احتجاجات لبنان.. جرحى في بيروت وطرابلس والرئيس عون يتحدث عن استهداف

احتجاجات لبنان.. جرحى في بيروت وطرابلس والرئيس عون يتحدث عن استهداف

ادت المواجهات بين قوات الشرطة والجيش وبين محتجين على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى وقوع جرحى في بيروت وطرابلس، بينما تحدث الرئيس اللبناني ميشال عون عن مخطط لاستهداف العملة الوطنية.

وقال مراسل الجزيرة في بيروت إن عمليات الكر والفر مستمرة بين القوى الأمنية وعشرات المحتجين الذين تجمعوا في وسط العاصمة اللبنانية، بينما قالت تقارير إعلامية إن الصدامات أدت إلى سقوط نحو 40 جريحا في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس.

كما أعلنت غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة اللبناني فجر اليوم السبت عن إصابة 33 شخصًا -بينهم عسكريان- خلال مواجهات بين الجيش اللبناني ومحتجين في مدينة طرابلس شمالي البلاد.

وتأتي الاحتجاجات عقب تدهور غير مسبوق للاقتصاد اللبناني، بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الخمسة آلاف ليرة في السوق السوداء، وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى التجمّع اليوم السبت أمام وزارة المالية في بيروت والتوجّه من بعدها إلى ساحة رياض الصلح وسط العاصمة، رفضًا لسياسات الحكومة.

وكان المحتجون قد عمدوا إلى إغلاق طريق رئيسي وسط بيروت بالإطارات المشتعلة، كما أضرم عدد منهم النار في محلات تجارية على مقربة من ساحة الشهداء. وفي طرابلس، فرّق الجيش مجموعات من الشبان حاولت مصادرة محتويات شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية.

وانتشرت عناصر مكافحة الشغب بقوى الأمن الداخلي في المنطقة وأطلقت قنابل الغاز المدمع لتفريق المحتجين ودفعهم إلى خارج الحيز الجغرافي لوسط العاصمة، كما تم استقدام سيارات الإطفاء لإخماد الحريق الذي اندلع في عدد من المحلات التجارية.

وتأتي هذه الاحتجاجات رغم ما أعلنته الحكومة من قرارات سريعة في محاولة لاحتواء تداعيات انهيار سعر صرف الليرة، حيث قالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد في ختام اجتماع للحكومة إن مصرف لبنان المركزي سيضخ الدولار في السوق اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.

مؤامرة
في هذه الأثناء، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن ارتفاع سعر صرف الدولار بعيد عن العفوية، في حين عقدت الحكومة اجتماعين أمس الجمعة في القصر الرئاسي لم يبحثا إقالة حاكم المصرف المركزي على وقع احتجاجات خلّفت مصابين وإغلاقات للمحلات التجارية.

وأضاف عون -في تصريحات بمستهل جلسة ثانية للحكومة- أن الخسائر الضخمة في النظام المالي، والانهيار الذي حدث لسعر الليرة أمام الدولار يوم الخميس، يجب أن تتحمله الحكومة والبنك المركزي والبنوك التجارية، لا المودعون.

وأشار إلى أن “ما حدث بالأمس (الخميس) نتيجة ارتفاع سعر الدولار من دون أي مبرر، يجعلنا نتساءل إن كان الرقم الذي أعطي لسعر الدولار هو شائعة تم تعميمها لينزل الناس إلى الشوارع وتقع المواجهات؟ وهل هي لعبة سياسية أم مصرفيّة أم شيء آخر؟”.

وأعلن رئيس الجمهورية أن المصرف المركزي سيبدأ ضخ الدولار في السوق بدءا من الاثنين القادم، لتعزيز الليرة عقب تراجعها بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية.

من ناحية أخرى، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الجمعة، اتفاق الرئاسات الثلاث (الجمهورية والنواب والحكومة) على خفض سعر صرف الدولار ليصبح 3200 ليرة اعتبارا من يوم الأحد.

وعلى الصعيد الدولي، دعا ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كل الأطراف في لبنان إلى تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج السلمي وحمايته، وقال إن الوحدة الوطنية في لبنان ضرورية من خلال العمل على الإصلاحات الجارية.

المصدر : الجزيرة + وكالات