الميليشيات تلجأ إلى الحرب النفسية لزعزعة ثقة العراقيين بالكاظمي

الميليشيات تلجأ إلى الحرب النفسية لزعزعة ثقة العراقيين بالكاظمي

بغداد – تشن الأحزاب والميليشيات الشيعية التابعة لإيران في العراق حربا نفسية تستهدف زعزعة ثقة الشارع بالحكومة، من خلال الترويج لمعلومات كاذبة وتداول وثائق مزورة بشأن الوضع الأمني وتعيين أو إقالة موظفين في مواقع حساسة.

وتستخدم هذه الأحزاب والميليشيات إمكانياتها الهائلة لملء مواقع التواصل الاجتماعي بمعلومات مغلوطة ووثائق مزورة تتعلق بأحداث متفاعلة ميدانيا، كما حدث في قضية وجود خلايا انتحارية نائمة في بغداد بالتزامن مع تفجيرات ضربت سوقا شعبية وسط العاصمة أو إقالة مسؤول بارز في وزارة الداخلية أو تعيين معاون لمدير مكتب رئيس الوزراء.

وفي الحالات الثلاث تولت جيوش إلكترونية تابعة للأحزاب والميليشيات الشيعية عملية تصنيع معلومات ووثائق مزورة ونشرها في فيسبوك وتويتر.

وتسببت وثيقة مزورة نشرتها منصات شيعية موالية لإيران في إثارة الرعب بين سكان العاصمة، إذ تحدثت عن دخول عشرات الانتحاريين إلى بغداد لتنفيذ هجمات على المساجد والأسواق الشعبية والدوائر الحكومية.

وعززت الجيوش الإلكترونية هذه الوثيقة المزورة بتسجيل فيديو يظهر خلاله شخص يرتدي حزاما ناسفا، وهو يسلم نفسه للقوات الأمنية في بغداد.

وروجت الجيوش الإلكترونية المرتبطة بالميليشيات والأحزاب الشيعية أن هذا الفيديو يرصد حالة وقعت فجر الثلاثاء في بغداد، ما دفع خلية الإعلام الأمني إلى إصدار توضيح عاجل.

وقالت الخلية إن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام تداولا “أنباء عن قيام إرهابي انتحاري بتسليم نفسه إلى قوات الشرطة الاتحادية في منطقة البياع واعترف بوجود انتحاريين آخرين في بغداد”.

وأضافت “نود أن ننوه إلى أن الخبر عار من الصحة ولا مصداقية له إطلاقا، وأن ما يتم تداوله من مقاطع فيديو وصور يعود إلى إرهابي انتحاري سلم نفسه في عام 2014 إلى القوات الأمنية”.

ودعت الخلية “المدونين ووسائل الإعلام التي تداولت هذه الأخبار إلى توخي الدقة في نقل المعلومات واستقائها من مصادرها الرسمية حصرا”.

وتحاول الجيوش الإلكترونية المرتبطة بالميليشيات والأحزاب الشيعية مقاومة الحقيقة بأي شكل كان في ما يتعلق بإطاحة مسؤول استخبارات مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية أبوعلي البصري.

وأطاح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالبصري من منصبه في وزارة الداخلية بعد فشل خلية الصقور التي يترأسها في منع الهجوم على ساحة الطيران يوم الخميس الماضي، والذي سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى.

ونشرت الجيوش الإلكترونية عشرات الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي تفند أمر إقالة البصري، مؤكدة أنه مستمر في مهامه، بالرغم من أن خليفته حميد السطري باشر عمله في الموقع الجديد فعليا.

وفي الحالة الثالثة صنعت هذه الجيوش وثيقة مزورة تؤكد تعيين أحد أقارب القاضي رائد جوحي، وهو مدير مكتب رئيس الوزراء، في منصب رفيع داخل المكتب.

وأكد مكتب الكاظمي أن الوثيقة المتداولة مزورة، داعيا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة.

وبالرغم من أن الجيوش الإلكترونية في الحالات الثلاث نشرت معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، إلا أنها بثت الرعب في أوساط السكان وشككت في قيادة الكاظمي.

ويقول مسؤولون استخباريون إن إيران جندت المئات من عناصر قوات الحشد الشعبي، وهم أعضاء أساسا في ميليشيات معروفة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وحركة النجباء وغيرها، للعمل ضمن جيوش إلكترونية تعمل على استهداف الخصوم في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتشير المعلومات التي وثقها المسؤولون الاستخباريون بأدلة قاطعة، إلى أن موازنة الحشد الشعبي المالية استخدمت من قبل إيران لتدريب المئات ضمن قوات الحشد الشعبي في بغداد وبيروت على الانخراط في جيوش إلكترونية لشن حروب نفسية ونشر معلومات زائفة والترويج لوثائق مزورة من أجل زعزعة الوضع الأمني وفتح ثغرات سياسية.

وبمجرد أن تطفو معلومة مزورة اختلقتها جيوش إيران الإلكترونية، يسارع قادة في أحزاب وزعماء لميليشيات نحو التفاعل معها، حتى تتحول إلى حالة يصعب نفيها، بعدما انتشرت على نطاق واسع، كما حدث في ملف استثمار السعودية للصحراء العراقية، حيث أيد زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وزعيم حزب الدعوة نوري المالكي تقارير وهمية عن نية الرياض سرقة مياه العراق الجوفية.

ويقول المسؤولون الاستخباريون إن عناصر في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني يديرون من بغداد عمليات منظمة لترويج شائعات ومعلومات كاذبة ووثائق مزورة في فيسبوك وتويتر ومجموعات واتساب، يدعمها محللون عبر الفضائيات التابعة لاتحاد التلفزيونات الإيرانية ومقره في طهران، لإحكام الفخ.

وتسيطر جيوش إيران الإلكترونية على الرسوم المتصدرة في تويتر بشكل يومي، لأنها تنشر آلاف التغريدات ضمن حملات منسقة على مدار اليوم، مستفيدة من رواج سوق الشائعات في العراق، بسبب انعدام الثقة بالطبقة السياسية.

 

العرب