المغرب يصعّد مع إيران: يقظون لمواجهة تهديداتك لأمننا

المغرب يصعّد مع إيران: يقظون لمواجهة تهديداتك لأمننا

جدد المغرب على لسان وزير خارجيته ناصر بوريطة اتهام إيران بالعمل على تهديد الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن الرباط يقظة في مواجهة التهديدات الإيرانية لأمن المغرب وذلك في أحدث تصعيد ضد إيران التي لم تعد تُخفي دعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.

الرباط – صعّد المغرب من لهجته إزاء إيران مساء الخميس معتبرا أنها تهدد وحدة المملكة الترابية وذلك بعد أن أفضت أجندات طهران إلى قطع الرباط علاقاتها معها في 2018.

وقال وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة إن “العالم يعرف الكثير عن أنشطة إيران النووية، لكن إيران تعمل أيضا من خلال وكلاء على زعزعة استقرار شمال أفريقيا وغربها”.

وتابع بوريطة خلال حوار مع قناة لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (أيباك) على هامش اجتماعها السنوي وهو الاجتماع الأول الذي يشهد مشاركة مغربية رسمية، أن “إيران تهدد الوحدة الترابية للمغرب وأمنه” من خلال دعمها لجبهة “البوليساريو وتزويدها بالسلاح وتدريب ميليشياتها على مهاجمة المغرب”.

ويأتي هذا الهجوم الذي وصفه مراقبون بالحاد من المغرب على إيران في وقت تعرف فيه العلاقات بين البلدين قطيعة تعود للعام 2018 بسبب اتهام الرباط لطهران بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية من خلال ميليشيا حزب الله اللبنانية.

ومؤخرا أكدت طهران هذه الاتهامات بعد إعلانها على لسان المستشار الأول للبعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة محمد رضا سهرايي دعم بلاده لجبهة البوليساريو وذلك في أعقاب تحقيق المغرب لنجاحات دبلوماسية وميدانية هامة في ملف الصحراء.

وأضاف سهرايي أن إيران تقف إلى جانب ما أسماه “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، داعيا المغرب إلى “وقف انتهاكاته لحقوق الإنسان بالأجزاء المحتلة”.

ولم يتردد المسؤول الإيراني في دعوة المغرب إلى “الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والطعن في سلامتها الإقليمية، وأن يفي بالتزاماته تجاه الشعب الصحراوي وأن يوقف انتهاكاته لحقوق الإنسان وينفذ قرارات الأمم المتحدة”.

وأكد ناصر بوريطة مساء الخميس أن المغرب يقظ دوما في مواجهة التهديدات “التي تمثلها إيران لأمننا وأمن الشعب المغربي” مشددا على أن قضية الصحراء “حاسمة بالنسبة إلى المغرب”، وأن “وحدته الترابية مفتاح استقراره”.

وأضاف أن “المغرب يواجه نفس التهديدات التي تواجهها إسرائيل والولايات المتحدة من قبل إيران، علينا أن نعمل معاً كحلفاء لمواجهة التحركات الإيرانية”.

والعلاقات بين إيران والمغرب متوترة أصلا حيث قررت الرباط في العام 2018 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بعدما ثبت دعم دبلوماسيين إيرانيين في سفارة بلادهم في الجزائر للبوليساريو.

وقد أعلن ناصر بوريطة آنذاك أن “المغرب قرّر إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط”، متهما حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو قائلا “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.

وشهدت العلاقات المغربية الإيرانية انفراجات ظرفية في وقت سابق، رغم القطيعة السياسية والدبلوماسية التي طبعت هذه العلاقات منذ تولي نظام الملالي الحكم.

وعادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها أواخر 2016 بعد سبع سنوات من القطيعة على خلفية اتهام المغرب لإيران بنشر التشيّع في البلاد في العام 2009 قبل أن تتم إعادة تعليقها في 2018.

وملف الصحراء ملف حساس بالنسبة إلى المغرب الذي حقق نجاحات دبلوماسية وميدانية هامة أفضت إلى توسع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وهي نجاحات تُربك جبهة البوليساريو الانفصالية وفقا لمراقبين.

ورد المغرب على خصومه بإنجازات ميدانية حيث انتزع اعترافا من الولايات المتحدة بسيادته على صحرائه في خطوة لا يُستبعد أن تكون وراءها أجندات إيران، حيث قال مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية السابق دوري غولد آنذاك إنه “بعدما اتضح أن الإيرانيين كانوا يستخدمون سفارتهم في الجزائر كقناة لجبهة البوليساريو وقرار هذه الأخيرة العمل مع طهران، أصدرت الولايات المتحدة إعلانًا للاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء”.

وشهدت مدن جنوب المملكة منذ بداية السنة الماضية ديناميكية دبلوماسية قوية، إذ تم تدشين قنصليات كل من غامبيا وغينيا وجمهورية جيبوتي وجمهورية ليبيريا وبوركينا فاسو وجمهورية غينيا بيساو وجمهورية غينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى جمهورية هايتي.

ومثلت مدينتا الداخلة والعيون أكبر مدن الصحراء المغربية وجهة تلك التمثيليات الدبلوماسية ما يعكس نجاح المغرب وفقا لمراقبين في مقاربته وجهوده الدبلوماسية لتوسيع دائرة الاعتراف الدولية بسيادته على الصحراء.

العرب