تصعيد حماس في الضفة يقلق إسرائيل ويربك عباس

تصعيد حماس في الضفة يقلق إسرائيل ويربك عباس


صعدّت حركة حماس عبر خلاياها في الضفة الغربية ضد الجيش الإسرائيلي، مما أثار قلقا لدى الأجهزة الأمنية في تل أبيب والسلطة الفلسطينية أيضا من تعاظم نفوذ الحركة الإسلامية في مناطق خارجة عن سيطرتها.

القدس- تعكس المداهمات التي شنتها القوات الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية ليل السبت – الأحد لتعقب خلية تابعة لحركة حماس، قلقا إسرائيليا من تزايد نفوذ الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة في الضفة الغربية، وهو ما يربك أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يبدو عاجزا عن ضبط الأمن في مناطق خاضعة لسلطته.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن المداهمات التي نفذتها السلطات الأمنية في الضفة الغربية، حالت دون وقوع “هجوم إرهابي كبير”. ونقلت القناة أن الخلية خططت لإجراء سلسلة من عمليات الخطف والقتل في جميع أنحاء البلاد.

باسم نعيم: كل الجهود الوطنية والشعبية يجب أن تسخر لتثوير مدن وقرى ونجوع الضفة المحتلة

واعتقلت قوات من جيش الدفاع والشرطة 20 شخصا من أعضاء الخلية المشتبه بهم في الأيام الأخيرة، وفقا للجيش الإسرائيلي الذي يعتقد أن هناك المزيد من أعضاء خلية حماس لا يزالون طلقاء.

وذكرت القناة الإسرائيلية أن عملية الاعتقال بدأت بعد أن أدرك جهاز الأمن (الشاباك) أن المجموعة كانت مستعدة لتنفيذ هجوم وشيك. قالت القناة إن المسؤولين يشتبهون في وجود خط اتصال مباشر بين الخلية وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي أفاد الأحد بمقتل 5 فلسطينيين خلال تبادل إطلاق نار بين جنود إسرائيليين ومسلحين فلسطينيين في 4 بلدات بالضفة الغربية على خلفية مداهمات اعتقال الخلية.

وقال رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست الإسرائيلي رام بن براك في تصريح صحافي “إنّ حركة حماس تحاول تصعيد الأوضاع بالضفة الغربية”.

وأشار إلى أنّه “لا يمكن ترك حماس تصعّد الأوضاع في الضفة، بينما تحاول الحفاظ على الهدوء في غزة”.

وشهدت الأشهر الأخيرة تصاعدا لأعمال العنف في الضفة الغربية مع تزايد عمليات تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين، ففي الشهر الماضي قتل 4 فلسطينيين بمخيم جنين للاجئين برصاص القوات الإسرائيلية خلال اشتباكات عنيفة.

وكثيرا ما تحدث مواجهات مباشرة بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية حال تنفيذ الأخيرة لمداهمات في مناطق بالضفة تخضع أمنيا لسيطرة السلطة الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن الحركة الإسلامية هي الحاكمة في قطاع غزة منذ العام 2007، إلا أن لها وجودا قويا في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية وفصيلها الأبرز حركة فتح.

ويبدي المسؤولون الإسرائيليون منذ فترة طويلة قلقهم من أن تكون حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، تسعى إلى تعزيز قوتها في الضفة الغربية لتحدي السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب مما يزيد من المخاطر الأمنية على إسرائيل.

رام بن براك: لن نسمح لحماس بالتصعيد في الضفة والتهدئة في غزة

ويرى مراقبون أن تصعيد حماس في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية يأتي عقب تيقنها من ضعف محمود عباس وعدم قدرة أجهزته الأمنية على ملاحقة عناصرها في مناطق سيطرته وهو ما يربك السلطة الباحثة عن استئناف مفاوضات السلام مع تل أبيب، وتنص الاتفاقيات الأمنية بين تل أبيب ورام الله في بعض بنودها على التعاون في تسليم المطلوبين أمنيا والتنسيق في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لكن السلطة تبدو عاجزة عن الالتزام بالاتفاقيات الأمنية.

ويؤكد مسؤولون إسرائيليون أنه لا يمكن استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية في ظل وجود مناطق خارجة عن سيطرة السلطة في الضفة وقطاع غزة.

ويأتي تصعيد حركة حماس وسط عجز السلطة عن بسط الأمن في الضفة الغربية وغياب أفق للحلّ السياسي.

وصرح القيادي في حركة حماس باسم نعيم الاثنين بأن العنوان الأساس للمعركة القادمة مع إسرائيل هو الضفة الغربة، باعتبارها “الخاصرة الضعيفة للاحتلال وأهم عناوين شرعنة وجوده على أرضنا”.

وقال نعيم إن “كل الجهود الوطنية والشعبية يجب أن تسخر لتثوير مدن وقرى ونجوع الضفة المحتلة”، مشيرا إلى أنه “لتحقيق هذا الهدف الكبير والاستراتيجي لا بد من التوافق ابتداء على رؤية وطنية لمواجهة عقيدة التنسيق الأمني”.

ودعا من أسماهم “أصحاب تلك العقيدة” إلى ضرورة “إما أن ينحازوا إلى شعبهم ومشروعه الوطني وإما يتنحوا جانبا، فاقدين لأي شرعية، ليمارس شعبنا دوره الطبيعي في مقاومة الاحتلال”.

وتستهدف تصريحات نعيم بالأساس رئيس السلطة الفلسطينية وإخراجه في صورة غير المنحاز لشعبه، وهو ما قد يفاقم الضغوط على عباس الذي يواجه انشقاقات صلب حركة فتح وتراجعا حادا في شعبيته وهو ما أضعفه.

قوات من جيش الدفاع والشرطة اعتقلت 20 شخصا من أعضاء الخلية المشتبه بهم في الأيام الأخيرة

ويقول متابعون إن عباس لم يكن يوما أضعف سياسيا وشعبيا مما هو عليه اليوم، مشيرين إلى أن حماس قبل عشر سنوات ما كانت لتجرؤ على مجرد إغضاب الرئيس فما بالك بالتصعيد في الضفة الغربية تحت أنظاره.

ويشير هؤلاء إلى أن تحرك عباس في هذه المرحلة لضبط الانفلات الأمني الذي تقوده خلايا حركة حماس خاصة في مخيم جنين، سيزيد من إضعافه شعبيا ويخرجه في مظهر غير المنحاز لقضايا التحرر وهو ما تعمل حماس عليه ضمن سياقات متعددة من ضمنها التحضيرات للانتخابات القادمة.

العرب