الإمارات تستثمر 13.6 مليار دولار لتطوير شبكة سكك الحديد

الإمارات تستثمر 13.6 مليار دولار لتطوير شبكة سكك الحديد

دخلت الإمارات مرحلة جديدة في مسار تنمية الاقتصاد بإطلاق الحكومة البرنامج الوطني للسكك الحديدية ضمن مشاريع الخمسين بهدف جعله يشكل منظومة متكاملة لنقل البضائع والركاب على مستوى إمارات الدولة بما يحقق أهداف دعم إيرادات الخزينة العامة بشكل مستدام.

دبي – أعلنت الحكومة الإماراتية الأحد أنها ستستثمر المليارات من الدولارات خلال السنوات القليلة المقبلة لتطوير شبكة سكك الحديد، والتي تقول إنها أكبر منظومة من نوعها للنقل البري على مستوى الدولة.

وأطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برنامج الإمارات للسكك الحديد باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم (13.6 مليار دولار) والذي من المتوقع أن يحقق عوائد على الاقتصاد الكلي بقيمة تتجاوز الخمسين مليار دولار.

ويهدف البرنامج إلى رسم مسار الشبكة على مستوى البلد للسنوات المقبلة وما يتضمنه من إطلاق مشاريع لنقل الركاب من بينها قطار الاتحاد، والذي انطلقت مرحلته الأولى في 2016 حيث يربط بين مختلف مدن الإمارات، مع فرص التوسع إلى خارج حدود البلاد.

ويندرج البرنامج تحت مظلة مشاريع الخمسين، أضخم حزمة من المشاريع الاستراتيجية الساعية للتأسيس لمرحلة جديدة من النمو بحلول 2071.

ويدرك المسؤولون الإماراتيون أن ذلك سيعزز من مكانة بلدهم إقليميا ودوليا كمركز عالمي للريادة والتميز، فضلا عن الارتقاء بتنافسيتها في مختلف المجالات، وصولا إلى تبوؤ أفضل المراتب عالميا.

وقال الشيخ محمد في تغريدة عبر حسابه في تويتر خلال فعالية خاصة في إكسبو 2020 دبي لمشاريع الخمسين “شهدت الأحد برفقة أخي محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة)، الإعلان عن برنامج الإمارات للسكك الحديد ‘قطار الاتحاد’، والذي قطع شوطا كبيرا في التنفيذ”.

الشيخ محمد بن راشد: البرنامج سيرسخ تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي

وأضاف أن “مشروع قطار الاتحاد يمثل روح الاتحاد لأنه يربط مدن الإمارات وموانئ الإمارات بشريان اقتصادي واحد، ويرسخ مبادئ الخمسين بأن الأولوية هي الاقتصاد والتنمية وبأن الإمارات وجهة اقتصادية واحدة”.

وتابع إنه “مشروع نفخر بأن ندخل به الخمسين الجديدة بالدولة وقطار الإمارات سيرسخ تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي”.

ويركز البرنامج الذي تستهدف نحو 70 في المئة من استثماراته السوق المحلية، على دعم التنمية المستدامة في القطاعات الصناعية والسياحية والبيئية بالبلد.

كما أنه سيسهم في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة وسيدعم جهود الدولة في تحقيق الحياد المناخي.

وقال شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات إن “البرنامج الوطني للسكك الحديدية سيساهم في توفير أكثر من 9 آلاف وظيفة في السكك الحديدية والقطاعات الداعمة بحلول 2030”.

وتتمثل أبرز ملامح البرنامج في ثلاثة مشاريع استراتيجية الأول هو خدمات السكك الحديدية للبضائع، الذي يشمل تطوير شبكة “قطار الاتحاد”.

ومن أهم ملامح هذا المشروع أنه سيربط 4 موانئ رئيسية، كما سيتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة تخدم مختلف القطارات والأعمال.

وتتوقع الحكومة الاتحادية أن يبلغ حجم النقل 85 مليون طن من البضائع بحلول العام 2040، كما سيقلل تكاليف النقل بما يصل إلى 30 في المئة.

ويشمل المشروع الثاني إطلاق خدمات السكك الحديدية للركاب، حيث سيعمل على تعزيز روح التواصل بين سكان الدولة من خلال الربط بين 11 مدينة في الدولة.

وسيتيح القطار بحلول 2030 لأكثر من 36.5 مليون راكب سنويا فرصة التنقل بين أطراف الدولة.

أما المشروع الثالث فهو خدمة النقل المتكامل والذي سيتضمن إنشاء مركز الابتكار في قطاع النقل والذي سيعمل على ربط القطارات بشبكات من القطارات الخفيفة وحلول النقل الذكية داخل المدن لتكون بديلا متكاملا يخدم جميع سكان المدن وزوّارها.

وإلى جانب ذلك يتم إنشاء تطبيقات وحلول ذكية لتخطيط وحجز الرحلات، وتحقيق التكامل بين العمليات اللوجستية وخدمات الموانئ والجمارك، وتقديم حلول لوجستية متكاملة للميل الأول والأخير.

ومن خلال البرنامج الوطني للسكك الحديدية، سيتم تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة تفتح آفاقا تنموية وفرصا اقتصادية ثمينة تصل قيمتها نحو 54.5 مليار دولار.

أبرز ملامح البرنامج

وسيبلغ مجموع الفوائد المقدرة لتخفيض الانبعاثات الكربونية نحو 5.7 مليار دولار، كما سيتم توفير نحو 2.2 مليار دولار من كلفة صيانة الطرق.

وبالإضافة ذلك سيعمل البرنامج على تحقيق فوائد سياحية تقدر قيمتها بنحو 6.2 مليار دولار خلال العقود الخمسين المقبلة، كما ستبلغ قيمة الفوائد العامة على الاقتصاد نفس قيمة إيرادات السياحة.

ويتوافق قطار الاتحاد الذي يمتد من مدينة الغويفات على الحدود مع السعودية حتى ميناء الفجيرة على الساحل الشرقي للإمارات مع البرنامج الذي تم إطلاقه ليشكّل بذلك جزءا حيويا من شبكة التوريد الإقليمية، وحركة النقل التجارية على مستوى العالم.

وكانت الأعمال الإنشائية من المرحلة الثانية للمشروع قد انطلقت مطلع العام الماضي، ضمن مخطط هندسي واسع النطاق يشمل بناء جسور وأنفاق بما يضمن تحقيق أعلى درجات الانسيابية لحركة مرور المركبات تحت مسارات الشبكة الحديدية.

ورغم ظروف الجائحة تم الانتهاء من 70 في المئة من المشروع الذي يحظى بدعم 180 جهة وهيئة حكومية وخدمية ومطور وشركة مساهمة خلال أقل من عامين.

وتقول خلود المزروعي نائب مدير المشروع في الاتحاد للقطارات إن قطار الاتحاد يتكامل مع وسائل النقل الحضرية بالبلد ويدعم توفير منظومة شاملة للنقل العام، لينقل الإمارات للصدارة في مجال البنية التحتية بعد أن تم بناء منظومة نقل تشغيلية بالسكك الحديدية من الصفر.

وعلى سبيل المثال، تشير الإحصائيات إلى أنه تم نقل 30 ألف طن من الكبريت يوميا بدلا من 5 آلاف عن طريق الشاحنات الأمر الذي ساهم في احتلال الإمارات مركز الصدارة عالميا في تصدير هذه المادة.

كما تم الاستغناء عن حوالي 2.5 مليون رحلة بالشاحنات، ما يعني رفع مستوى السلامة على الطرقات وتخفيض تكلفة الصيانة وتقليل انبعاثات أكسيد الكربون.

العرب