شهد محيط مجلس النواب اللبناني مواجهات بين الشرطة ومحتجين حاولوا اقتحام مبنى المجلس، وذلك تعبيرا عن غضبهم من الطبقة السياسية والانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة بيروت.
وتعرضت محال تجارية للاعتداء والتكسير خلال المواجهات التي بدأت منذ ساعات المساء الأولى وتواصلت خلال الليل.
وتشهد الشوارع والأزقة المحاذية لمجلس النواب عمليات كر وفر بين المحتجين والشرطة التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وفي وقت سابق، شهدت شوارع العاصمة اللبنانية بيروت غضبا من محتجين تجمعوا في محيط الميناء، مطالبين بإسقاط النظام ومشككين في وعود السلطات بتحقيقات نزيهة، حيث كان بعضهم في استقبال الرئيس الفرنسي أثناء زيارته للمنطقة.
كما تجمع عدد من المحتجين أمام أحد المداخل المؤدية إلى مقر البرلمان اللبناني في وسط العاصمة بيروت، ورددوا شعارات منددة بما وصفوه بالفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
وقد فرقت القوى الأمنية المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع بعد محاولتهم تجاوز الأسلاك الشائكة للوصول إلى أحد الطرق القريبة من البرلمان، وعمدوا إلى رشق القوى الأمنية بالحجارة.
من جهة أخرى، دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الدول الأعضاء للمشاركة في اجتماع يعقد عبر الإنترنت بشأن الوضع الإنساني في لبنان يوم الاثنين المقبل.
مساعدات
وأفاد مصدر دبلوماسي للجزيرة بأن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية سيقدم إحاطة حول الوضع في بيروت ويبحث جهود الأمم المتحدة لدعم الاستجابة المستمرة هناك.كما أوضح المصدر أن الاجتماع سيسلط الضوء على الفجوات في الاستجابة الحالية للوضع في بيروت وسيدعو إلى دعم عاجل.
وقد قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية نجاة رشدي وفرت 9 ملايين دولار من الصندوق الإنساني اللبناني لدعم الاستجابة الطارئة لانفجار بيروت.
وأكد حق أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك سيعلن توفير مزيد من الأموال من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ لتعزيز قدرات المستشفيات في العاصمة اللبنانية.
ويتواصل تدفق المساعدات العربية والدولية لدعم عمليات الإغاثة وعلاج الجرحى والمصابين جراء الانفجار الذي هز مرفأ بيروت أول أمس الثلاثاء.
وقد أدى الانفجار إلى مقتل 137 شخصا وجرح نحو ٥ آلاف، في أرقام غير نهائية، بينما تتابع الأجهزة الأمنية والقضائية تحقيقاتها لمعرفة أسباب وقوع الانفجار، وقد فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنيا واسعاً حول المرفأ.
ويشهد لبنان منذ أشهر أسوأ انهيار اقتصادي، وبات نصف اللبنانيين تقريبا يعيشون تحت خط الفقر، بينما تعاني 35% من القوى العاملة من البطالة.
وشكّل انفجار المرفأ ضربة كبيرة لسكان العاصمة ومحيطها، حيث بات نحو 300 ألف شخص مشردين من منازلهم التي تدمرت أو تضررت إلى حد كبير.
المصدر : الجزيرة + وكالات