يعقد وفدا الحكومة الأفغانية وحركة طالبان اجتماعات مشتركة وأخرى داخلية في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وبعثة الأمم المتحدة، وذلك في محاولة لدفع عملية السلام في البلاد.
واجتمعت الأطراف الأفغانية الليلة الماضية، في محاولة لتجاوز العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق سلام في أفغانستان.
كما التقت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز مع وفدي طالبان والحكومة الأفغانية، وكذلك المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، الذي قرر تمديد بقائه في العاصمة القطرية من أجل تحريك المفاوضات.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان قد قالت إن ليونز ستبحث عملية السلام مع كل الأطراف الأفغانية والشركاء الدوليين، في حين قالت مصادر دبلوماسية إن هدف المباحثات دفع مفاوضات السلام الشامل.
في الأثناء، تعقد الأطراف الأفغانية اجتماعات داخلية لدراسة الرد على المقترحات الأميركية الجديدة، ولتحديد موقفها من الدعوة الروسية لعقد مؤتمر دولي بشأن أفغانستان في وقت لاحق من هذا الشهر في موسكو.
الرؤية الأميركية
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عن مشاورات تجريها بلاده لإبرام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في أفغانستان.
وفي تصريحات خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام، أضاف برايس أن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع الأطراف الأفغانية للتوصل إلى تسوية سياسية يقودها الأفغان بأنفسهم، كما أكد على العمل الدبلوماسي لحشد الدعم الإقليمي والدولي للسلام.
وأشار إلى أن تحركات المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد في الخارج تأتي في إطار استمرار الدبلوماسية الأميركية في المنطقة، التي تعكس إجماعا على ألا حل عسكريا لهذا الصراع، فالحل السياسي الذي يتحرك السفير خليل زاد لدعمه هو الحل الذي يجب أن يقوده الأفغان، بحسب تعبير المتحدث.
على صعيد متصل، قالت وكالة سبوتنيك الروسية إن زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار ينوي المشاركة في اجتماع موسكو بشأن أفغانستان في 18 من الشهر الجاري.
وكانت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان قد أعلنتا تلقيهما دعوة من روسيا للمشاركة في الاجتماع لبحث عملية السلام، في حين أعلنت روسيا أن الاجتماع يهدف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات الدوحة.
وأوضح مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زمير كابولوف أن الاجتماع يهدف أيضا إلى دفع الأطراف الأفغانية إلى مفاوضات جوهرية، مشيرا إلى مشاركة روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، بالإضافة إلى وفود من حكومة كابل وحركة طالبان والمجلس الأعلى للمصالحة.
من جهته، قال مطلق القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إن أي مبادرة لإحلال السلام في أفغانستان يجب أن تحظى بقبول الأطراف الأفغانية كافة.
وخلال مقابلة مع الجزيرة، اعتبر القحطاني أن المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان الذي دعت إليه روسيا ليس بديلا للمحادثات الجارية في الدوحة، وأضاف أن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان منوط بمآلات العملية السياسية هناك.
ورجّح القحطاني إمكانية تمديد القوات الأميركية وجودها في أفغانستان عدة أسابيع، إلى حين تحقيق الاستقرار السياسي هناك.
المصدر : الجزيرة