اتهم الجيش الأميركي إيران بتهديد الأمن والتجارة العالميين. وفي حين حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من توجيه ضربة لإيران، أدلى وزير دفاع بريطانيا بتصريح حول التوتر بين واشنطن وطهران.
وبينما تتناول التقارير إمكانية توجيه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب ضربة عسكرية لإيران، تعهد الحرس الثوري الإيراني بردٍّ خارج حدوده الجغرافية.
وأمس الخميس، صعّد الجيش الأميركي لهجته ضد طهران واتهمها بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتهديد الأمن والتجارة على مستوى العالم.
وقال قائد القيادة الوسطى في القوات الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي إن ما وصفها بأنشطة إيران الخبيثة تزعزع استقرار جيرانها في المنطقة، وتهدد الأمن والتجارة العالميين.
وجاء ذلك في كلمة أمام الاجتماع السنوي العربي الأميركي الـ29 لصناع السياسة.
وأضاف ماكينزي “كان هناك ولا يزال تهديد طويل الأمد على الاستقرار، وينبع من إيران. لأكثر من 40 عاما، تحدى النظام الإيراني الأعراف الدولية من خلال القيام بأنشطة خبيثة لا تزعزع استقرار جيرانها في المنطقة فحسب، بل تزعزع الأمن والتجارة العالميين أيضا، وكل هذا خدمة لأهداف إيران للهيمنة”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت الاثنين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تنتهي ولايته بعد شهرين، استطلع آراء عدد من كبار المسؤولين بشأن إمكانية “التحرّك” ضدّ موقع نووي إيراني “خلال الأسابيع المقبلة”.
وأوردت الصحيفة أن المسؤولين “أقنعوا الرئيس بعدم المضيّ قدما في شنّ ضربة عسكرية” ضدّ طهران، نظرا إلى مخاطر نشوب نزاع واسع النطاق نتيجة لذلك.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي لرويترز إن ترامب طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيسي في نطنز، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم اتخاذ الخطوة.
إيران تتوعد
من جانبه، أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي -أمس الخميس- أن إيران لن تتقيد “بمنطقة جغرافية محددة” للدفاع عن “مصالحنا الحيوية”.
وقال اللواء سلامي إن الخليج “منطقة إستراتيجية للاقتصاد العالمي”، مؤكدا أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤدي دورا ممتازا وفريدا في توفير الأمن لهذه الرقعة البحرية الحاسمة للاقتصاد العالمي”.
وحذر قائلا “لن نتقيد بمنطقة جغرافية محددة للدفاع عن أمننا ومصالحنا الحيوية”.
وقال سلامي “لو أراد أحد تهديد مصالح هذا الشعب والبلد العظيم، فمن المؤكد أنه لن يجد نقطة آمنة لنفسه على وجه الكرة الأرضية”.
وقال “إستراتيجيتنا دفاعية، بمعنى أننا لن نشكل ابتداء أي تهديد لأي بلد أبدا، إلا أن إستراتيجيتنا الدفاعية هذه مترافقة مع تكتيكات هجومية”.
بارجة رودكي
وأدلى سلامي بتصريحاته بمناسبة تدشين بارجة “الشهيد رودكي” العابرة للمحيطات والمجهزة بـ”أنظمة صاروخية”، وهي تتضمن مدرجا لإقلاع مروحية وعدة طائرات مسيرة، وبإمكانها نقل زوارق سريعة على متنها.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني -أمس الخميس- إن “سفينة حربية ثقيلة متعددة الأغراض وبعيدة المدى وقادرة على حمل كل أنواع الطائرات والطائرات المسيرة والصواريخ وأنظمة الرادار”، انضمت لأسطول الحرس الثوري.
وأضاف التلفزيون الرسمي “تعد بارجة الشهيد رودكي القتالية مدينة بحرية متحركة جاهزة لتنفيذ المهمات في المحيطات”.
وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري -للتلفزيون الرسمي- إن السفينة ستوفر الأمن “لخطوط النقل البحرية وناقلات النفط والأساطيل التجارية وأساطيل الصيد في أعالي البحار”.
حرب شاملة
من جانبه، قال حسين دهقان مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية والدفاعية إن أي هجوم أميركي على إيران يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس ترامب.
وخلال مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس حذر دهقان من تصعيد عسكري أميركي في الأسابيع الأخيرة للرئيس ترامب في منصبه، مضيفا أنه لا يمكن للولايات المتحدة والمنطقة والعالم بأسره تحمل تبعات هذه الحرب.
من جهة أخرى، شدد دهقان على رفض إيران القاطع التفاوض بشأن قوتها الدفاعية وبرنامجها الصاروخي مع أي طرف كان وتحت أي ظرف.
دعوة للتهدئة
ومن جانبه، حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسّي من تداعيات أي هجوم عسكري على إيران.
وأعرب غروسي -في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” (NBC)- عن أمله في ألا يكون هناك وقت على الإطلاق لأي هجوم عسكري، وأضاف أنّ من شأن أي هجوم عسكري أن يضرّ بأي نشاط تفتيشي، “فضلا عن سلامة المفتشين، وهو أول شيء يجب التفكير فيه إذا كان شخص ما يخطط للقيام بشيء من هذا القبيل”.
من جانبه، دعا وزير الدفاع البريطاني بن والاس الولايات المتحدة إلى العودة لدعم الاتفاق النووي مع إيران.
وزادت حدة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب ترامب في 2018 من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على طهران، وصولا إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام الحالي.
المصدر : الجزيرة + وكالات