أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليوم الأربعاء اليمين الدستورية أميرا لدولة الكويت أمام مجلس الأمة خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي عن عمر ناهز 91 عاما.
وكان الديوان الأميري في دولة الكويت قد أعلن أمس وفاة الشيخ صباح الأحمد، ونادى مجلس الوزراء الكويتي بولي العهد الشيخ نواف الأحمد (83 عاما) أميرا للبلاد عملا بأحكام الدستور.
وقال الشيخ نواف في كلمة له بعد اليمين الدستورية إننا نستذكر باعتزاز توجيهات الأمير الراحل ونصائحه السديدة، مضيفا أننا نؤكد اعتزازنا بدستورنا ونهجنا الديمقراطي، ومتعهدا بالعمل على أمن واستقرار وازدهار دولة الكويت.
وأضاف الشيخ نواف أن وطننا يواجه اليوم ظروفا دقيقة وتحديات خطيرة لا يمكن مواجهتها إلا بتضافر الجهود.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إن الأمير الراحل حفظ للكويت توازنها واتزانها، وعزز مكانتها ووزنها، غير متأثر بأعاصير السياسة العاتية.
وخاطب الغانم أمير الكويت الجديد قائلا نثق في قدرتكم على صون الأمانة وحمل المسؤولية، مضيفا أنكم تدشون عهدا تستكملون به مسيرة من سبقكم، ينعم فيه الكويتيون بالعدل والرخاء ويطبق فيه القانون على الكبير والصغير، ولا ينعم فيه فاسد بفساده.
وتنص المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت على أنه إذا “خلا منصب أمير البلاد نودي بولي العهد أميرا، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين ولي للعهد مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير”.
وفي 7 فبراير/شباط 2006 أصدر الشيخ صباح الأحمد الصباح أمرا أميريا بتزكية الشيخ نواف وليا للعهد، ليبايع في 20 من الشهر نفسه بالإجماع من قبل مجلس الأمة.
وكان الأمير الراحل قد قرر في 18 يوليو/تموز الماضي أن يتولى ولي العهد الشيخ نواف بعض الاختصاصات الدستورية لأمير البلاد بشكل مؤقت، بعد دخول الأمير المستشفى لإجراء فحوص طبية.
وبمقتضى المادة المذكورة، يتولى ولي العهد الكويتي الشيخ نواف منصب الإمارة.
وتولى الشيخ نواف مناصب وزارية عدة ومسؤوليات عليا في دولة الكويت، منها منصب وزير الداخلية الذي عين فيه عام 1978، كما تولى وزارة الدفاع مرتين.
ويعد الشيخ نواف من أبرز الوجوه السياسية التي عاصرت مسيرة بناء دولة الكويت منذ أن نالت استقلالها في 1962، وأحد المساهمين في بناء الكويت الحديثة وإرساء دعائمها وتحقيق نهضتها.
كما يعتبر الشيخ نواف المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية والأب الروحي لها، إذ حمل حقيبتها على فترتين في عهد أخيه غير الشقيق الأمير الراحل الشيخ جابر الصباح، الأولى امتدت من 19 مارس/آذار 1978 حتى 26 فبراير/شباط 1988، قبل أن يعود إلى التشكيل الحكومي في 13 يوليو/تموز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وعمل الشيخ نواف خلال فترتي توليه وزارة الداخلية على تطوير إستراتيجية لمنظومة أمنية متكاملة، وتحديث القطاعات الأمنية، وتطوير العمل الشرطي والنهوض به، انطلاقا من هدفه الرئيسي في حفظ الأمن والاستقرار للكويت وأهلها.
وفي 26 يناير/كانون الثاني 1988 عين وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي عاد لشغله مرة أخرى في 20 يونيو/حزيران 1990، وأثناء توليه الوزارة عمل على تحديث المنظومة الدفاعية وتطويرها.
المصدر : الجزيرة