انتشار الروبوتات في المصانع يواجه عقبة تباطؤ الاقتصاد العالمي

انتشار الروبوتات في المصانع يواجه عقبة تباطؤ الاقتصاد العالمي

لندن – طلبت الشركات عددا أقل من الروبوتات بنحو الثلث العام الماضي، حيث أدت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة إلى صعوبة تبرير شراء الآلات المتقدمة، وهي أول مشكلة منذ خمس سنوات في تطوير عمل المصانع.

وقال جيف بيرنشتاين رئيس جمعية تطوير الأتمتة، وهي مجموعة صناعية تتعقب طلبات الروبوتات معروفة باسم “أي 3″، لوكالة رويترز “عندما لا يكون الاقتصاد جيدا، يكون من الأسهل تأخير عمليات الشراء”.

واشترت الشركات أكثر من 31.1 ألف روبوت في عام 2023، بانخفاض قدره 30 في المئة عن العام السابق، وهو أكبر انخفاض من حيث النسبة المئوية منذ عام 2006 وأكبر انخفاض على الإطلاق في صافي الوحدات، وفقا للجمعية.

وطبع التراجع في الصناعات المرتبطة بالسيارات، والتي شكلت حوالي نصف السوق العام الماضي، بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل تصنيع المواد الغذائية والمعادن.

ووفق إحصائيات أي 3، فقد بلغت الطلبيات في الربع الأخير من العام الماضي بمقدار 7683 روبوتا، بانخفاض 8 في المئة على أساس سنوي. وجاء تباطؤ طلبات الروبوتات في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الشركات عن مبادرات لتطوير إصدارات أكثر تقدما من الآلات.

وقالت شركة فيجر الناشئة للروبوتات الشهر الماضي إنها أقامت شراكة مع شركة بي.أم.دبليو الألمانية لنشر روبوتات بشرية في مصنع كارولينا الجنوبية التابع لشركة صناعة السيارات للقيام بمهام بدنية معينة. كما أن الشركة الأميركية العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية تسلا لديها أيضا روبوت بشري قيد التطوير.

لكن بالنسبة للعديد من صانعي الروبوتات، فإن بيع الآلات الحالية تعرقل بسبب المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد والمخزونات الزائدة التي تراكمت خلال الجائحة.

وأعلنت يونيفيرسال روبوتس، وهي شركة دنماركية تصنع الروبوتات الصغيرة المرنة، مؤخرا عن انخفاض إيراداتها بنسبة 7 في المئة العام الماضي، لتصل إلى 304 ملايين دولار.

وقال كيم بوفلسن رئيس الشركة إن “عام 2023 اتسم ببيئة اقتصادية وتجارية صعبة للعديد من زبائننا الأساسيين مع تباطؤ النشاط الصناعي العالمي في النصف الأول من العام”.

وازدهرت مبيعات الروبوتات خلال الأزمة الصحية، حيث سارع المنتجون إلى استخدام الآلات لإنتاج البضائع وسط نقص حاد في العمالة. وفي الواقع، شهد عام 2022 عاما قياسيا للطلبات، وفقا لبيانات أي 3.

ومن المؤكد أن الروبوتات ليست سوى نوع واحد من المعدات التي تحتاجها الشركات، وقد صمدت مقاييس الإنفاق الأخرى بشكل أفضل في الولايات المتحدة.

وارتفعت الطلبيات على السلع الرأسمالية غير الدفاعية باستثناء الطائرات، وهو إجراء يتابعه الاقتصاديون عن كثب لتتبع اتجاهات الإنفاق التجاري بواقع 1.7 في المئة العام الماضي، وفقا لوزارة التجارة الأميركية. ويشير هذا المنحى إلى أن الاستثمارات في أنواع المعدات الأساسية ظلت قريبة من الثبات حيث تحدى الاقتصاد توقعات التباطؤ الحاد.

وأكد ديف فوكس، رئيس سي.آي.أم سيستمس، وهي شركة تقع في نوبلسفيل بولاية إنديانا، والمعروفة بأنها شركة تكامل تقوم بتجميع الأنظمة الآلية للزبائن، أن أعماله بدأت قوية في العام الماضي لكنها تراجعت بعد ذلك.

30 في المئة نسبة تراجع شراء الآلات المتقدمة خلال عام 2023 بمقارنة سنوية

وقال “تم دفع العديد من المشاريع الكبرى هذا العام وكان هناك بالتأكيد عدد قليل من العملاء الذين أثاروا مخاوفهم بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه الاقتصاد. وربما لم تساعد أسعار الفائدة”.

ويقدر فوكس أن حجم أعماله انخفض بنسبة 30 في المئة بنهاية العام الماضي، مقارنة بالعام السابق. وأوضح أن بعض الزبائن الذين أخروا الطلبات يطلبون الآن عروض أسعار محدثة، وهي علامة جيدة للأعمال في الأشهر المقبلة. لكنه قال إنه من السابق لأوانه القول إذا ما كانت الأعمال ستعود إلى مستويات الوباء المرتفعة.

وأشار بيرنشتاين إلى أن معظم منتجي الروبوتات الذين تحدث معهم متفائلون بأن الأعمال سوف تنتعش خلال النصف الثاني من هذا العام. وقال إن “الصناعة شقت طريقها إلى حد كبير من خلال التشوهات التي سببها الوباء”.

وخلال كوفيد، قدمت العديد من الشركات طلبات إضافية للروبوتات لأنها كانت قلقة بشأن استلام التسليمات وسط تأخيرات في الإنتاج وانهيار سلاسل التوريد العالمية.

وقال بيرنشتاين “لا يزال هناك شعور بأن الشركات كانت تشتري مقدما لاحتياجاتها في عام 2022، لذا فإن الكثير من الشركات لديها الآن مخزون للعمل عليه قبل أن تطلب الكثير من الروبوتات الجديدة مرة أخرى”.

ويعتقد جو جيما، كبير مسؤولي الإيرادات في واوسيون ماشين، وهي شركة متخصصة في تكامل الأنظمة في ولاية أوهايو، بأن هناك وفرة في المخزون أدت إلى تشويه الأعمال. وقال “كان الكثير منا يطلب مخزونا إضافيا وحتى زبائننا أيضا”.

ويؤكد جيما أن النقص المستمر في العمالة في الولايات المتحدة يعني أن أعمال الروبوتات ستستمر في الازدهار. وقال “كنت في مصنع يعمل فيه عادة 600 شخص في الإنتاج، ولديهم 140 وظيفة مفتوحة”. وأضاف “في كل مكان نذهب إليه تقريبا، لا يزال هناك تحد للقوى العاملة”.

العرب