بيروت – ألغيت نتائج انتخابات نقابة أطباء الأسنان في لبنان التي أجريت الأحد، بعد وقوع عدة إشكالات لفظية وعراك بالأيدي بين الأطباء ورمي صناديق الاقتراع وتكسيرها، في وقت وجهت أصابع الاتهام إلى عناصر مندسة من أنصار حزب الله في قاعة فرز الأصوات، بوقوفها وراء الفوضى التي اعتبرها البعض “بروفة” للانتخابات النيابية المقبلة.
وأفاد تلفزيون “الجديد” بأن النتائج ألغيت بعد فوضى عارمة واعتراض بعض الأطباء لعدم قدرتهم على مشاهدة النتائج على شاشة وضعت في صالة الفرز، بسبب عطل تقني، وشكاوى من عدم شفافية فرز الأصوات.
وبعد يوم ماراثوني تخلله اقتراع لانتخاب نقيب ومجلس نقابة أطباء الأسنان، توّترت الأجواء أثناء عملية فرز الأصوات، التي سرعان ما تطورت لتطيح بصناديق الاقتراع أرضا وتتطاير الأوراق وسط عراك بالأيدي بين عدد من الأطباء.
وأفاد بعض الأطباء بأنه أثناء عملية الفرز الإلكتروني طرأت بعض الأعطال التقنية على جهاز الفرز الآلي، كما أكدوا أن قاعة الفرز شهدت حضورا لبعض الأشخاص من خارج النقابة، الذين قد تكون لهم علاقة مباشرة بعملية التخريب والفوضى.
وانتشرت مقاطع فيديو توثق الاشتباك بالأيدي وتكسير الصناديق عبر مواقع التواصل، محدثة عاصفة من التعليقات التي أسقط بعضها المشهد على الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها.
وأكد نقيب أطباء الأسنان روجيه ربيز في تصريح لتلفزيون الجديد أنه سيدّعي على مجهول بسبب ما حصل، آملا أن تكون كاميرات المراقبة قد وثقت ذلك. لافتا إلى أن النقابة ستدعو إلى انتخابات أخرى بحسب نظامها الداخلي.
وعن الحديث عن وجود أشخاص لا ينتمون إلى مهنة طب الأسنان في قاعة الفرز، قال “لا يمكن ضبط هذا العدد الكبير من الأشخاص في القاعة”.
وأبدت قوى سياسية في لبنان مخاوفها من أن يكون ما جرى “بروفة” لمشهد أكبر يحضره حزب الله الموالي لإيران في الانتخابات النيابية المقبلة.
وعلّق رئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل على الحدث في تغريدة على حسابه عبر تويتر قائلا “ما حصل في انتخابات نقابة أطباء الأسنان معيب ومخز”.
وأضاف “عناصر مسلحة من حزب الله من خارج الأطباء يعتدون على موظفي الفرز ويحطّمون الصناديق، في مشهد لا يبشر بخير في الانتخابات النيابية المقبلة”.
وقال النائب فؤاد مخزومي عبر تويتر “تكسير صناديق الاقتراع في نقابة أطباء الأسنان من قبل مؤيدي أحزاب السلطة وفي مقدمهم حزب الله، عمل جبان ودنيء، يتطلب من النيابة العامة التحرك فورا لمحاسبة الفاعلين”.
وأضاف “والأخطر أن يكون ما حصل مقدمة لتطيير الانتخابات النيابية أو إلغائها”.
واعتبر “حزب سبعة”، في بيان أنه “بعد حصول الدكتور رونالد يونس على أعلى نسبة أصوات بفوز كبير، افتعل مناصرو حزب الله وممثلو اللوائح الخاسرة إشكالا مدروسا كبيرا، فطالبوا بإعادة الفرز يدويا ثمّ رموا الصناديق في الهواء، وأعلن فورا نقيب أطباء الأسنان تعليق الانتخابات”.
وأعلن “تيار المستقبل” إدانته بشدّة لما قام به “مناصرو بعض الأحزاب بتكسير صناديق الاقتراع في انتخابات نقابة أطباء الأسنان، وفرض إلغاء العملية الانتخابية بقوة البلطجة، ممّا يعرّض الحياة الديمقراطية وتداول السلطة في النقابات للخطر، والعودة بها إلى زمن الهيمنة وفرض الرأي بالقوّة”.
وعلّق “التيار الوطني الحر” في بيان له “الانتخابات امتحان ديمقراطي يتخطى الربح والخسارة، وقد رسب اليوم (الأحد) من سمح ليده بتكسير صناديق الاقتراع وهدر أصوات زملائه، خوفا من خسارة كانت واضحة ومحتمة”.
ودان حزب “القوات اللبنانية” ما حصل، داعيا إلى “قطع الطريق على أي تكرار للمشهد الانقلابي”.
كما استنكر “حزب الوطنيين الأحرار” في بيان “ما حصل من اعتداء فاضح على نتائج انتخابات نقابة أطباء الأسنان، من قبل جهات معروفة الانتماء والأهداف، وخصوصا أن لائحة ‘نقابة أطباء الأسنان تنتفض’ التي يرأسها الدكتور رونالد يونس، كانت تتصدّر نتائج الفرز”، معتبرا أن “في ذلك دلالات واضحة على نية هذه الجهات عدم السماح بأيّ تغيير جدّي ونزيه على مستوى النقابات المهنية، وبالتالي على مستوى البلد ككل”.
العرب