في الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير 2020 ، أُعلن رسميا عن أول وفاة بفيروس كورونا المستجد في الصين. وبعد ثمانية أشهر على رصد المرض الذي ظهر في ووهان في كانون الأول/ديسمبر 2019، سجل العالم أكثر من مليون وفاة جراء الجائحة.
ألف وفاة في الشهر الأول
تفشى فيروس سارس-كوف-2 المسبب لمرض كوفيد-19 بسرعة في الصين وخصوصا في مدينة ووهان. وخلال فترة شهر سجل هذا البلد ألف وفاة.
وتلك الحصيلة كانت أسوأ من العدد الإجمالي لوفيات متلازمة الالتهاب التنفسي الحادة الوخيمة (سارس) التي تفشت في آسيا في 2002-2003 وأودت بحياة 774 شخصا.
حتى ذلك الوقت كانت المناطق والدول خارج الصين القارية بمنأى نسبيا عن الفيروس الذي ما لبث أن بدأ بالانتشار هناك.
وسجلت الفيلبين أولى الإصابات في الثاني من شباط/ فبراير وهونغ كونغ بعد يومين على ذلك. وتلتهما اليابان ثم فرنسا في 13 و14 شباط/فبراير.
شهر أسود لأوروبا والولايات المتحدة
في شباط/ فبراير تسارعت أعداد الإصابات. بحلول 11 آذار/ مارس مع إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد “وباء عالميا”، كان قد تم تسجيل 4500 وفاة في أنحاء العالم، في 30 من الدول والمناطق.
وثلثا الوفيات كانت لا تزال في الصين، لكن إيطاليا (800 وفاة) وإيران (300 وفاة) سجلتا تسارعا في الإصابات ومن ثم في الوفيات.
وارتفعت أعداد الوفيات اليومية في أوروبا والولايات المتحدة بسرعة حتى منتصف نيسان/أبريل، لتصل أرقاما قياسية في الأسبوع الثاني مع معدل وفيات بأكثر من 4 آلاف و2700 في كل منهما على التوالي.
حاليا لا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا بالوباء من حيث عدد الوفيات مع أكثر من 200 ألف حالة وفاة مسجلة.
وعلى مستوى العالم فإن الأسبوع الذي سجل أكبر عدد وفيات هو الممتد بين 13 و19 نيسان/ أبريل، عندما أعلن رسميا عن أكثر من 7460 وفاة بالفيروس يوميا. وبحلول ذلك الوقت كان عدد الوفيات على مستوى العالم ارتفع إلى قرابة 170 ألف وفاة أي ضعف الحالات المسجلة في 31 آذار/ مارس.
منذ مطلع حزيران/ يونيو، يتراوح المعدل اليومي للوفيات عند 5 آلاف وفاة.
أمريكا اللاتينية، البؤرة الجديدة
في حزيران/ يونيو انتقلت بؤرة الوباء إلى أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وبين 15 تموز/ يوليو و15 آب/ أغسطس لم ينخفض معدل الوفيات اليومية المسجلة في تلك المنطقة عن 2500 وفاة.
عندها فقط بدأت الأعداد في الانخفاض تدريجيا وصولا إلى معدل 1900 وفاة يوميا الأسبوع الماضي.
وأصبحت البرازيل الدولة ذات أكبر حصيلة وفيات بعد الولايات المتحدة (أكثر من 140 ألف وفاة). ونسبة إلى عدد السكان، تعد كل من البيرو (975 وفاة لكل مليون نسمة) وبوليفيا (671) من بين الدول الأكثر تضررا في أنحاء العالم، إلى جانب دول أوروبية مثل بلجيكا (861) وإسبانيا (668).
موجة ثانية؟
في آسيا حيث كان عدد الوفيات أقل من 100 حالة وفاة يوميا حتى منتصف نيسان/ أبريل، تتزايد أعدد الوفيات باطراد. وتخطت القارة الألف وفاة يوميا بشكل شبه متواصل، منذ 20 تموز/ يوليو وتقترب الآن من عتبة 1500 وفاة (1407 في المتوسط في الأيام السبعة الأخيرة).
وكانت الهند الأكثر تضررا مع حصيلة بلغت 90 ألف حالة وفاة حتى الآن.
وتتزايد الحالات أيضا في أوروبا ما يعزز المخاوف من موجة ثانية محتملة. وتسجل حالات الإصابة الجديدة في القارة ارتفاعا بنحو 20 في المئة هذا الأسبوع عن الذي سبقه، كما سجلت الوفيات ارتفاعا بنسبة 28 في المئة.
وترتفع الوفيات مجددا في الشرق الأوسط (حوالي 330 في الأسبوعين الماضيين بارتفاع بنسبة 18%).
إفريقيا وأوقيانيا بمنأى
تظهر الإحصاءات الرسمية أن إفريقيا كانت أقل تضررا من قارات أخرى. فأعداد الوفيات تتراجع منذ آب/ أغسطس (أقل من 200 وفاة يوميا في منتصف أيلول/ سبتمبر، بعدما تراوحت عند 400 وفاة مطلع آب/ أغسطس).
أما في أوقيانيا، فإن المعدل اليومي للوفيات لم يتجاوز أبدا 24 وفاة.
القدس العربي