لإصلاح “ما أفسده ترامب”.. 10 ملفات في حقيبة بايدن

لإصلاح “ما أفسده ترامب”.. 10 ملفات في حقيبة بايدن

على عكس الجمهوريين؛ الذين عجزوا عن الاتفاق على برنامج إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة، اعتمد الحزب الديمقراطي وجوزيف بايدن نهجا أكثر تقليدية، يستخدم وجهات نظر متعددة؛ من أجل الوصول إلى البيت الأبيض.
وانضم الديمقراطيون من أنحاء البلاد من أجل صياغة “برنامج الحزب”، بحثًا عن رسم أطر ذات مصداقية تمهد الطريق إلى المقعد الرئاسي، والذي يمر هذه المرة على أنقاض ما اعتبروه “عيوبا فادحة في أداء المنافس الجمهوري ترامب“.
ويوم الحساب، 3 نوفمبر المقبل، يقرر الناخبون البرنامج الذي سيوجه البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة، ما بين منح ترامب صك الاستمرار على ذات “النهج المتخبط”، أو إتاحة الفرصة أمام البرنامج الديمقراطي الذي يتضمن 10 ملفات رئيسية تستثمر في “إنهاء سياسات ترامب الكارثية”.

كورونا
يبدأ برنامج “المنصة الديمقراطية” من حيث وقف العالم عند فيروس كورونا، حيث اتهم بايدن ترامب “بالتخبط في إدارة الأزمة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشهد على نحو كارثي في الولايات المتحدة”.
وشدد المرشح الديمقراطي على أنه “لا مجال للخطأ فيما يتعلق بالجائحة”، متهما المنافس الجمهوري بأنه “كذب على الشعب الأمريكي بشأن خطورة المرض، وهذا يجعله مسؤولا عن وفاة عشرات الآلاف من الأمريكيين”.
وعلى الرغم من موقف الديمقراطيين من أداء ترامب تجاه الوباء، إلا أن تباين شعور الناخبين تجاه تعامل الإدارة الحالية، دفع جو إلى تبني برنامج علمي طموح في التعامل مع الأوبئة، حال الوصول إلى البيت الأبيض.
وقرر الديموقراطيون “التعامل مع الأوبئة المستقبلية؛ من خلال قيادة جهد عالمي للوقاية والكشف والاستجابة، وعلى رأسها بطبيعة الحال مكافحة وباء كوفيد-19”.
وتعهد بايدن بالتوسع في خدمات الرعاية الصحية، والدفع في اتجاه الحصول على لقاح آمن وفعال للقضاء على الوباء الذي يهدد العالم.

اقتصاد أقوى وأكثر عدلاً
وفي الوقت الذي تئن الولايات المتحدة تحت وطأة البطالة، اعترف بايدن أن “قاعدة الفرص تراجعت بشدة، وأصبح الأمريكيون أقل احتمالا لتسلق سلم الدخل من أولئك الموجودين في كندا، والدنمارك، والمملكة المتحدة”.
وقال الديمقراطيون إنهم سيصوغون عقدا اجتماعيا واقتصاديا جديدا مع الشعب الأمريكي”.
وحول برنامج توافر الوظائف، أكد بايدن أنه مستعد لاتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج الاقتصاد من الركود؛ من خلال الاستثمار في البنية التحتية، والطاقة النظيفة، والشركات الصغيرة.
وقدم الديمقراطيون تعهدا بالعمل على رفع الحد الأدنى للأجور الفيدرالية؛ إلى 15 دولارا في الساعة، حتى لا يحتاج العمال إلى الاحتفاظ بوظائف متعددة لتغطية نفقاتهم.
وأعطى الحزب الأولوية لقانون حماية حق التنظيم “PRO” لاستعادة حقوق العمال، بما في ذلك الحق في تكوين نقابات.

معادلة الرعاية الصحية
الملف الثالث على أجندة الحزب الديموقراطي؛ يتعلق بمعادلة الرعاية الصحية، عبر تحقيق خدمة عالمية جيدة؛ وبأسعار معقولة.
وقال الديمقراطيون: “سنقوم أخيرا ببناء نظام الرعاية الصحية الذي يستحقه الشعب الأمريكي دائما”.
وأوضح الحزب أن “النظام يوفر في النهاية تغطية رعاية صحية شاملة؛ يقلل من أسعار العقاقير التي تستلزم وصفة طبية، وأقساط التأمين، والتكاليف التي تدفعها من الجيب”.
وتابع الديمقراطيون أن “النظام يستهدف السيطرة على نفقات الرعاية الصحية الشاملة، ويعالج الإجحاف المتجذر في نظام الرعاية الصحية لدينا”.

إصلاح العدالة الجنائية
وشغل نظام العدالة الجنائية مساحة كبيرة من البرنامج الديمقراطي، خاصة مع تصاعد وتيرة العنصرية على نحو لافت في الآونة الأخيرة، والتي ألقت بظل قاتم على النسيج المجتمعي، وعلى رأسها مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد قوات الشرطة.
وحول ملف العدالة الشائك، أشار بايدن إلى أن السجون الأمريكية فيها أكبر عدد من السجناء في العالم وراء القضبان، معتبرا أن النظام موجه نحو العقاب وليس إعادة التأهيل.
وأردف المنافس الديمقراطي أنه “من غير المقبول؛ أن يتحدث الآباء السود مع أطفالهم في محاولة لحمايتهم من ضباط الشرطة؛ الذين من المفترض أن يحملوا على عاتقهم حمايتهم وخدمتهم”.

شفاء روح الولايات المتحدة
وساق الديموقراطيون حزمة من التعهدات؛ فيما يتعلق بملف حماية الحقوق المدنية، وعلى رأسها تعيين قضاة المحكمة العليا الأمريكية، والقضاة الفيدراليين، الذين يعكسون تركيبة الولايات المتحدة.
وشدد بايدن على أن هذا الاتجاه يستهدف دعم سيادة القانون، والحقوق المدنية الفردية، والحريات، وسيحترم القضاة الأحكام السابقة، مثل حق المرأة أن تختار الإجهاض.
وتعهد الحزب الديمقراطي أن يعيد السلطة الكاملة لقانون حقوق التصويت؛ لضمان حق كل من يحق لهم التصويت، وهو ما أطلق عليه “شفاء روح الولايات المتحدة”.

أزمة المناخ والعدالة البيئية
البرنامج الديمقراطي وضع على رأس الأولويات أزمات المناخ، معتبرا أنه “لا يوجد وقت نضيعه في معالجة هذا الملف”.
وأكد بايدن أهمية التعامل بشكل عاجل وفعَّال مع العواصف القياسية وحرائق الغابات المدمرة، والفيضانات التاريخية، مشددا على أن “ترامب تجاهل الخطر، ولم يهتم بالعلم الذي يثبت أن تغير المناخ حقيقي وقاتل”.
ووعد المرشح الديمقراطي بإلغاء الجهود التي حرض عليها ترامب لتخفيف القوانين البيئية، التي يصفها الجمهوريون بإلغاء الضوابط بهدف استقلال الطاقة، على أن تُستبدل لحماية الأراضي العامة والممرات المائية.

استعادة الديمقراطية
وكما هو مذكور في بند “حماية الحقوق المدنية للأمريكيين” تمسّك الديمقراطيون بالقتال لاستعادة وحماية حق الأمريكيين الأساسي في التصويت.
وأكد الحزب أن حماية الديمقراطية يمر عبر طريق التراجع بقوة ضد حكام الولايات والهيئات التشريعية، الذين حرموا الأشخاص الملونين والشباب من حقوقهم، وكذلك ذوي الدخل المنخفض وذوي الإعاقة.

نظام هجرة
واتهم الديمقراطيون إدارة ترامب بشأن قوانين الهجرة أنها “فصلت العائلات، ووضعت الأطفال في أقفاص، ومنعت الناس من القدوم إلى الولايات المتحدة على أساس عقيدتهم”.
وانتقد بايدن “حظر المسلمين” الذي فرضه ترامب، وإبعاد اللاجئين وطالبي اللجوء الفارين من العنف والاضطهاد.
وأصر جو على أن “الديمقراطيين سيضعون حدا لتلك الممارسات التي لا تتناسب مع المبادئ الأمريكية، على نحو يقود إلى إنشاء نظام هجرة إنساني للقرن الحادي والعشرين”.

تعليم عالمي
وبالنظر إلى أن الديمقراطيين يرون أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أمر بالغ الأهمية في بناء أساس تعليمي للأطفال، قال بايدن إن إدارته ستعمل مع الولايات لتقديم الحضانة لجميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات.
ولفت المنافس الديمقراطي إلى العمل أيضا على رعاية الأطفال بشكل ميسور التكلفة لعائلات الطبقة العاملة.

الريادة الأمريكية
يقول الديموقراطيون إنه “في عهد ترامب، باتت سمعة الولايات المتحدة ونفوذها في حالة يرثى لها، في أعقاب تمزيق إدارة الرئيس الجمهوري للالتزامات الدولية”.
فيما يرى بايدن أن “سياسة دونالد ساهمت في إضعاف التحالفات الأمريكية، وتشويه مصداقية البلاد، كما أن إدخال التعريفات الجمركية أضر كثيرا بالعمال الأمريكيين”.
وكان الجمهوريون برروا هذه الإجراءات “أن الوقت قد حان لبدء الحلفاء دفع حصتهم من أجل الحماية الأمريكية، وأن الرسوم الجمركية منعت دولا أخرى من الاستفادة من الولايات المتحدة”.
وتعهد الديمقراطيون بالعمل على تغيير هذا المسار، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء، مثل حلفاء الناتو، والاستماع إلى المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالشأن الروسي.
وتضمن برنامج بايدن “إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والفلسطينيين، وتقديم المساعدة الحاسمة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
ولفت إلى أن تلك الخطوة، تأتي في إطار ما يتوافق مع القانون الأمريكي، كما عارض “أي تحرك لإسرائيل بشكل غير عادل، وتعهد بنزع الشرعية عنه”.
في 21 أغسطس/ آب الماضي، أعلن السيناتور الديمقراطي جو بايدن، قبوله ترشيح حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية منافسا للرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، الذي أعلن خوضه للانتخابات في 27 من ذات الشهر.
ومن المرتقب أن تشهد الولايات المتحدة، الثلاثاء 3 نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، الانتخابات الرئاسية الـ50 في تاريخ البلاد.

(الأناضول)