نشرت واشنطن بوست (Washington Post) تقريرا عن المصاعب التي يواجهها فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في التحضير لنقل السلطة، قائلة إن رفض الرئيس دونالد ترامب قبول الهزيمة أصبح ينطوي على أضرار أكثر بكثير من مجرد أنه موقف رمزي.
وقالت إن هذا الرفض يأتي وسط جائحة مميتة، وتراجع اقتصادي، وتقلب في الخارج؛ مما أثار مخاوف متزايدة من أنه سيعيق جهود بايدن لمواجهة دوامة الأزمات التي تواجه الأمة.
ونقلت عن ماكس ستير رئيس الشراكة غير الحزبية للخدمة العامة، التي تساعد في عمليات الانتقال الرئاسية، بما في ذلك المرحلة الحالية؛ قوله “تصبح المشاكل أكثر خطورة كلما طال أمد ذلك. حكومتنا أكبر منظمة وأكثرها تعقيدا، ليس فقط في هذا البلد، بل ربما في العالم وربما في التاريخ؛ لذا فإن توليها بفعالية يصبح مهمة ضخمة”.
أوامر صارمة
ومع قيام ترامب بمنع إدارته من التعاون رسميا مع بايدن، يخضع أعضاء الفريق الانتقالي للحزب الديمقراطي لأوامر صارمة بعدم إجراء أي اتصال مع المسؤولين الحكوميين الحاليين، حتى المحادثات عبر القنوات الخلفية، وفقا لأشخاص على دراية بالوضع.
وعلى سبيل المثال، بدأ فريق بايدن -بقيادة مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية- التعامل مع تدفق المكالمات من القادة الأجانب دون الاستفادة من خط حكومي آمن أو خدمات ترجمة لغوية تقدمها وزارة الخارجية الحالية.
ففي ظل انتقال طبيعي، ستعمل وزارة الخارجية على تسهيل تلك المكالمات على خط محمي لتجنب المراقبة من قبل أجهزة المخابرات الأجنبية المعادية والجهات الفاعلة الخبيثة الأخرى، وستوفر الوزارة أيضا مترجمين مدربين من قبل الحكومة حتى لا يضطر فريق بايدن إلى الاعتماد على أفراده أو مترجمين فوريين من الحكومات الأجنبية، الذين يمكنهم تقديم نكهة مختلفة للمناقشة الثنائية.
التعامل مع الخارج
واعتمد فريق بايدن على مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية للتعامل مع تدفق المكالمات من الحلفاء الذين يسعون للبدء بشكل صحيح مع رئيس أميركي جديد، وفقا لدبلوماسيين أجانب مطلعين على المناقشات.
والأمر الذي أصدره مسؤولو ترامب بحظر الاتصال بفريق بايدن يُحبط أيضا قدرة مساعدي بايدن على تلقي معلومات سرية تحتاج إلى المعرفة حول التهديدات الأجنبية على خصوم الولايات المتحدة والأمراض المعدية وقضايا تطوير اللقاحات المتعلقة بوباء فيروس كورونا.
وكشف بايدن عن اختياره عشرات الخبراء والمسؤولين الحكوميين السابقين للعمل كأعضاء في الفريق، هم على استعداد للذهاب إلى كل مؤسسة، وبدء تمهيد الطريق لجدول أعمال بايدن.
قيود عملية
وسيحصل هؤلاء الأعضاء عادة على التمويل والوصول إلى الغرف والأشخاص داخل المؤسسات المخصصة لهم، مثل وزارة الدفاع ووكالة حماية البيئة، ووزارة العدل، ولكن نظرا لأن إدارة الخدمات العامة لم تعترف ببايدن رئيسا قادما، ولم تبدأ عملية الانتقال رسميا، فلن يتمكن هؤلاء من دخول مباني المؤسسات المختلفة وتلقي المعلومات.
وقال مسؤول انتقالي كبير إن فريق بايدن وضع قوائم بكبار المسؤولين الذين غادروا مؤخرا في الوكالات الرئيسية لمساعدة مسؤولي الانتقال على التعجيل بالمشروعات الجارية والميزانيات ومواقع الاضطرابات والتكنولوجيا والموظفين، واصفا “خطة كاملة لهذه الطوارئ”، حيث لا يوجد تعاون، ولكن يتعين عليهم المضي قدما.
وقال مستشار نقل السلطة بالفريق إن جميع الأسئلة ذات الصلة لا يمكن الإجابة عنها ببساطة عن طريق استشارة أشخاص من الخارج.
تطمينات بايدن
وسعى بايدن الثلاثاء الماضي للتقليل من أهمية مقاومة ترامب، قائلا “لقد بدأنا بالفعل الانتقال. نحن على ما يرام. حقيقة أنهم ليسوا على استعداد للاعتراف بأننا فزنا ليست ذات أهمية كبيرة”.
ومع ذلك، يقول الديمقراطيون إنه لا يوجد بديل لنوع التعاون الذي قدمه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لترامب، أو الذي قدمه الرؤساء الآخرون لخلفائهم.
وقال السيناتور كريس مورفي (ديمقراطي عن ولاية كونيتيكت) إن انتقال السلطة الحالي فوضوي وخطير، نظرا لحالة الوباء وعدد الأزمات المستعرة في جميع أنحاء العالم التي أساء ترامب معالجتها.
المصدر : واشنطن بوست