جدّد السودان رفضه لأي إجراءات أحادية في ملف سد النهضة، ودعا إثيوبيا لمواصلة التفاوض بنية حسنة، في وقت طالبت مصر بدفع عملية التفاوض بينما طالبت أديس أبابا الاتحاد الأوروبي بموقف محايد.
واستمر الجدل بين الدول الثلاث بعدما أعلنت أديس أبابا أمس الاثنين استكمال المرحلة الثانية من عملية تعبئة سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق رغم رفض كل من القاهرة والخرطوم.
وأكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، اليوم الثلاثاء، ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة بما يتماشى مع القانون الدولي.
وقال حمدوك، في كلمه متلفزة له اليوم، إن بلاده لن تدخر جهدا من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن تعبئة وتشغيل السد، يحفظ مصالحها القومية. كما دعا إلى الابتعاد عما وصفها بالإرادة المنفردة.
في سياق متصل، أدى رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني محمد عثمان الحسين صلاة العيد في المناطق الحدودية مع إثيوبيا التي تشهد نزاعا بين البلدين، وقال إن هذه المناطق استعادت الأمن والاستقرار بعد تحريرها واسترجاعها، حسب تعبيره.
تشغيل الفيديو
وكانت وزارة الري السودانية قالت أمس إنها ترفض الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا، وأكدت أن الوقت لم يفت بعد للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة سد النهضة.
كما أعلنت الوزارة، في بيان، رفضها إجراءات إثيوبيا الأحادية الجانب بشأن سد النهضة، والتي “تفرض الأمر الواقع وتتجاهل مخاوف شركائها في نهر النيل”.
من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يؤكد على موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائي لمصر حاليا ومستقبلا، حسب تعبيره.
كما أكد ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته لدفع عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية من أجل الوصول لاتفاق شامل وعادل وملزم قانونا حول ملء وتشغيل سد النهضة.
بدوره، أوضح رئيس الوزراء البريطاني دعمه لجهود استئناف عملية التفاوض من أجل الوصول إلى حل عادل للأزمة.
دعوة للحياد
من جانب آخر، دعا وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف محايد، كمراقب للعملية التفاوضية في ما يخص سد النهضة.
وفي لقائه بالممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي أنيتا ويبر في أديس أبابا أمس، قال ميكونين إن التعبئة الثانية للسد تمت وفقا لإعلان المبادئ، وخلال موسم الأمطار، دون التسبب في ضرر ملموس لدول المصب.
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية أن اللقاء تضمن مناقشة النزاع الحدودي مع السودان، حيث قال نائب رئيس الوزراء إن السودان فرض مطالباته بالقوة، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي، حسب تعبيره.
وكانت إثيوبيا أعلنت أمس انتهاء المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة، وعزت سرعة الانتهاء من العملية إلى الأمطار الغزيرة التي هطلت على الهضبة الإثيوبية.
وأكدت أنها لم تلجأ لإغلاق بوابات السد، كما كان متوقعا، مما سمح بمرور كميات وافرة من المياه بمجرى النيل الأزرق، واضطر سلطات الري السودانية للتخلص من فائض المياه في بحيرة سد الروصيرص.
وفي وقت قالت إثيوبيا إنها خزنت الكميات المستهدفة من المياه بهذه المرحلة، شككت مصر والسودان في ذلك، وقالتا إن مستوى الإنشاءات الراهنة لسد النهضة لا يسمح بتخزين الكميات التي حددت سلفا، وهي 13 مليار متر مكعب من المياه.
وفي 8 يوليو/تموز الجاري، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة إحياء مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات مصر والسودان مع إثيوبيا.
وتتبادل الدول الثلاث اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات حول السد يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
المصدر : الجزيرة + وكالات