بيروت – بدأ رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري استشاراته النيابية غير الملزمة في مجلس النواب بهدف تشكيل حكومة جديدة في لبنان في مهمة لا تخلو من تعقيدات.
ويلتقي الحريري بدايةً رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام، ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، على أن يعقبهم لقاءات مع بقية الكتل النيابية تباعاً.
وتستمر استشارات التشكيل حتى عصر الجمعة ليبدأ بعدها العمل على تشكيل الحكومة.
وكان الرئيس اللبناني أبلغ الحريري بعد ظهر الخميس تكليفه تشكيل حكومة جديدة وبعد تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة من قبل 65 نائباً من أصل 120 نائب.
ومن بين الممتنعين عن تسمية زعيم المستقبل التيار الوطني الحر الذي يترأسه النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، وحليفه حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.
لكن تسمية حركة أمل التي يتزعمها رئيس البرلمان نبيه بري، أبرز حلفاء حليف حزب الله، لم تكن لتحصل لولا موافقة ضمنية من الحزب.
أمام الحريري طريق طويل وصعب في ظل إصراره على تشكيل حكومة لستة أشهر تضمّ اختصاصيين من غير الحزبيين
ورغم الخصومة بينه وبين الحريري، ظلّ حزب الله من أبرز المتمسكين بعودة الحريري الى رئاسة الحكومة طيلة الفترة الماضية، الأمر الذي ربطه محللون بالتنازلات التي قدّمها الحريري خلال سنوات حكمه، خصوصاً قي ما يتعلق بسلاح الحزب.
وأقرّ الحريري أخيرا أن سلاح حزب الله مشكلة، لكن حلها لن يكون محليا بل في إطار إقليمي أشمل.
ويأتي تكليف الحريري بعد حوالي سنة من تقديمه استقالة حكومته في 29 أكتوبر الماضي إثر الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 17 منه.
وأمام الحريري اليوم طريق طويل وصعب في ظل إصراره على تشكيل حكومة لستة أشهر تضمّ اختصاصيين من غير الحزبيين، بينما الصراعات السياسية على النفوذ على حالها.
ويواجه الحريري المتظاهرين الذين يعتبرونه من أركان طبقة سياسية يطالبون برحيلها، رغم أن رد الفعل الأولي على تكليفه اقتصر على تحركات احتجاجية محدودة قابلها مناصرو الحريري بتحركات مؤيدة.
وفي حال نجاحه في تأليف الحكومة، سيكون الحريري تحت مجهر المجتمع الدولي الذي “لن يكون مستعداً لتقديم أي ليرة للبنان” وفق دويهي، من دون تغيير حقيقي وإصلاحات.
العرب