بعد انهيار العملة السورية.. كيف استقبل السكان بدء تداول الليرة التركية بمناطق المعارضة؟

بعد انهيار العملة السورية.. كيف استقبل السكان بدء تداول الليرة التركية بمناطق المعارضة؟

بدا السكان في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غرب سوريا بتحويل ما لديهم من العملة السورية إلى الليرة التركية، وذلك بعد قرار حكومة الإنقاذ التابعة للمعارضة بيع الخبز والوقود بالعملة التركية حصرا مما أدى إلى حصول ازدحام كبير على محلات الصرافة المنتشرة في هذه المدينة وفي ريفها الشمالي.

وتهدف المعارضة إلى تحويل عملة التداول اليومي من الليرة السورية -التي تتهاوى قيمتها أمام الدولار والعملات الأخرى كل يوم- إلى الليرة التركية بهدف تحقيق نوع من الاستقرار في أسعار المواد الأساسية والسلع اليومية التي بات يتغير سعرها عدة مرات في اليوم.

فأغلب السلع يتم شراؤها من تركيا بالدولار الأميركي ويشتريها السكان في إدلب بالليرة السورية، الأمر الذي أتعب الناس وصدمهم.

أم خالد خمسينية تعيل أسرة مكونة من ثمانية أشخاص، اعتادت على ارتياد سوق الساحة الفوقانية في مدينة إدلب، حيث تعرض الخضراوات والفواكه والسلع بأنواع كثيرة، مما يخولها البحث عن خضراوات أرخص ثمنا نظرا لقلة جودتها .

تقول المواطنة التي بدت مصدومة من الأسعار المرتفعة إن ما تملكه من المال لم يعد كافيا لشراء السلع اللازمة لأسرتها هذا اليوم، وهي التي كانت تشتري كل حاجياتها بالمبلغ ذاته قبل فترة قصيرة.

قرار مفاجئ
يرى أبو أحمد المهجر من حلب ويقطن أحد أحياء مدينة إدلب أن تطبيق القرار من قبل المعارضة جاء مفاجئا وأنه يفتقر إلى آليات ناظمة، لافتا إلى اختلاف سعر صرف الليرة التركية بين محل صرافة وآخر وكذلك لدى المحال التجارية التي باتت تبيع بالليرة التركية، الأمر الذي سيزيد خسارة “المواطن الدرويش” على حد تعبيره .

أما أحمد -الذي يعمل في ورشة حدادة في المنطقة الصناعية بمدينة إدلب- فما زال يتقاضى أجرته بالليرة السورية، لذلك فإنه يرى أن ظلما كبيرا قد وقع عليه وعلى أقرانه من العمال فهو لا يرفض تحويل عملة التداول اليومي إلى الليرة التركية لكنه يطالب الحكومة بتحويل أجور العمال إلى العملة التركية قبل اتخاذ قرار بيع الخبز والوقود بها.

ويشكو من أن العامل وبعد يوم عمل شاق سيضطر إلى الوقوف ساعة أو ساعتين أمام محل الصرافة ليحول أجرته من الليرة السورية إلى التركية.

من جهته قال عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة إدلب د. جمال بليلو للجزيرة نت “تغيير عملة التداول إلى الليرة التركية سيكون له أثر جيد لكنه نسبي لأن العملة السورية ستظل مطروحة في السوق”.

وأشار إلى أن العملة الرديئة في النهاية ستتغلب على الجيدة، ويرى د. بليلو أن جهود المعارضة في طرح العملة التركية بالأسواق لن تنجح ما لم تلغ وجود العملة السورية وتمنع تداولها بشكل كامل .

وتدهورت الليرة السورية بشكل قياسي إلى أكثر من 3 آلاف ليرة مقابل دولار واحد في يونيو/حزيران الحالي، في حين كانت بحدود 70 ليرة عام 2012، وقبل الثورة 50 ليرة سورية للدولارالواحد.

المصدر : الجزيرة