صنعاء – أثار خطاب زعيم ميليشيات الحوثيين عبدالملك الحوثي موجة سخرية واستهجان في آن واحد باليمن على خلفية تصريحات بشأن فايروس كورونا، خاصة أن ميليشياته مازالت تتلقى دعما مباشرا من الحرس الثوري الإيراني.
وقال الحوثي في خطاب بثته قناة “المسيرة” الناطقة باسم الميليشيات إن فايروس كورونا هو صناعة أميركية، مرددا في الوقت نفسه اتهامات إيرانية للولايات المتحدة بالوقوف وراء انتشار الفايروس.
ويتلقى الحوثيون دعما إيرانيا متواصلا في مواجهة التحالف العربي وحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأشارت تقارير سابقة إلى أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وبعض الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة يقدمون مساعدات لوجستية لميليشيات الحوثيين.
ومع تحول ايران إلى بؤرة لتفشي الوباء لا تزال ميليشيات الحوثي على تواصل مع الحرس الثوري الأمر الذي يهدد بنقل عدوى الفايروس إلى اليمن ورغم عدم تسجيل أي إصابة بكورونا في اليمن إلا أن الأوساط الطبية حذرت من نتائج كارثية نتيجة الممارسات التي تنتهجها الميليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها.
واتهم قائد ألوية العمالقة في الجيش اليمني طارق محمد صالح زعيم الميلشيات الحوثية والحرس الثوري بمسؤوليتهما في إدخال فايروس كورونا إلى اليمن، في تصريحات تعزز فرضية نقل طهران الفايروس إلى صنعاء والمناطق اليمنية الواقعة تحت نفوذ حلفائها الحوثيين.
وقال صالح في تغريدة على تويتر “عبدالملك الحوثي، أنت من سيدخل كورونا إلى اليمن بواسطة خبراء الحرس الثوري”.
وأضاف “إيران أدخلت فايروس كورونا إلى لبنان والآن تريد إدخاله إلى اليمن”.
يأتي ذلك في وقت قال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور الأحد، للتلفزيون الرسمي إن “هناك 1028 حالة إصابة مؤكدة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية” بفايروس كورونا. وإيران هي أكثر الدول الموبوءة بكورونا في الشرق الأوسط.
ويقول مراقبون إن وكلاء إيران في المنطقة يلعبون دورا خطيرا لجهة نشر فايروس كورونا في العديد من دول الشرق الأوسط وتهديد أمنها القومي، في وقت تتزايد فيه الأدلة عن مدى ارتباط إيران بوكلائها الإقليميين الذين يعملون على تنفيذ مخططاتها لبث العنف والفوضى.
وكان زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي قد اتهم الولايات المتحدة بنشر فايروس كورونا محملاً إياها مسؤولية ظهور أي حالة إصابة بالفايروس في اليمن.
وصنفت منظمة الصحة العالمية فايروس كورونا الذي ظهر في الصين، أواخر العام الماضي، وباء عالميا، مؤكدة أن أعداد المصابين تتزايد بسرعة كبيرة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن مارتن غريفيث في بيان صدر في الآونة الأخيرة “فيما يحارب العالم الوباء، يتعين على الأطراف الخروج من التركيز على مواجهة بعضها البعض لضمان ألا يواجه السكان مخاطر أكبر”.
وحتى الآن، لا تتأثر كل من سوريا وليبيا واليمن بوباء كوفيد-19 على النطاق الذي عرف في الصين او أوروبا.
ولكن المخاوف لا تزال قائمة من إمكانية انتشار الوباء في هذه الدول التي تشهد نزاعات الأمر الذي سيخلف عواقب مدمرة، حيث تخشى الأمم المتحدة ان يتم تسجيل “ملايين” الوفيات في حال عدم حصول تضامن.
ولفت دبلوماسي الى أن المرض وبغض النظر عن الاطراف المتحاربة، “سيكون خارجا على السيطرة” مضيفا “الوباء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراعات مع خطر تفاقم الوضع الإنساني وتحركات سكان”.
وكتب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة بالوكالة جوناثان آلن في تغريدة “نحرص على أن يلعب مجلس الأمن الدولي دوره الحيوي في حفظ السلام والأمن العالميين. ان كوفيد-19 هو الموضوع الأساسي عالميا لكننا لم ننس سوريا او ليبيا او اليمن”.
العرب