وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأحد، الأضرار، التي خلفتها الفيضانات غرب البلاد، بالمخيفة. وتعهدت بتقديم الدولة مساعدات لإعادة الإعمار. هذا، وقد وصلت السيول إلى النمسا الجارة الجنوبية لألمانيا.
وقالت ميركل -في مؤتمر صحفي لها عقب زيارة قامت بها لإحدى القرى المتضررة- إنها صدمت جراء حجم هذه الأضرار، وقالت لسكان بلدة أديناو الصغيرة في ولاية راينلاند بالاتينات “إنه لأمر مروع.. تعجز الكلمات عن وصف الدمار الذي حدث”.
وشددت على أن الحكومة الفدرالية ستعمل جنبا إلى جنب مع الولايات لإصلاح ما خلفته الفيضانات من خسائر، وقال وزير المالية أولاف شولتس لصحيفة “بيلد آم زونتاغ” الأسبوعية إن الحكومة الفدرالية ستخصص أكثر من 300 مليون يورو (354 مليون دولار) للإغاثة الفورية، ومليارات اليوروهات لإصلاح المنازل والشوارع والجسور المنهارة.
قال أيمن الزبير مراسل الجزيرة في مدينة إرفشتات إنه من المتوقع أن تصادق الحكومة الفدرالية على موازنة عاجلة الخميس المقبل لمواجهة أضرار الفيضانات، وأضاف أن الجميع يتوقع أن تكون الأضرار كبيرة وسيكون على الحكومة تعويض المتضررين.
وقد دعت المستشارة إلى الإسراع في مكافحة التغير المناخي، قائلة إن الأضرار الناجمة عن الظواهر الجوية القصوى “أكبر مما كانت عليه في الماضي”.
وارتفع عدد ضحايا الفيضانات في هذا البلد ودول أوروبا أخرى إلى 184 قتيلا، من بينهم أكثر من 157 في ألمانيا وحدها فضلا عن إصابة أكثر من 670 آخرين، في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ نحو 60 عاما.
إيجاد مفقودين
وتستمر أعمال البحث عن المفقودين وإزالة الأضرار التي سببتها الفيضانات، وتعهدت بفالتس مالو دراير رئيسة حكومة ولاية راينلاند باستمرار أعمال البحث حتى يتم العثور على المفقودين، وقالت إن السلطات تولي هذا الجانب الأولوية الوقت الحالي.
ولا يزال المئات في عداد المفقودين أو يتعذر الوصول إليهم لأن ارتفاع منسوب المياه يمنع الوصول إلى العديد من المناطق، ولا تزال الاتصالات مقطوعة في بعض الأماكن.
ومازلنا في ألمانيا حيث امتدت الفيضانات إلى مناطق أخرى، إذ تعرضت اليوم بافاريا جنوبي البلاد لسيول جارفة أودت بحياة شخص واحد، وتحولت الطرق إلى أنهار وانجرفت بعض المركبات وغطى الوحل مساحات شاسعة من الأرض بمنطقة بيرتشسجادنر لاند، ويبحث المئات من رجال الإنقاذ عن ناجين في المنطقة المتاخمة للنمسا.
وفي غربي ألمانيا، لقي نحو 110 أشخاص حتفهم في منطقة آرفايلر الأكثر تضررا جنوبي كولونيا، وقالت الشرطة إن من المتوقع العثور على مزيد من الجثث مع انحسار المياه.
بلجيكا وهولندا
وفي بلجيكا المجاورة لألمانيا، أعلنت السلطات غدا يوم حداد وطنيا بعد مقتل 27 جراء الفيضانات، وبدأت مستويات المياه في الانحسار اليوم، وشرعت السلطات في إجراء عمليات التنظيف وإزالة العوائق.
وقد أُرسلت قوات من الجيش إلى بلدة بيبينستر الشرقية للبحث عن المزيد من الضحايا بعد انهيار حوالي 10 منازل، وقال مركز الأزمات الوطني إنه ما يزال هناك 103 أشخاص “مفقودون أو لا يمكن الوصول إليهم”. وانقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص، وقالت السلطات إن ثمة مخاوف تتعلق بإمدادات مياه الشرب النظيفة.
وفي هولندا، أبلغت السلطات حتى الآن عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات بسبب الفيضانات، ولكنها لم تعلن عن سقوط قتلى أو مفقودين.
وظلت أجزاء من سويسرا في حالة تأهب للفيضانات رغم تراجع الخطر الذي تشكله بعض المسطحات المائية الأكثر عرضة للخطر، مثل بحيرة لوسيرن ونهر آر في برن.
وقد طالت الفيضانات القوية النمسا أيضا، حيث اجتاحت المياه بلدة هالين القريبة من الحدود مع ألمانيا مساء أمس عندما فاض نهر سالزاك، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وفي سياق متصل، وزعت جمعية حسنة التابعة لرابطة مللي غوروش الإسلامية التركية وجبات طعام ساخنة ومياه شرب على المتضررين من كارثة السيول والفيضانات في كل من ألمانيا وهولندا وبلجيكا، وأضاف مسؤول خلية الأزمة بالرابطة طاهر كوكصوي لوكالة الأناضول أنهم شكلوا خلية أزمة فوز حدوث الكارثة، وقد حددوا احتياجات مناطق الكوارث، وعلى إثر ذلك تحركت المطابخ المتنقلة لتقديم الوجبات لفرق الإنقاذ والمتضررين في ألمانيا وبلجيكا.
المصدر : الجزيرة + وكالات