانس هان السبت أن المساعدة المالية المقدمة لتركيا للاعتناء باللاجئين على أرضها قد تكون أقل من السابق وأنها سوف تتوقف على مدى التزام أنقرة باتفاق الهجرة، في ورقة ضغط تسبق زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مقر الاتحاد المقررة الاثنين بحثا عن زيادة الدعم مقابل الحراسة.

وقال هان لصحيفة “دي فيلت” الألمانية “لقد جرى تشييد الكثير من المدارس ودور رياض الأطفال والمستشفيات للاجئين وأنه لا يتعين تمويل ذلك مجددا”.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سوف “يكون مستعدا من حيث المبدأ لتقديم مزيد من المساعدة لدعم اللاجئين في تركيا” في حال أنهت تركيا “سياساتها الابتزازية” بالتهديد بإرسال المزيد من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.

وأفادت الرئاسة التركية أن أردوغان سيتوجّه إلى بلجيكا حيث مقر الاتحاد الأوروبي لزيارة تستمر ليوم واحد الاثنين، دون إعطاء تفاصيل إضافية.

وقال مراقبون إن الاتحاد الأوروبي يتبع أسلوب الضغط نفسه الذي لجأ إليه أردوغان لتحصيل مكاسب جديدة من خلال استثمار معاناة الآلاف من اللاجئين، مشيرين إلى أن تركيا لا تريد إفراغ المناطق تحت سيطرتها في سوريا من المدنيين كونهم الورقة الأهم في يدها، وسبق أن منعت الراغبين في العودة إلى مناطق سيطرة النظام بالرغم من توفير روسيا منافذ آمنة لمن يريد العودة.

وذكرت صحيفة “فيلت” أن الهدف من الزيارة هو التوصل إلى حل لأزمة المهاجرين الحالية على الحدود التركية – اليونانية، وإعادة توجيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على نحو مبدئي، بدل أسلوب الابتزاز والضغط لتحسين المكاسب الذي لجأت إليه أنقرة.

وبحسب البيانات، فإن زيارة أردوغان المرتقبة لبروكسل تأتي بناء على دعوة من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل، الذي زار أنقرة الأربعاء والتقى الرئيس التركي.

وأجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا بأردوغان الجمعة. وبحسب بيانات متحدثة باسم المركز الصحافي الاتحادي في برلين، تناولت المحادثات الوضع على الحدود التركية – اليونانية، وكذلك نتائج لقاء أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قبل ثلاثة أيام.

من ناحية أخرى، كشفت اليونان عن أنها سوف تقيد المساعدة لهؤلاء الذين يقدّمون طلبات للحصول على اللجوء بدءا من 15 مارس لتقليل الضغط الذي تشهده نتيجة لاستضافتهم.

واحتشد الآلاف من المهاجرين عند الحدود البرية مع اليونان بعدما قال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا لن تمنع المهاجرين من التوجّه لأراضي الاتحاد الأوروبي، ما تسبب باندلاع أعمال عنف وتصاعد حدة التوتر بين أنقرة وبروكسل.
وخلال مواجهة استمرت لساعات السبت، استخدمت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المهاجرين الذين حاولوا كسر الحواجز في محافظة أدرنة الحدودية.

وفي وقت لاحق السبت، تبادل المسؤولون اليونانيون والأتراك حربا كلامية.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس “لن يكون بإمكانه السيطرة على الحدود” مع تحسّن أحوال الطقس، مضيفا أن منسوب نهر ميريش (إيفروس في الجانب اليوناني) انخفض إلى 40 وحتى 45 سنتمترا في بعض المناطق.

من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس لقناة “أوبن تي في” إنه تم تهديد الناس “للصعود على متن حافلات باتّجاه اليونان” بينما “تعرّض آخرون للضرب للعودة إلى كاستانييس” الحدودية.

وطالب رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف بتطبيق اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا “بكامل قوّته”.

وفي ظل استمرار هدوء الأوضاع على الحدود التركية البلغارية، قال بوريسوف السبت “الشيء المهم هو أن ينام البلغاريون في هدوء”، وظهر بوريسوف في مقطع فيديو على موقعه في فيسبوك خلال زيارته لإقليم شومن الواقع شمال شرق بلغاريا، وقال خلاله إن بلاده اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الحدود قبل بضعة أعوام حتى “انعدم” تأثير الضغط من قبل المهاجرين.

وكانت بلغاريا قد زوّدت حدودها البالغ طولها 259 كيلومترا مع تركيا بأسوار وكاميرات حرارية، وكان وزير الدفاع البلغاري كراسيمير كاراكاتشانوف، صرح الخميس بأن تركيا لم تسمح لمهاجرين بالتوجه صوب بلغاريا .

وأضاف بوريسوف أنه يأمل “أن يتم حل هذه المشكلة في المنطقة قريبا لأن كل صراع يضر بالسياحة والاستثمارات”

العرب