لم تنم مدينة بعلبك اللبنانية، الشهيرة بمعالمها وآثارها، ليلة الثلاثاء – الأربعاء بسبب مواجهات مسلحة بين عشائر، ما جعل أهالي المدينة يصبون جام غضبهم على الدويلة، وهو اسم يطلق على حزب الله، التي تحتل مدينتهم.
بيروت – تصدر هاشتاغ #بعلبك_تحت_الاحتلال الترند على موقع تويتر في لبنان على خلفية مواجهات مسلحة شهدتها المدينة الشهيرة بمعالمها وآثارها بين عشائر على أفضلية مرور. وبدأت المواجهات مع ساعات الليل الأولى ولم تنته حتى فجر الأربعاء.
ونشر أهالي المدينة الغاضبون، الذين سجنوا في منازلهم، مقاطع فيديو تظهر حجم وكثافة إطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة، وصولا إلى القذائف. ولم يسلم مركز الجيش اللبناني من الرصاص حيث تعرض لبعض الرشقات إثر توقيف أفراد من العشائر المتصارعة وهم وهبي وزعيتر وجعفر.
وتوصل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى خلاصة مفادها أن #بعلبك_تحت_الاحتلال.
وتقع بعلبك في شمال سهل البقاع وشرق النهر الليطاني، وتبعد عن بيروت حوالي 83 كيلومترا.
وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أصدرت بيانا مع بدء الاشتباكات، أشارت فيه إلى “تطوّر خلاف عائلي سابق بين عائلتين في حي الشراونة – بعلبك بسبب أفضلية مرور، أدّى إلى تبادل لإطلاق نار كثيف في الهواء من أسلحة خفيفة وقذائف آر.بي.جي. وعلى الفور تدخلت وحدات من الجيش وعمدت إلى تسيير دوريات وإقامة حواجز ظرفية لإعادة الوضع إلى طبيعته”، مشيرة إلى أن عناصر الجيش تلاحق مطلقي النار، وهي الجملة التي اعتادت قيادة الجيش على أن تنهي بياناتها بها مع كل اشتباك في المنطقة، ورغم ذلك لم يتم تسجيل أي توقيفات تذكر خلال السنوات
الأخيرة.
See #لبنان_ينتفض Abbas Haidar عباس حيدر’s other Tweets
وأعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي التذكير بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحكومة والجيش اللبنانيين إلى نزع سلاح تنظيم حزب الله، محذرا من مخاطر تورط المجموعة شبه العسكرية في سوريا المجاورة.
وضاق اللبنانيون ذرعا بممارسات حزب الله ومحاولته لاختطاف لبنان، وسيطرته على مفاصل البلد مستغلا الأزمة الاقتصادية والمالية. واحتفل أنصار حزب الله بالذكرى الـ12 لأحداث 7 مايو (المعروفة بواقعة 7 أيار في لبنان والعالم العربي).
وتعد هذه الأحداث التي وقعت في عام 2008 في العاصمة اللبنانية بيروت وبعض مناطق جبل لبنان، الأكثر عنفا وخطورة منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ونفذها مسلحون تابعون لحزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله وإقالة قائد جهاز أمن مطار رفيق الحريري بيروت الدولي العميد وفيق شقير، إثر معلومات وصلت عن وضع الحزب لكاميرات مراقبة على المدرج في المطار، وتمدد شبكة اتصالات حزب الله إلى خارج مناطق سيطرته.
وشهد لبنان قبل أشهر قليلة احتجاجات شعبية غير مسبوقة عابرة للطوائف والمناطق، تطالب برحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، إذ يؤاخذ عليها المحتجون فسادها وتبعيتها للخارج. ورفع المحتجون في ساحات الاحتجاج وعلى مواقع التواصل الاجتماعي شعار #كلن_يعني_كلن_السيد_واحد_منن، إشارة إلى زعيم حزب الله حسن نصرالله.
وأجبر اللبناينون على ترك ساحات الاحتجاج بعد تفشي فايروس كورونا.
العرب