أطلق السيد مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق اليوم دعوة وطنية تعالج المشاكل والأزمات التي يعانيها المشهد السياسي العراقي، ودعوة للتصالح ونبذ الخلافات وإيجاد قاعدة متينة من العلاقات السياسية التي تسعى الى احتواء الصراعات السياسية والخلافات الجانبية واعتماد مبدأ حماية الأمن الوطني والقومي للعراق، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية والجماهيرية في القرار السياسي العراقي بالوعي والإدراك الحقيقي لما آلت إليه الأوضاع العامة في العراق، وتنفيذا لمطالب أبناء الشعب العراقي وسعيا للوحدة الوطنية المنشودة ورسم معالم جديدة تعيد للعراق مكانته وتأثيره الدولي والإقليمي والعربي لحضارته العريقة وامتداد تاريخه التليد، ودوره الكبير في خدمة الإنسانية وتقدمها ورقيها .
أكدت جميع المراحل السياسية التي مر بها الشعب العراقي أنه يمتلك القدرة على البناء وإعادة الحياة لألقها وتمسكه بحبه للحياة المدنية وتطلعه لمستقبل زاهر واستعادة مكانته والحفاظ على قيمه ومبادئه وأهدافه وتحقيق أواصر العلاقة والمحبة بين جميع مكوناته، وتعزيز متانة النسيج الاجتماعي المتماسك على الرغم من كل الظروف والمحن التي مرت على العراق ورافقها العديد من الأدوات والمخططات الداخلية والخارجية التي سعت الى توسيع دائرة الخلاف بين أطياف الشعب العراقي والتأثير على سلامة الترابط الروحي والاجتماعي بينهم.
بهذه المفاهيم الإنسانية والمجتمعية والمبادئ السياسية الميدانية تأتي دعوة الكاظمي للعمل على إيجاد قواسم مشتركة لتحمل المسؤولية الحقيقية في إعادة بناء العراق ودعوة جميع الفرقاء السياسيين للمشاركة الفعلية في إعداد برنامج وطني يساهم في تعزيز البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويحقق آمال الشعب العراقي في التقدم والازدهار.
اهتم مركز الروابط للدراسات والبحوث الاستراتيجية والسياسية بأبعاد المبادرة وقرأ توقيتها وأهدافها وفق الرؤية الأتية:
1. تأتي الدعوة استجابة حقيقية لمتطلبات وأهداف أبناء الشعب العراقي وقواه الشعبية في الإصلاح السياسي والبناء المجتمعي وتعزيز القدرات الجماهيرية لبناء العراق وفق المنطلقات التي نادى بها شباب انتفاضة تشرين عام 2019 .
2. أكدت الدعوة الفهم والإدراك العميق الذي يتمتع به الكاظمي لحاجة العراق للتكاتف والتوحد ضمن برنامج وطني ومبادئ واضحة أساسها الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه والتمسك بمنهجه في تدعيم الوحدة الوطنية.
3. وضعت الدعوة جميع القوى والشخصيات والأحزاب السياسية أمام مسؤولياتها التاريخية ومدى صدق نواياها في خدمة العراق وشعبه وتعزيز مفهوم المصالحة الحقيقية بعيدا عن أساليب التهميش والإقصاء.
4. الدعوة أعطت صورة دقيقة للواقع السياسي العراقي وحددت المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب العراقي وتحملهم أعباء الأخطاء والممارسات السياسية السابقة والمحن والمصاعب التي صاحبتها، وضرورة العمل من أجل الوطن والمستقبل الذي يليق بشعب العراق وأجياله القادمة.
5. تعزيز البنية السياسية للأمن الوطني العراقي والحفاظ على سلامة أراضيه بتدعيم مبادئ الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحديد أولويات أساسية قائمة على بيئة مناسبة وتوقيت دقيق لإخراج جميع القوات العسكرية الأجنبية من أرض العراق، مع الاحتفاظ بعلاقة وثيقة بقيادة التحالف الدولي في إطار التعاون العسكري وتبادل الخبرات والتدريب المشترك.
6. تمسكت الدعوة بحماية أرض العراق من أية تداعيات وخلافات دولية وإقليمية تسعى عبر أدواتها ووسائلها استخدام الأرض العراقية ميدانيا لحل الخلافات، واعتماد مصلحة العراق وشعبه فرضا سياسيا على جميع القوى والأحزاب السياسية.
7. الحرص على استعادة العراق لدوره التاريخي والريادي في علاقته مع أشقائه العرب، وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية، ودوره الإنساني في تعميق أواصر المحبة والتعاون مع جميع دول العالم وشعوبها الحرة.
8. بناء أسس التلاحم الوطني بين جميع مكونات الشعب العراقي، وإنهاء الخلافات والمشاكل على المستويات كافة، بالتوصل الى اتفاق سياسي يساعد على إنهاء حالة الفرقة والتناحر وتمتين اللحمة الوطنية العراقية بين الجميع.
9. منح مفهوم الوحدة الوطنية والعلاقة الصميمية بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان أبعادها الحقيقية، ورسوخها في الميدان السياسي العراقي، بحل جميع المشاكل العالقة، وبروح أخوية أساسها الفهم والشعور المتبادل وسعيا لبناء العراق.
وكانت الاستجابة الواعية لمتطلبات الواقع السياسي وضرورة العمل الجاد للتفاعل مع هذه الدعوة الصريحة والمبادرة الواقعية من قبل رئاسة إقليم كردستان عبر تغريدة السيد نيجرفان البرزاني اليوم، وموافقته على عقد حوار وطني بين جميع الأطراف العراقية بشكل معمق، وصولا لاتفاق نهائي، ووضع حلول جذرية لمشاكل إقليم كردستان مع الحكومة العراقية الاتحادية بموجب الدستور.
وحدة الدراسات العراقية