حزب الله يطلق حركة أمل لتصفية حساباته مع التيار الوطني الحر

حزب الله يطلق حركة أمل لتصفية حساباته مع التيار الوطني الحر

بيروت- قالت أوساط سياسية لبنانية إن البيان الحاد الذي أصدرته حركة أمل الشيعية ضد حزب التيار الوطني الحر، الذي يرأسه جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، هو بمثابة رسالة من حزب الله إلى حليفه الذي لم يدعمه في الإطاحة بالقاضي طارق بيطار المكلف بالتحقيق في مرفأ بيروت.

وفوجئت الأوساط اللبنانية من حدة بيان حركة أمل الذي جمع الكثير من الأوصاف القوية في الهجوم على التيار من نوع “تيار الفساد بات محترفاً في سرقة المواقف”، وعلى عون بوصفه بـ”التقاعس” و”الإخلال بواجباته الدستورية”.

وأضافت هذه الأوساط أن حزب الله، الذي تعوّد على وقوف التيار الوطني الحر والرئيس عون وراءه والتصفيق لكل مواقفه، لم يستوعب كيف أن التيار غيّر موقفه بشكل واضح حين دعّم استمرار التحقيق في قضية المرفأ ووقف بشكل واضح ضد رغبة أمين عام حزب الله حسن نصرالله في إقالة بيطار الذي يتهمه بتسييس التحقيق وخدمة أجندات خصوم الحزب.

وأشارت إلى أن حزب الله يعتبر أن اختلاف التيار معه في موضوع مثل التحقيق في تفجير مرفأ بيروت يعني أنه صار من الشق المسيحي المعارض، والذي بدا أقرب إلى مواقف الدول الغربية التي تريد تقليص قبضة حزب الله على لبنان، ولذلك كلف حركة أمل بالهجوم عليه، وتحذيره بأن هذا الموقف لن يمر بسهولة.

وكان جبران باسيل قد قال منذ أيام إن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يجب ألا يتوقف، في تعارض واضح مع الحليف حزب الله.

وشدد باسيل في خطاب على أن “التيّار الوطني الحرّ مع استكمال التحقيق العدلي، وكشف الحقيقة ومحاكمة المرتكبين”.

كما لفتت مصادر مقربة من الحزب إلى أن التيار الوطني الحر يرفض المشاهد التي تعيد ذكريات الحرب الأهلية في لبنان، في إشارة إلى تظاهرة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل للمطالبة بإقالة بيطار وما تبعها من مواجهة بين مجهولين ومقاتلي حزب الله.

وقال بيان حركة أمل الذي بدأته بـ”إن لم تستح فافعل ما شئت” إن “التيار الوطني الحر لا يخجل في بياناته من العيوب والمصائب التي أدخل فيها البلاد خلال عهده وصولاً إلى قعر جهنم وفق ما بشر رئيس الجمهورية اللبنانيين في خطابه الشهير”.

وأضاف “وبات هذا التيار في ظل البطالة والإرباك السياسي والشعبي الذي يعيشه يحاول الهروب وخلق سيناريوهات وهمية وفاشلة من عقله المريض للتغطية على واقعه وعلى ما ارتكبه من جرائم سياسية ومعيشية بحق اللبنانيين”.

وتابع “وهو تيار يحاول استغلال تفاهم سياسي في مار مخايل لزرع الفتن والمس بالتحالف المتمثل بالثنائية الحقيقية بين حركة أمل وحزب الله (…) في مواجهة تسييس القضاء عبر الغرفة السوداء برئاسة سليم جريصاتي والتي تحرك وتدير عمل القاضي طارق بيطار وفي مواجهة منطق التعصب والانعزال الطائفي الذي يعيشه التيار وجمهوره”.

حركة أمل أطلقت بيانا حادا جمع الكثير من الأوصاف القوية في الهجوم على التيار الوطني

وخلص إلى أنه “الأجدى بمن يدّعي الحرص على التمثيل أن يسأل رئيس الجمهورية عن إخلاله بواجباته الدستورية بالتقاعس عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أحد عشر نائباً بدلاً من النواب الذين استقالوا”.

ويقول متابعون للشأن اللبناني إن البيان يظهر أن حركة أمل تضع نفسها في خدمة حزب الله الذي لا يريد أن يظهر للعلن قلقه من التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن ارتفعت أصوات كثيرة تحذر من أن الحزب يحاول أن يرهب اللبنانيين، وأنه يخلق مناخا يمهد لحرب أهلية جديدة.

وستجد حركة أمل نفسها في خط التماس الأول في حال تطور أمر الصدامات مع القوى المسيحية بحكم الجوار الجغرافي للمنطقة التي تسيطر عليها في بيروت مع الرقعة التي يسكنها المسيحيون.

وجاءت حملة حزب الله وحركة أمل على القاضي في تحقيق تفجير المرفأ في أعقاب تلميحات ذات طابع جدّي تفيد بأن التحقيق الذي يقوم به سيكشف مدى تورّط حزب الله في قضيّة تخزين مواد نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت طوال عدة سنوات.

وسعى بيطار لاستجواب أحد كبار السياسيين في البلاد وهو وزير المالية السابق علي حسن خليل الذي هو الذراع اليمنى لرئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس حركة أمل.

ولئن سعى بيطار لاستجواب العديد من الساسة المتحالفين مع حزب الله فإنه لم يسع لاستجواب أيّ عضو من أعضاء الحزب نفسه.

العرب