وصفت صحيفة غارديان البريطانية الاحتجاجات التي عمت نحو أربعين مدينة أميركية على مدى ستة أيام عقب الاختناق الوحشي لرجل أسود أعزل في مدينة مينيابوليس، بأنها يمكن أن تكون نقطة تحول في سياسة أميركا العنصرية.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى كلمات فيلونيس أخو المتوفى جورج فلويد، خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع مرشح الرئاسة الديمقراطي جو بايدن، “لا أريد رؤية صورته على قميص مثل الشباب الآخرين”.
وقالت إن كل أميركي من أصل أفريقي سيعرف على الفور ما يقصده فيلونيس بمقولته. وأوردت بعض الأسماء مثل تريفون مارتن وإيريك غارنر ومايكل براون ووالتر سكوت، وذكرت أن هؤلاء الأشخاص هم مجموعة من الرجال السود الذين لقوا حتفهم نتيجة مواجهة مع ضابط القانون الخطأ في الوقت الخطأ مثل فلويد. وأضافت أن القائمة ستستمر في الزيادة.
وأضافت الصحيفة أن الأسبوع الماضي أثبت أنه ما زال من الممكن في أميركا أن يضغط ضابط شرطة بركبته لنحو تسع دقائق على حنجرة فلويد الأعزل، في وضح النهار، كاتما أنفاسه وزاهقا روحه.
ومضت إلى أن محاولات اعتبار هؤلاء المحتجين مجرد مثيرين للشغب أو “فوضويين” خارجين عن القانون -على حد تعبير الرئيس ترامب- هي تحريف متعمد لما كان تعبيرا اجتماعيا عن الاشمئزاز والغضب.
ورأت أنه لسوء حظ الولايات المتحدة الشديد في مثل هذا الوقت، أن يقودها رئيس يبثّ الفرقة كمسألة إستراتيجية سياسية، واستشهدت بدفاعه عن المتظاهرين من اليمين المتطرف في شارلوتسفيل ضد الإساءة إلى لاعبي كرة القدم السود الذين يرفضون الوقوف للنشيد الوطني، مؤكدة أن ترامب بمثل هذه التصرفات فاقَم التفرقة العنصرية واستغلها لدعم قاعدته من الناخبين البيض.
وأضافت الصحيفة أنه من الآن وحتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل -موعد الانتخابات- هناك خطر من أن يحاول الرئيس التصرف بناء على الدلالات الاستبدادية في خطابه الافتتاحي عام 2017 عندما تحدث عن إخماد “الفوضى الأميركية” في المدن الداخلية للبلاد.
وختمت بأنه يجب على الأميركيين أن يأملوا في ألا يرد المحتجون بجميع أنحاء الولايات المتحدة خلال هذه الأيام على أي نوع من الاستفزازات، وأن يكون نهجهم هو مواجهة المدعين العامين ومكاتب العمد ورؤساء الشرطة ونواب الرؤساء في حجرة التصويت وتحدي الهياكل المحلية للسلطة القضائية والمدنية حيث لا تزال العنصرية النظامية مزدهرة.
وسيتعين على جيل جديد من السياسيين المسلحين بثقافة ورؤى حركات -مثل حركة “أرواح السود مهمة” التي تشكلت بعد مقتل المراهق مارتن على يد ضابط مراقبة المجتمع في فلوريدا والذي برأت هيئة محلفين قاتله- أن يتابعوا بنجاح هذه الإستراتيجية.
المصدر : غارديان