توعد الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي “برد قوي” على محاولة اغتيال مستشاره الأول سيرغيي شيفير بأسلحة رشاشة، ونفت موسكو على الفور ضلوعها في الهجوم، بينما أدانته واشنطن ولندن.
وتعرضت سيارة شيفير (57 عاما) صباح الأربعاء لهجوم بالرصاص من قبل مجهولين قرب قرية ليسنيكي في منطقة العاصمة كييف، حيث قال رئيس مكتب المدعي الإقليمي في كييف أوليكسي خومنكو إن “18 رصاصة أطلقت على السيارة بأسلحة رشاشة”.
ونجا شيفير، وهو صديق قديم وشريك لزيلينسكي، من الهجوم، لكن سائقه أصيب بجروح وتم إسعافه.
وأثناء وجوده في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وعد زيلينسكي في تسجيل فيديو “برد قوي”، مشيرا إلى أنه لا يعلم من أمر بالعملية.
وتعهد الرئيس الأوكراني بمواصلة معركته “ضد الجريمة وضد الجماعات المالية النافذة”، في إشارة إلى وعده بمحاربة نفوذ رجال الأعمال.
أما شيفير فقال في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الداخلية إن الهجوم يأتي كمحاولة لترهيب الرئيس، مضيفا “فولودمير زيلينسكي شخص صاحب إرادة صلبة ولا يخاف. لقد اختار الطريق القويم وسيسلكه”.
وقال مستشار آخر للرئاسة، وهو ميخائيلو بودولياك، لوكالة إنترفاكس-أوكرانيا إنه “يربط بوضوح” هذا الهجوم بـ”حملة عدائية ضد سياسة رئيس الدولة”، مشيرا إلى جهود زيلينسكي للحد من تأثير شخصيات متنفذة ومجموعات مالية تعمل في الظل لصالح خصوم في الخارج، حسب تعبيره.
تلميح لروسيا
من جهة أخرى، قال قائد الشرطة إيغور كليمنكو إن “3 فرضيات رئيسية” قيد الدراسة، وهي أن الهجوم يستهدف “المهام الرسمية” لشيفير، أو محاولة الضغط على القادة الأوكرانيين، أو محاولة زعزعة استقرار البلاد.
وقال إنه في الحالة الأخيرة، فإن “مشاركة أجهزة خاصة أجنبية” في الهجوم هو احتمال وارد، مشيرا على الأرجح إلى روسيا.
في المقابل، نفت موسكو على الفور أي دور لها، واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذه الاتهامات “لا علاقة لها بالواقع الحقيقي للأمور”.
بدورها، قالت السفارة الأميركية في كييف عبر موقع تويتر “إن العنف الإجرامي، بما في ذلك لأغراض سياسية، لا يمكن تبريره أبداً”.
كما أعربت السفيرة البريطانية في أوكرانيا ميليندا سيمونز عن “قلقها البالغ”، وذلك عبر تغريدة على تويتر.
وكان زيلينسكي قد وعد قبل توليه الرئاسة عام 2019 بالتغيير ومحاربة الفساد، لكن لم يحقق حتى الآن نتائج ملموسة.
واستهدفت عدة محاولات اغتيال سياسيين وصحفيين في أوكرانيا منذ سنوات، كما تشهد البلاد حربا منذ 2014 مع الانفصاليين الموالين لروسيا بشبه جزيرة القرم.
المصدر : الفرنسية