بيروت – أثار عرض المواطنة اللبنانية ريم حيدر (المعروفة باسم “أم العباءة”) عباءة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله -التي حصلت عليها عام 2006 كهدية من قبل نصرالله- للبيع بمليوني دولار على حسابها في فيسبوك سخرية وجدلا واسعين في لبنان.
ومثلت ريم لسنوات طويلة حديث اللبنانيين بعدما انتشر مقطع فيديو يعود إلى عام 2006 تظهر ضمنه في مقابلة على قناة “المنار” (التابعة لحزب الله) وهي تطلب الحصول على عباءة نصرالله التي “تعرّق بها لتتمرمغ قليلاً بعرقها” ثم “قصّها قطعا قطعا لتوزيعها على الناس حتى يشعروا بالكرامة”.
وفعلاً، استجاب آنذاك نصرالله لطلبها وأرسل إليها عباءته. وحرب يوليو 2006 هي آخر مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله الموالي لإيران.
وكتبت ريم على حسابها في فيسبوك “للبيع: عباءة مصنوعة من وبر الجمل الخالص. تسمى عند العرب الخادجية وتلبس في المناسبات الكبيرة. كانت ملكا للسيد حسن نصرالله، المطلوب مبلغ مليونين دولار أميركي كاش ‘فريش دولار’. لمن يهمه أو يعرف من يهمه الأمر. هامش/الجادين في الشراء الرجاء التواصل على الخاص”. وختمت “المسبات على الصفحة مش (ليست) مشكلة”.
و”الفريش دولار” هو عملة الدولار التي تم تحويلها إلى لبنان مؤخرا من الخارج، لأنها لا تخضع للقيود المفروضة من السلطات المالية منذ بدء الأزمة المالية في البلاد.
وعلى مدى سنوات حافظت “أم العباءة” على صورتها كواحدة من المدللين لدى الحزب. وكانت تفاخر بين معارفها بـ”الإنجاز” الذي حققته، وتكيل المديح لنصرالله وللمقاومة. حتى في بدايات الأزمة السورية كانت مدافعة شرسة عن تدخل الحزب فيها، قبل أن تنقلب الآية في السنوات الأخيرة.
وهاجم جمهور الحزب ريم حيدر بكثافة؛ حيث أسقطوا عنها صفة الوفاء، وقالوا إنها “لا تستأهل هدية الحزب”. وذهب البعض إلى وصفها بالجاحدة، واتهموها بـ”البحث عن الشهرة” أو التباهي. وبعد ساعات أُقفل حسابها على فيسبوك.
ولم تُعرف أي تفاصيل عن أسباب إقفال الحساب، ولا مآلات الإعلان والعروض التي جاءتها. كما لم يُعرف ما إذا كانت تعرضت لتهديد أو انسحبت، ولم تُعرف أيضا أسباب إعلانها بيع العباءة، هل هي نتيجة ضائقة مادية أم تتعلق بالتخلي عن إرث الحزب في منزلها؟
لكن قناة “أم.تي.في” اللبنانية نقلت تصريحاً عن ريم قالت فيه “تبنيت خط المقاومة بكل ما أملك من وجدان وقوة، لكنني اليوم وأمام وجع أهلي ووطني لم أعد أستطيع أن أؤمن بهذه القضية”. وتابعت “حملت العباءة 14 سنة وما عدت قادرة على حملها”، وأضافت ريم منتقدة حزب الله “أنا لم أتغير، هم من تغيروا”.
فدا صباط السيد وهيك شعارات تجارية عند الشيعة كرمال كرتونة إعاشة وكرمال المصاري (فداء لحذاء السيد، وهكذا هي الشعارات التجارية عند الشيعة، لأجل علبة كرتون من المساعدات وقليلا من الأموال). ريم حيدر صاحبة الكرامة والانتصارات تعرض عباءة نصرالله للبيع.
ولم يصدر إلى حدود اللحظة أي تعليق رسمي من الجماعة.
وسبق لريم الانتفاض على الحزب الذي والته لسنوات وأعجبت بشخصية أمينه العام، مسجلةً مواقف سياسية معارضة عبر حسابها على فيسبوك وشاركت في الثورة الشعبية التي اندلعت في لبنان عام 2019، وأطلقت المواطنة ريم حيدر صيحة فزع تحذر مما يعانيه اللبنانيون.
وقالت حينها “جماعة حزب الله عم يغلطوا وعم يخسروا وعم يراهنوا ع جوع الناس. أنا يمكن بجوع بس إذا ولدي جاع أو مرض بحط نبيه بري وغيرو من اللصوص ولو كان بيي تحت اجريي (ساقاي) وبقتلو”.
وأضافت “المقاومة غرقت بوسخ السياسة واضطرت تسبح بمجارير نبيه بري. ومن كتر ماسد مناخيرو السيد سكرو دينيه (أذنيه)”؟ وتابعت “خلصنا استغباء واستهبال لعقولنا”.
العرب