لا أفق للتهدئة في ظل تصعيد حماس وإسرائيل

لا أفق للتهدئة في ظل تصعيد حماس وإسرائيل

تصاعد القتال بين حركة حماس وإسرائيل السبت وسط غياب أي مؤشر لإمكانية التوصل إلى تهدئة في الساعات القادمة حيث شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على قطاع غزة استهدف بعضها قيادات من حماس من أبرزهم القيادي خليل الحية، فيما واصلت الحركة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

القدس – لم يتوقف التصعيد المستمر بين إسرائيل وحماس السبت حيث انهالت الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل وسط غياب لأيّ مؤشر لأي تهدئة في الأفق.

ودمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية السبت برج الجلاء السكني وسط غزة والذي يضم مكاتب وسائل إعلام على غرار الجزيرة القطرية ووكالة أسوشيتد برس الأميركية، إضافة إلى عيادات ومراكز طبية.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن “طائرات الاحتلال استهدفت برج الجلاء السكني المكون من 12 طابقا، بسبعة صواريخ، ما أدى إلى تدميره بالكامل وتسويته بالأرض”.

وكتب جون غرامبل الصحافي في الوكالة الأميركية على تويتر أن “ضربة إسرائيلية دمرت البرج الذي يضم مكاتب إيه.بي في مدينة غزة”.

وكان كتب قبيل ذلك “حذر الجيش مالك البرج حيث مكاتب إيه.بي من أنه سيُستهدف” بضربة.

ورفض الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث باسمه جوناثان كونريكوس الاتهامات التي وجهتها أوساط صحافية السبت لإسرائيل بالسعي لإسكات وسائل الإعلام قائلا في تصريحات أوردتها وكالة رويترز “هذا قول زائف تماما. الإعلام ليس الهدف على الإطلاق”.

ووصف كونريكوس المبنى بأنه هدف عسكري مشروع قائلا إنه يضم المخابرات العسكرية لحماس. وأضاف أن حماس ربما خلصت إلى أنها بوضع “أصول” تابعة لها داخل مبنى به مكاتب وسائل إعلامية “فإنها كانت تأمل على الأرجح بأنها ستكون في مأمن من الهجوم الإسرائيلي”.

وأوحى التصعيد المتبادل السبت بابتعاد فرضية إرساء هدنة بين حماس وإسرائيل بعد ليلة دامية (ليل الجمعة – السبت) شهدت إطلاق حوالي 200 صاروخ صوب مدن في إسرائيل التي قصفت طائراتها أهدافا تقول تل أبيب إن حماس، التي تدير قطاع غزة، تستخدمها.

وشهد جنوب لبنان محاولات تسلل لشبان لبنانيين إلى إسرائيل ما أثار مخاوف من اتساع دائرة التصعيد خاصة أن ذلك تزامن مع تكثيف تل أبيب لهجماتها ضد مواقع حماس.

وقال مسعفون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 139 قتيلا سقطوا في غزة منذ اندلاع القتال الاثنين الماضي من بينهم 39 طفلا كما أصيب 950 شخصا.

وقالت إسرائيل إن تسعة سقطوا قتلى بعضهم أطفال.

وذكر مسعفون أن القصف الإسرائيلي أودى بحياة أكثر من 15 فلسطينيا في غزة ليل الجمعة – السبت، ومن بين القتلى امرأة وأربعة من أطفالها لقوا حتفهم جراء إصابة منزلهم في مخيم للاجئين. وقال المسعفون إن خمسة آخرين لقوا حتفهم وأصيب آخرون.

وقال الجيش الإسرائيلي عن تلك الضربة إنها أصابت شقة في مخيم الشاطئ تستخدمها حركة حماس. وأضاف أنه تجري مراجعة تفاصيل الضربة.

وفي إسرائيل، يهرع الآلاف من الإسرائيليين سعيا للاحتماء عند انطلاق صفارات الإنذار. وتكرر انطلاق الصفارات أكثر من مرة في أنحاء تل أبيب السبت. وقال مسعفون إن صاروخا أصاب مبنى سكنيا في ضاحية رامات جان التجارية مما أسفر عن مقتل شخص.

وفي غزة، خرج أكرم فاروق (36 عاما) من منزله هو وأسرته بعدما أبلغه جاره بأنهم تلقوا اتصالا من شرطي إسرائيلي للتحذير من أن المبنى سيُقصف.

وقال “احنا ما نمناش (لم ننم) طول الليل بسبب الانفجارات وهلق (الآن) أنا وأولادي ومرتي (زوجتي) طلعنا في الشارع، وكلهم بيبكوا وبيرتجفوا (يبكون ويرتجفون)”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت مواقع لإطلاق الصواريخ وشققا لمسلحي حركة حماس. وأضاف أن أحد هذه الأهداف أطلق زخة من الصواريخ باتجاه القدس يوم الاثنين.

وفي مدينة أشدود الساحلية في إسرائيل تفقد مارك ريدمان (36 عاما) الأضرار التي لحقت بمبناه السكني جراء سقوط صاروخ عليه. وقال “نريد أن نعيش في سلام وهدوء”.

وكان التصعيد قد بدأ الاثنين عندما انتهت مهلة من الفصائل الفلسطينية المسلحة لإسرائيل إثر طرد عدد من الأسر الفلسطينية في القدس الشرقية وهو ما ردت عليه حماس بإطلاق هجوم صاروخي بالتزامن مع اشتباكات للفلسطينيين مع الشرطة الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى.

ولم تتمخض الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية بعد عن أي إشارات على وقف القتال المتصاعد. ومن جهتها، أرسلت مصر، التي تقود الجهود الإقليمية، سيارات إسعاف عبر حدودها مع غزة لنقل جرحى فلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية.

ووصل مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون إسرائيل والفلسطينيين إلى إسرائيل الجمعة قبل جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي الأحد لمناقشة الوضع.

وتقول واشنطن إن مبعوثها يهدف إلى “تعزيز الحاجة إلى العمل من أجل تحقيق تهدئة قابلة للاستمرار”.

ورافقت هذه التطورات أعمال عنف بين عرب 48 واليهود في المناطق التي يقطنها هؤلاء حيث نُهبت متاجر يملكها العرب واندلعت مشاجرات في الشوارع.

وحذر الرئيس الإسرائيلي، الذي يعد منصبه شرفيا إلى حد بعيد، من حرب أهلية.

ولا تقتصر الخسائر البشرية للفلسطينيين، الذين أحيوا ذكرى النكبة الـ73 التي توافق الـ15 من مايو كل عام والتي وقع فيها تشريدهم سنة 1948، على غزة فقط حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 11 في الضفة الغربية المحتلة في اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ومحتجين.

العرب