بغداد والرياض تمهدان لزيارة الكاظمي المؤجلة إلى السعودية

بغداد والرياض تمهدان لزيارة الكاظمي المؤجلة إلى السعودية

بغداد- أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مباحثات تعلّقت بـ”إقامة علاقات متميزة بين البلدين الجارين”.

ووصل الوزير السعودي، الخميس، إلى بغداد في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، كما لم تُحدّد أجندتها، لكن مصادر عراقية ربطتها بزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى السعودية والتي كان مقرّرا أن تجري في يوليو الماضي لكنّها أرجئت بسبب مرض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقالت ذات المصادر إنّ قدوم الأمير فيصل إلى بغداد مؤشّر على أنّ الزيارة لا تزال قائمة ولم يتمّ إلغاؤها وفق ما تداولته وسائل إعلام عراقية في وقت سابق.

وقال الوزير السعودي بعد عقده جلسة المباحثات مع رئيس الوزراء العراقي إنّ بلاده تتطلع إلى زيارة الكاظمي المرتقبة اليها.

وجاءت زيارة الوزير السعودي بعد عودة رئيس الوزراء العراقي من واشنطن حيث كان قد التقى الرئيس ترامب وعددا من المسؤولين الأميركيين.ولم تستبعد المصادر أن يكون من ضمن أهداف زيارة وزير الخارجية السعودي إلى العراق الاطلاع على نتائج زيارة الكاظمي لواشنطن، ذلك أن إدارة ترامب طرف أساسي في رعاية التقارب بين الرياض وبغداد وتشجيع التعاون والتنسيق بينهما أملا في إبعاد العراق عن دائرة النفوذ الإيراني.

وجاء في بيان أصدرته الحكومة العراقية بعد لقاء الكاظمي والأمير بن فرحان أنّ الجانبين “بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة”.

وأعرب الكاظمي عن تطلع بلده “إلى بناء علاقات متميزة تستند إلى الإرث العميق للروابط التاريخية التي تجمعه مع السعودية، وبما يحقق مستقبلا أفضل للبلدين”، بحسب البيان.

وعلى مدى السنوات الماضية ظل شعار تطوير التعاون بين السعودية والعراق مرفوعا في البلدين، دون أن يتحقّق تقدّم فعلي في اتجاه تجسيده على أرض الواقع.

ويقول مطّلعون على الشأن السعودي إن الرياض لا تزال متردّدة في الدخول في شراكة اقتصادية مع العراق ورصد أموال للاستثمار على أرضه مخافة أن تذهب أموالها في جيوب جهات معادية لها، لكون البلد لا يزال ساحة نفوذ لإيران وتتحكّم فيه قوى سياسية موالية لطهران، وهو ما يحيل السعوديين على التجربة اللبنانية حيث ظل لبنان على مدى عقود يتلقّى مساعدات من المملكة يستفيد منها حزب الله وإنْ بطريقة غير مباشرة.

غير أنّ منتقدي هذه الهواجس السعودية يقولون إن انسحاب المملكة من بعض الساحات العربية يفتح الباب للاعبين آخرين بينهم تركيا. وأشار البيان إلى “أهمية تفعيل مقررات اللجنة التنسيقية بين العراق والسعودية، وبما يؤمّن مصالح شعبي البلدين الشقيقين”.

ومن جانبه قال وزير الخارجية السعودي إنّ الرياض “تنظر بعين الحرص والاهتمام إلى علاقاتها مع العراق”، مضيفا “تتطلع المملكة إلى تعزيز وتوطيد التعاون المشترك، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين”. وأفاد البيان ذاته بأن اللقاء تناول أيضا “التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتحقيق التوازن في الإنتاج النفطي، بالشكل الذي يخفف العبء الاقتصادي عن العراق”.

العرب