هل تفلس صناعة النفط الصخري الأميركي؟

هل تفلس صناعة النفط الصخري الأميركي؟

صرح إيغور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت” مؤخرا أنه بمجرد مغادرة الصخر الزيتي الأميركي (النفط والغاز الصخريين) للسوق سترتفع الأسعار من جديد، ويمكن أن تصل إلى ستين دولارا للبرميل.

وفي تقرير نشره موقع “أويل برايس” الأميركي، قالت الكاتبة إيرينا سلاف إن أسعار التعادل لأحواض الصخر الزيتي الأميركي تتراوح بين 39 و48 دولارا للبرميل، وفقا للبيانات التي جمعتها وكالة رويترز، في وقت يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 25 دولارا للبرميل منذ أكثر من أسبوع.

كما وصلت أسعار تعادل شركة سكوب ستاك في أوكلاهوما إلى 48 دولارا للبرميل، وحوض البرمي إلى أربعين دولارا.

وبشكل ظاهري، لا تعد هذه المعدلات مثيرة للتفاؤل عندما يتعلق الأمر بصناعة شهدت خسائر هائلة في وقت وجيز بسبب انخفاض كبير في قاعدة الطلب وزيادة حادة بالعرض.

وأفادت الكاتبة أن الخروج من هذه الأزمة يعتمد على الحظ، وعلى مساحة الآبار وحجم الشركة، وتكمن المشكلة في أنه من المحتمل أن ينتهي الحظ نهاية المطاف مثلما ينضب النفط من الكثير من الآبار.

ماذا عن الحجم؟
كلما كبر حجم الشركة كان لديها مساحة أكبر لخفض تكاليف التشغيل، وهي النفقات اليومية المتعلقة بإدارة أي عمل.

ويمكن للشركات خفض هذه التكاليف من خلال مطالبة الموردين بخفض أسعارهم، وهذا ما قامت به بعض الشركات العاملة في قطاع الصخر الزيتي، حيث طالبت بإجراء تخفيض ضخم وصلت نسبته إلى 25%.

وذكرت الكاتبة أنه تم اعتماد هذه الإستراتيجية خلال أزمة أسعار النفط الأخيرة أيضا. وفي ذلك الوقت، تحدث منتجو الصخر الزيتي عن تحقيق مكاسب في الكفاءة وحول ضوابط التكاليف الصارمة.

وبغض النظر عن مكاسب الكفاءة، انخفضت أسعار التعادل بسبب انخفاض نفقات التشغيل. يذكر أن الشركات تعمل بالفعل على الحد من نشاطها التجاري عن طريق إبطاء سرعة أجهزة الحفر وحفر آبار أقل.

هذه هي إحدى آليات التنظيم الذاتي لهذا القطاع، حيث إنه كلما تم حفر عدد أقل من الآبار الجديدة، قل نمو الإنتاج، وفق تقرير أويل برايس.

وأشارت الكاتبة إلى أن الصخر الزيتي الأميركي حصل على الكثير من الثناء لتغييره للعبة النفط العالمية وتمكنه من خفض تكاليفه بما يكفي للنجاة من أزمة 2014-2016. ويستحق هذا القطاع معظم الثناء الذي حصل عليه، لأن الانتقال من ثاني أعلى مستوى لتكاليف الإنتاج في العالم إلى أحد أدنى المستويات يمثل إنجازا يُشاد به بلا شك.

ومع ذلك، غالبا ما تنسى الجهات المهتمة بالصخر الزيتي أن هناك حدا للخصومات التي يمكن أن تطلبها شركات الاستكشاف والإنتاج من مزود خدمات حقول النفط، وبمجرد تفعيل هذه الخصومات ووصول تكاليف التشغيل إلى الحد الأقصى، ستبدأ شركات الاستكشاف والإنتاج بالاعتماد على نفسها.

تراجع في الطلب
السؤال الذي يطرحه الكثيرون هو ما إذا كانت صناعة الصخر الزيتي قادرة على اتباع الخطوات التي اتبعتها في الأزمة الأخيرة، أي تقليص التكاليف والصمود والتمتع بأرباح أعلى بمجرد انتهاء الأزمة. وللأسف، تكافح الصناعة الآن مع ما يبدو أنه أكبر تراجع في الطلب في تاريخ النفط.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفرص المتاحة لمزيد من التخفيضات في أسعار التعادل محدودة أكثر مما كانت عليه قبل خمسة أعوام، فلا يمكنك الابتكار إلى أجل غير مسمى، ولا يمكنك خفض مستوى التعادل للأعمال إلى الصفر. والأهم من ذلك، قد يواجه الصخر الزيتي نقاط تعادل أعلى وليس أقل في بعض أجزاء رقعة الصخر الزيتي.

وأوضحت الكاتبة أن تشكيلات الصخر الزيتي ليست كلها متساوية، حيث يمكن استخراج النفط بسهولة أكبر في مناطق مقارنة بأخرى. لكن بفضل التطورات التكنولوجية، هناك بالتأكيد مجال أكبر لتحسين الكفاءة في استخراج النفط من التشكيلات الصخرية، ومن المرجح أن تؤدي تحسينات الكفاءة هذه إلى تخفيف مستويات التعادل عبر رقعة الصخر الزيتي.

الجزيرة