السعودية تقيم جسرا جويا إغاثيا لأفغانستان في أول مبادرة لنجدة الدولة الغارقة في الأزمات

السعودية تقيم جسرا جويا إغاثيا لأفغانستان في أول مبادرة لنجدة الدولة الغارقة في الأزمات

الرياض – أرسلت المملكة العربية السعودية الخميس طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إلى أفغانستان، في أول مبادرة من نوعها من قبل المملكة إلى الدولة الغارقة في الأزمات.

وتأتي الخطوة قبيل انعقاد اجتماع وزاري استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في باكستان، بدعوة من السعودية، لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الطائرتين اللتين سيّرهما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية “تحملان على متنهما 1647 سلة غذائية، و192 حقيبة إيوائية تزن 65 طنا و746 كيلوغراما”.

ونقلت الوكالة عن المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله الربيعة قوله إن “الجسر الجوي الإغاثي السعودي يتضمن تسيير 6 طائرات إغاثية، تحمل مساعدات غذائية وإيوائية تزن 197 طنا و238 كيلوغراما”.

وبحسب الربيعة فإن المركز قام “بتأمين مواد غذائية تزن 1920 طنا، تحملها 200 شاحنة إغاثية، ستنطلق عبر قافلة برية من باكستان سيتم توزيعها على الأسر الأشد حاجة في أفغانستان”.

وتحتضن باكستان الجمعة مؤتمرا استثنائيا لمنظمة التعاون الإسلامي، للبحث في سبل مساعدة أفغانستان، وكانت السعودية أول من بادر إلى طلب عقد هذا المؤتمر في خطوة لا تخلو من دلالات عميقة، من بينها حرص الرياض على تأكيد اهتمامها بعموم المسلمين من باب زعامتها للعالم الإسلامي.

وكان اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء في الرياض أكّد على أهمية “المساهمة في حشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني وتحسين الأوضاع الاقتصادية”.

ويقول مراقبون إن الاهتمام السعودي بأفغانستان لا يخلو من رغبة في العودة إلى هذه الساحة وتعزيز حضورها بها، بعد أن خلت لقوى إقليمية أخرى على غرار قطر وتركيا وإيران خلال السنوات الماضية.

عبدالله الربيعة: الجسر الجوي الإغاثي السعودي يتضمن تسيير 6 طائرات إغاثية

ويشير المراقبون إلى أن الاضطلاع بالدور الإنساني يشكل إحدى أهم الأدوات لعودة المملكة إلى هذا البلد الذي يتخبط في أزمة تكاد تكون مستعصية، في ظل الموقف الدولي المتحفظ على طالبان.

ويعاني أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم الإجمالي 38 مليون نسمة، من نقص “حاد” في المواد الغذائية، وفق الأمم المتحدة، ويجد الملايين منهم في فصل الشتاء أنفسهم أمام الاختيار بين الهجرة والمجاعة.

ويتمثّل أحد أبرز التحدّيات في إيصال الأموال إلى أفغانستان من دون أن تتعرّض المؤسّسات المالية للعقوبات الأميركية المفروضة على حركة طالبان.

وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.

وإلى الآن لم يعترف أي بلد بشرعية حكم طالبان في أفغانستان، علما بأن دولا قليلة من بينها السعودية وباكستان كانت تعترف بنظام طالبان السابق الذي امتد من العام 1996 حتى العام 2001.

ويرى متابعون أن السعودية تخطو على ما يبدو صوب الاعتراف المتدرج بحكم طالبان، الذي أضحى أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه.

وكانت المملكة أعلنت الشهر الماضي عن إعادة فتح القسم القنصلي لسفارتها في العاصمة الأفغانية كابول، بعد أن أغلقتها على إثر سيطرة طالبان على البلاد في أغسطس الماضي.

ولاقت الخطوة السعودية تفاعلا من طالبان التي سارعت إلى الترحيب بها، قائلة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة الحركة عبدالقهار بلخي “نقدر هذه الخطوة العميقة من قبل الحكومة السعودية ونعتبرها بداية لعلاقات جيدة”.

العرب