كشفت تسجيلات صوتية حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس” لاجتماعات بين منظمة الصحة العالمية ومسؤولين صينيين في يناير/كانون الثاني الماضي، أن الاتهامات التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو للمنظمة بشأن أزمة تفشي وباء كورونا والارتهان للصين، كانت خاطئة.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في افتتاحيتها إن التسجيلات تظهر مسؤولي منظمة الصحة العالمية وهم يسعون جاهدين للحصول على مزيد من المعلومات حول تفشي فيروس كورونا من الصين “المتعنتة”.
كما تظهر التسجيلات تأخر الجانب الصيني في تزويد المنظمة بالمعلومات، مما دفع مسؤوليها إلى الإعراب عن شعورهم بالإحباط الشديد بسبب عدم حصولهم على المعلومات الضرورية لمحاربة فيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة “أسوشيتد برس” التي نشرت مقالا حول التسجيلات، لم تذكر الطريقة التي حصلت بها عليها، كما لم تنشر نصها. ولكن مصادر أكدت للصحيفة صحة تلك التسجيلات.
وقالت إن إدارة ترامب حاولت صرف الأنظار عن الإهمال الذي طبع تعاطيها مع أزمة تفشي الوباء في الولايات المتحدة، من خلال توجيه اتهام خاطئ للمنظمة بالفشل في فرض اللوائح الصحية الدولية، والإخفاق في الالتزام بالقواعد التي تقوم عليها المنظمة، خاصة تلك المتعلقة بالشفافية والكشف عن الحقائق. والحقيقة أن المنظمة لا تملك قوة تنفيذية، ويتعين عليها الاعتماد على الدول الأعضاء.
وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي إنهاء علاقة الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية بدعوى أنها تخضع لسيطرة الصين، كما صرح وزير خارجيته مايك بومبيو يوم 21 مايو/أيار الماضي بأن بكين ومنظمة الصحة “حاولتا التغطية على ما يجري” خلال الأسابيع الأولى لتفشي فيروس كورونا المستجد في الصين.
كما اتهم بومبيو المنظمة بأنها كانت تملك المعلومات حول تفشي الفيروس في الصين وتكتمت عليها، كما كانت تدرك حجم الخطر الذي يشكله الوباء على بقية العالم.
وبحسب “واشنطن بوست”، تكشف التسجيلات أيضا أن مسؤولي المنظمة حاولوا إقناع الصين بتقديم المزيد من المعلومات، باستخدام وسائل شتى شملت الثناء على بكين في العلن، وقد ثبت فيما بعد أن ذلك التكتيك كان خاطئا.
كما اشتكى مسؤولو المنظمة خلال الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني الماضي من عدم مشاركة الصين معلومات كافية لتقييم مدى انتشار الفيروس بين الناس والمخاطر التي يشكلها بالنسبة لبقية دول العالم.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إن الصين تحفظت على نشر الخريطة الجينية لفيروس كورونا مدة أسبوع كامل بسبب “السيطرة المحكمة على المعلومات والمنافسة داخل أجنحة نظام الصحة العامة الصيني”.
وخلصت الصحيفة إلى أن النظام الصيني كان يتبع سياسته المنغلقة المعهودة خلال أزمة تفشي الوباء، وأنه من الخطأ اتهام منظمة الصحة العالمية بالتستر على الصين، فقد أثبتت التسجيلات أن مسؤولي المنظمة كانوا يحاولون القيام بعملهم خدمة للجميع، ومن ضمنهم الولايات المتحدة.
المصدر : واشنطن بوست