التيار الإصلاحي يستعد للرهان الانتخابي بإعادة أبرز معاوني دحلان إلى غزة

التيار الإصلاحي يستعد للرهان الانتخابي بإعادة أبرز معاوني دحلان إلى غزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) – عاد رشيد أبوشباك أحد أبرز معاوني رئيس التيار الإصلاحي في حركة فتح محمد دحلان الأحد إلى غزة، آتيا من معبر رفح الحدودي مع مصر بعد منع دام 14 عاما.

وأكد صلاح أبوختلة القيادي في تيار “الإصلاح الديمقرطي” التابع لدحلان وصول رشيد أبوشباك، وقال إن “عودة القيادي البارز في تيار الإصلاح الديمقراطي إلى غزة تشكل خطوة مهمة على طريق تعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض”.

وكان أبوشباك يرأس قوى الأمن الداخلي الفلسطينية عندما اندلعت مواجهات دامية بين حركتي فتح وحماس، أدت إلى سيطرة الحركة الإسلامية على قطاع غزة صيف 2007.

وغادر حينها العشرات من أعضاء حركة فتح والأجهزة الأمنية في السلطة، بينهم أبوشباك، من القطاع إلى الضفة الغربية والخارج.

وشغل أبوشباك منصب نائب مدير جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية محمد دحلان قبل أن يخلفه في رئاسة الجهاز في 2001، ثم عين أبوشباك مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي في 2006.

وفي 2007 فصل أبوشباك من منصبه في السلطة الفلسطينية بعد اتهامه من قبل محكمة في رام الله بالضفة الغربية بالتقصير في مهامه. ومنذ ذلك التاريخ أسس أبوشباك مع دحلان وآخرين تيار “الإصلاح الديمقراطي”.

والأسبوع الماضي سمحت حماس أيضا بعودة العشرات من النشطاء في تيار دحلان من مصر إلى غزة.

والأحد انتخبت الحركة لأول مرة في تاريخها امرأة ضمن أعضاء مكتبها السياسي في قطاع غزة وهي جميلة الشنطي، فيما يبدو أنه جزء من مسعى الحركة لتحسين صورتها أمام الرأي العام الداخلي والدولي، قبل دخول سباق الانتخابات النيابية في مايو القادم.

والشنطي عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة “التغيير والإصلاح” محافظة شمال غزة.

وقال مسؤول في تيار الإصلاح الديمقراطي إنه “تم التوصل أخيرا إلى تفاهمات بين حماس وتيار الإصلاح تسمح بعودة أعضاء التيار من الخارج إلى قطاع غزة وتعزيز المصالحة المجتمعية والوحدة الوطنية”، مبينا أن “هؤلاء النشطاء بدأوا العمل للتحضير للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة”.

ويستعد الفلسطينيون لخوض انتخابات تشريعية في مايو ورئاسية في يوليو هي الأولى منذ أربعة عشر عاما، وفي حال إجرائها ستكون الانتخابات التشريعية الأولى منذ عام 2006 حين فازت حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي، الذي جرى حله عام 2018 بعد سنوات من سيطرة الحركة على قطاع غزة.

وسيخوض تيار دحلان هذه الانتخابات بـ”قائمة مستقلة” عن حركة فتح، وفق مسؤول في التيار. ولا تعترف حركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس بتيار دحلان وتعتبره “غير شرعي”.

وتخوض فتح الانتخابات القادمة منقسمة ما يجعل فرصها في الفوز بالأغلبية متراجعة، حيث أعلن ناصر القدوة خوض الانتخابات بقائمة مستقلة، فهو من الشخصيات البارزة وهو ما تسبب في فصله من اللجنة المركزية لفتح.

وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس فصل القيادي في حركة فتح ناصر القدوة من عضوية الحركة ولجنتها المركزية، في تطور يكشف عمق الأزمة التي وصلت إليها قيادته للسلطة وفتح ومنظمة التحرير، إضافة إلى مخاوفه من فقدان التأييد في انتخابات يتوقع أن تبرز فيها أسماء قيادية من داخل فتح نفسها ستحقق تقدما مزعجا بالنسبة لعباس.

ومن المتوقع أن يتراجع الخزان الانتخابي للشق الموالي للرئيس عباس أمام تيار دحلان وقائمة القدوة، وهو ما يقلب موازين القوى لصالح حماس التي تسعى جاهدة لخوض الانتخابات بثقل أكبر، رغم أنها فقدت الكثير من رصيدها السياسي على خلفية الوضع الاقتصادي السيء الذي يعاني منه أهالي غزة.

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب إن معسكر عباس “قلق من مروان البرغوثي ودحلان والقدوة، لأن كل صوت يحصلون عليه سيكون على حساب فتح وبالتالي يفيد حماس”.

العرب