استقالة ثاني مسؤول بمفاوضات صندوق النقد الدولي يعمّق أزمة لبنان

استقالة ثاني مسؤول بمفاوضات صندوق النقد الدولي يعمّق أزمة لبنان

بيروت – يعتزم مدير عام وزارة المالية اللبنانية ألان بيفاني، الاستقالة من منصبه، الإثنين، اعتراضاً على طريقة تعاطي الحكم مع الأزمة الاقتصادية الحالية، بحسب إعلام محلي.

ونقل تلفزيون الجديد (خاص) عن بيفاني قوله، إنه سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر الإثنين بالتوقيت المحلي، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن استقالته والأسباب التي أدت لذلك.

وبهذا يصبح آلان بيفاني، ثاني عضو بفريق لبنان في محادثات الصندوق يستقيل خلال الشهر الحالي.

ففي وقت سابق من الشهر الحالي استقال هنري شاوول مستشار وزارة المالية من فريق محادثات صندوق النقد بلبنان قائلا إن الساسة والسلطات النقدية والقطاع المالي “يعمدون إلى صرف الأنظار عن حجم” الخسائر والشروع في “أجندة شعبوية”.

من جهته، قال بيفاني: “أسباب استقالتي تأتي اعتراضاً على طريقة تعاطي الحكم مع الأزمة، والمسار الذي نسلكه اليوم متهور وبموجبه فإن الشعب يتضرر بشدة”.

ولاحقا، أوردت الوكالة الوطنية ‎للإعلام، أن وزير المالية غازي وزني، تسلم كتاب استقالة مديره العام للمالية، دون تفاصيل إضافية.

ونفى المسؤول المالي صحة معلومات بشأن تلقيه تهديدا من مسؤول حزب مؤخرا، وزاد: “غير صحيح انني تلقيت تهديداً عبر الواتساب من رئيس حزب (لم يسمه) لديه مئات ملايين الدولارات مجمدة في المصارف”.

وكان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، غرد في وقت سابق عبر “تويتر” بالقول: “تلقى الآن بيفاني تهديداً من رئيس حزب لديه مئات ملايين الدولارات مجمدة في المصارف، أبلغه بأن الأموال تخص أبناء طائفته”.

وتأتي استقالة بيفاني تزامنا مع احتجاجات متواصلة شهدتها مدن لبنانية، منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، تخللها سقوط جرحى ودعوة لعصيان مدني، الإثنين، بحسب مصادر صحفية.

وأفادت المصادر بأن نحو 50 محتجا تجمعوا في منطقة إنطلياس شرقي العاصمة بيروت، رافعين شعارات مندّدة بالطبقة السياسيّة الحاكمة والأوضاع الاقتصاديّة المأزومة.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975: 1990)، ما فجر هذه الاحتجاجات، منذ 17 أكتوبر الماضي.

ومنع الجيش بالقوة محتجين من قطع الطريق السريع في إنطلياس، فاندلعت مصادمات سقط خلالها نحو 10 جرحى.

وجاء هذا الاحتجاج إثر تدهور غير مسبوق للعملة اللبنانية، إذ تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز 7 آلاف ليرة لبنانية في السوق غير الرسمية، بينما يبلغ 1507.5 ليرة لدى مصرف لبنان.

وفي مدينة طرابلس (شمال)، انطلقت مسيرات، رفضا للغلاء المستفحل، وتنديدا بتراجع سعر الليرة مقابل الدولار.

ودعا نشطاء في طرابلس إلى عصيان مدني، الإثنين، يشمل إقفال المحال التجاريّة.

وأغلق عشرات المحتجين وسط منطقة زحلة في محافظة البقاع (وسط)، ثم أعادوا فتحه بعد وقت قصير.

وحاول أنصار لجماعة حزب الله الدخول بدراجاتهم الناريّة من الضاحية الجنوبيّة ببيروت إلى منطقة عين الرمانة شرقي العاصمة.

لكن قوات من الجيش منعتهم وطوقت مداخل الضاحيّة الجنوبيّة، معقل الجماعة.

عشرات المناصرين لحزب الله خرجوا على دراجاتهم الناريّة، احتجاجًا على تصريحات للسفيرة الأميركية لدى بيروت، دوروثي شيا، بشأن حزب الله.

واستدعت الخارجية اللبنانية، ظهر الأحد، شيا، احتجاجا على تصريح قالت فيه، الجمعة، إن “مليارات الدولارات ذهبت إلى دويلة حزب الله، بدل الخزينة الحكومية (اللبنانية)”.

وحزب الله شريك في الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، التي تولت السلطة في 11 فبراير الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي أجبرها المحتجون على الاستقالة، في 29 أكتوبر 2019.

العرب