هذه الخسائر المتوقعة للاقتصاد الأميركي بسبب كورونا

هذه الخسائر المتوقعة للاقتصاد الأميركي بسبب كورونا

قال تقرير بمجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية إن الولايات المتحدة قد تواجه عاصفة اقتصادية محتملة، يمكن أن تدفع البلاد إلى حالة من الركود، كلما ظهرت انعكاسات تفشي فيروس كورونا.

وأضاف التقرير أنه في حين أن الأمور قد تزداد على المدى القريب، فإن المخاطر التي قد تتعرض لها البلاد على المدى البعيد من المحتمل أن تكون أسوأ بكثير.

ورجح كاتب التقرير دانييل ديفيس أن يكون فيروس كورونا والاضطراب الاجتماعي الذي يمكن أن يسببه على المدى القريب لملايين الأميركيين؛ خطيرا وشديدًا.

ونقل الكاتب -في تقريره الذي صدر قبل أيام- عن خبراء قولهم إنه من الممكن أن تضطر الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى اتخاذ إجراءات قاسية، مثل عزل مجتمعات أو ولايات بأكملها.

وذكر الكاتب أن الدكتور ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات الاستعدادات الوبائية، الذي تم تعيينه من قبل الحكومة البريطانية للمساعدة في تطوير لقاح؛ يشعر بقلق شديد أكثر من أي فترة أخرى في مسيرته المهنية الحافلة.

وخلال برنامج إخباري بريطاني، الجمعة الماضي، صرح هاتشيت بأنه “عمل في جهاز الاستعدادات الوبائية لمدة عشرين عامًا… وهذا هو أكثر مرض مرعب واجهته في حياتي المهنية”.

تكلفة باهظة
بحسب الكاتب، ذهب باحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية إلى أبعد من ذلك، وتوقعوا الخطر المحدق بالولايات المتحدة في دراسة صدرت حديثا تطرقت إلى التكلفة المحتملة من الناحيتين البشرية والمالية.

مؤلفو هذه الدراسة أوضحوا أن التكلفة المتوقعة للمال المهدَر يمكن أن تصل إلى 1.7 تريليون دولار عام 2020، بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقال الكاتب إنه مع قيام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في واشنطن بالفعل بدعوة الأميركيين للنظر في الإجراءات الاحترازية؛ مثل تعليق الدروس، وإلغاء تنظيم الكثير من الفعاليات، والتباعد الاجتماعي، فإن ذلك يمكن أن يؤثر بشكل شديد على مجموعة كاملة من الصناعات في الولايات المتحدة.

وأفاد الكاتب بأن تفشي فيروس كورونا ليس الأزمة الوحيدة التي تعاني منها الولايات المتحدة، حيث إن هناك الكثير من التهديدات الرئيسية الأخرى التي تواجهها، من بينها الخسائر التي تكبدتها الأسهم الأميركية، بجانب انخفاض كبير في أسعار النفط.

حرب ونكسات
وأشار الكاتب إلى أن فشل السعودية وروسيا في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض أعمق لمستويات إنتاج النفط؛ أشعل “حرب أسعار” بين الدولتين؛ مما أثر بشكل سلبي على أسواق النفط.

وقال الكاتب: بسبب حالة القلق التي تنتاب القوتين المنتجتين للنفط، تسعى كلتاهما إلى الإضرار بإنتاج النفط الصخري الأميركي مع انخفاض سعر النفط.

ونوّه إلى أن الناتج الاقتصادي الذي طُمس نتيجة التدابير المضادة لفيروس كورونا، والضربة التي تلقاها منتجو النفط في الولايات المتحدة؛ ستُسفر عن نكسات إضافية للاقتصاد الأميركي، الذي أفاد العديد من الخبراء بأنه هش ومهدد بالركود.

وقال الكاتب: أصبح من الممكن بشكل متزايد أن تخلّف هذه الصدمة وغيرها من الصدمات المستقبلية غير المتوقعة عقودًا من إخفاقات القادة الأميركيين في معالجة المشكلة المالية المتنامية”، وأضاف “بعبارة أخرى، قد تكون التكاليف التي ستتحملها الولايات المتحدة مدمرة.

ديون
قال الكاتب: في حال ضربت هذه العاصفة العارمة الاقتصاد الأميركي، وأدخلته في حالة من الركود، كما هو مرجح بشكل متزايد، فإن الإنفاق على الديون وعجز الميزانية يمكن أن يرتفعا إلى مستويات لا يمكن تحمّلها. وأضاف أنه بحلول عام 2025، يمكن أن يساوي سداد الديون وحده ميزانية وزارة الدفاع بالكامل.

وأشار الكاتب إلى أنه بسبب تقاعس المسؤولين في مواجهة تراكم الديون قد يسبب الأميركيون اندلاع الأزمات لأنفسهم.

ولفت الكاتب إلى أنه عندما تولى أوباما منصبه بلغت الديون عشرة تريليونات دولار، ووصلت إلى عشرين تريليون دولار عندما وصل دونالد ترامب إلى الرئاسة، بينما تبلغ نسبة الدين العام في الوقت الراهن 23 تريليون دولار، لتشكل بذلك 107% نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.

وقال الكاتب إن كلا من الجمهوريين والديمقراطيين استمروا في رفض التصدّي لهذه التحديات المتنامية.

وأضاف الكاتب أنه في وقت كانت فيه العديد من الجماعات تقدم تحذيرات واضحة وقاسية كل عام، كان السياسيون يتبعون الطريق الأقل مقاومة حتى لا تتضرر فرص إعادة انتخابهم.
اعلان

واستدرك الكاتب بالقول “مع ظهور عاصفة الأزمات الاقتصادية الوشيكة وتهديد فيروس كورونا باندلاع أزمة كاملة، فإن تكاليف التصدي لهذا الوضع ستكون بمثابة تصعيد واضطراب خطيرين”.

الجزيرة