أطلقت قوات الأمن السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين احتشدوا في وسط العاصمة الخرطوم مساء أمس الثلاثاء للاحتجاج على الحكم العسكري الذي أعقب الإجراءات التي اتخذها الشهر الماضي رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وهتف آلاف المتظاهرين مجددا الثلاثاء في الخرطوم “لا شراكة ولا تفاوض”، وطالب آخرون بعودة الجنود إلى ثكناتهم.
ووضع استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول نهاية لشراكة كانت قائمة مع فصائل سياسية مدنية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019، ونددت به القوى الغربية التي قررت تعليق المساعدات.
ورغم بقاء الجسور التي تربط العاصمة بمدن أخرى مفتوحة، توجهت الشرطة المدججة بأسلحة ثقيلة إلى وسط الخرطوم حيث كان يعتزم المحتجون الخروج في مسيرة إلى القصر الرئاسي.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وبدأت مطاردة المحتجين، الذين احتشدوا على بعد كيلومتر تقريبا من القصر، وأغلقت طريقا رئيسيا.
وطاردت القوات المحتجين في الشوارع الجانبية، حيث بدأ المتظاهرون التجمع بأعداد أقل. وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان إن قوات الأمن اعتقلت محتجين.
ومن جهتها، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن محتجا مصابا اعتُقل لدى تلقيه العلاج داخل مستشفى قريب، وإن آخرين أصيبوا جراء “محاولات الثوار إبعاد القنابل الصوتية التي تقذفها السلطة الانقلابية على مواكب مليونيتنا الباسلة”.
وخرج محتجون آخرون في مدن من بينها بورسودان وكسلا ونيالا وعطبرة، وشوهد ساسة ممن أُطلق سراحهم مؤخرا يشاركون في الاحتجاجات.
وفي السياق نفسه، قال العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، إن “من يريد الحكم الديمقراطي عليه الاستعداد للانتخابات”.
وأضاف -في تصريح صحفي مكتوب وزع على وسائل الإعلام- أن “من يريد (دون تحديده) الحكم الديمقراطي فعليه أن يستعد للانتخابات، فلن يجدي البكاء على الأطلال وعلى اللبن المسكوب”.
واعتبر أبو هاجة أن “من فقدوا السلطة (في إشارة منه لقوى إعلان الحرية والتغيير) اجتهدوا ليلا ونهارا لإضعاف المنظومة الأمنية وتفكيكها وإضعاف القوات المسلحة، فلا بواكي لهم اليوم”.
وتابع “من كانوا يخططون ليل نهار لإطالة الفترة الانتقالية لأقصى مدة، هم أنفسهم من يحلمون بتحريك الشارع للعودة القهقرى إلى ما قبل 25 أكتوبر/تشرين الأول، عسى أن تتحقق أحلامهم”.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وقع البرهان اتفاقا مع حمدوك، تضمن 14 بندا منها: إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعودة حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية)، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال البرهان إن الاتفاق السياسي، الذي أبرمه مع حمدوك، يمهد لفترة انتقالية ذات أهداف محددة، تتمثل في بسط الأمن ومعالجة قضايا معايش الناس واستكمال مطلوبات السلام مع الاستعداد للانتخابات في يوليو/تموز 2023.
وقبيل إجراءات البرهان كان يعيش السودان منذ 21 أغسطس/ آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى إعلان الحرية والتغيير وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاقا لإحلال السلام، في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
المصدر : وكالات