ضغوط أميركية على السعودية لتحريك الوساطة مع قطر

ضغوط أميركية على السعودية لتحريك الوساطة مع قطر

واشنطن – أعادت زيارة مرتقبة من المقرر أن يجريها، هذا الأسبوع، غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية وقطر الحديث عن تحريك الوساطة بين البلدين إلى الواجهة، في وقت لم تقدْم فيه قطر على أي خطوة لبناء الثقة مع جيرانها، وتكتفي بالرهان على دور الإدارة الأميركية الجديدة في تغيير هذا الوضع.

وتعمل إدارة ترامب على تسوية مختلف الملفات التي بقيت مفتوحة خلال السنوات الأربع الماضية، بهدف قطع الطريق على أي استثمار فيها من الإدارة الجديدة لجو بايدن. ويُتوقع أن تظهر زيارة كوشنر حزما أميركيا في محاولة إنهاء أزمة قطر بالسرعة المطلوبة سواء من بوابة الوساطة الكويتية، أو بوساطة أميركية مباشرة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الأحد إن كوشنر سيلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية وبأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة.

وسيرافق كوشنر في الزيارة مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط آفي بيركويتز والمبعوث الأميركي السابق الخاص بإيران برايان هوك، ورئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية آدم بوهلر.

وقال المسؤول إن كوشنر التقى في البيت الأبيض الأسبوع الماضي بوزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.

وتتعاطى السعودية بحذر مع المرحلة الانتقالية في السياسة الأميركية بين إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وتسليم العهدة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى الرئيس الجديد جو بايدن، في ظل سعي ترامب لإغلاق الملفات دون مراعاة الظروف المحيطة بها وتفكيره في تأمين نفسه وإدارته من استثمار خصومه الديمقراطيين في الأخطاء التي سبق أن ارتكبها.

وتتحسب إدارة ترامب على وجه الخصوص من أنتوني بيلكن المرشح لوزارة الخارجية، وهو من النوع الذي يحب أن يدير الأزمات على المستوى المصغر التفصيلي ولا يتركها للعموميات، وربما تكون أولى خطواته فتح ملف أزمة قطر، في ظل نفوذ لوبي داخل وزارة الخارجية الأميركية مقرب من الدوحة.

في المقابل، يبدو السعوديون متوجسين من إعادة جو بايدن تجربة سلفه الديمقراطية باراك أوباما في الانفتاح على إيران دون مراعاة مصالح دول الخليج. وربما أوحى السعوديون لكوشنر بأن الوقت قد حان لتسوية معقولة. ومن مصلحة السعودية أن يتم تحريك الملف تحت مظلة إدارة أميركية متفهمة وقريبة إلى السعودية؛ فذلك أفضل من إعطاء موضوع المصالحة لجو بايدن وفريقه، وربما تتحول إلى ورقة ضغط على الرياض.

ومع إعلان نتائج الانتخابات الأميركية، تحرك الإعلام القطري للترويج للوساطة الكويتية كونها البوابة الوحيدة للحل، مستفيدا في ذلك من سعي القيادة الجديدة في الكويت للاستمرار في وساطة لم تفض إلى أي نتائج خلال أكثر من ثلاث سنوات.

كما يستفيد الإعلام القطري من إشارات تهدئة سعودية مع تركيا والتعاطي معها كنقطة ضعف وارتباك في الموقف السعودي بسبب نتائج غير واضحة لفوز الديمقراطيين في الولايات المتحدة بالرئاسة.

لكن متابعين للشأن الخليجي يرون أن السعودية تفصل بين العلاقة مع تركيا وفتح ملف قطر، معتبرين أن الخلاف مع قطر أعمق ويحتاج إلى خطوات قطرية حاسمة وسريعة قبل أي تفاؤل، فيما العلاقة مع أنقرة متوترة بسبب حملات إعلامية ودبلوماسية تركية مجانية ضد الرياض يمكن تطويقها ولو ظرفيا في سياق حسابات سعودية خاصة.

ويشير هؤلاء إلى أن الموضوع القطري ليس موضوعا سعوديا حتى يمكن الحديث عن حله وفق قراءة التقديرات السعودية، فهناك ثلاث دول أخرى (مصر والإمارات والبحرين) لم تبد أي إشارات إلى الحل مع قطر التي أدارت ظهرها لكل مطالب خصومها.

وقالت الإمارات على لسان سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة إن إنهاء الخصومة مع قطر ليس أولوية الآن، وأن المطلوب من قطر كما كان دائما هو خطوات بناء ثقة، وخصوصا كف “لسان” قناة الجزيرة عن التحريض، والعمل على الحد من التواجد التركي العسكري في الخليج.

العرب