وأشار بعض الباحثين إلى أنّ التدخل الروسي يسعى لحماية النظام السوري ودعم مواقعه من أجل أن تفرض روسيا منطقها في أي حلٍ دبلوماسي مستقبلي، وهو ما يشير إلى أنّ العمليات العسكرية الروسية في سورية سوف تستمر لفترة أشهر وقد تمتد أكثر، ولكن لن تصبح المهمة الروسية في سورية واسعة النطاق بقدر أفغانستان، كما أنها لا يمكن أن تتواصل لفترة طويلة؛ فهي تمهيد للبدء بالمفاوضات على أساس توازن القوى، وبما يحافظ على مصالح روسيا والنظام السوري.
بشارة: مصير النظام السوري أصبح بيد روسيا
د. عزمي بشارة |
قدم الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المحاضرة الافتتاحية للندوة بعنوان: “التدخل الروسي: الجيوستراتيجية فوق الأيديولوجية”. وأشار إلى أن الوجود العسكري الروسي يعود إلى المنطقة العربية بعد 43 عامًا؛ أي منذ أمر الرئيس المصري أنور السادات الخبراء السوفيات بالخروج من مصر عام 1972. ولكن القوات الروسية تعود هذه المرة بتدخلٍ مباشرٍ لا يكتفي بغطاء الخبراء.
وفي قراءته الجيوستراتيجية للتدخل الروسي في سورية، أكد بشارة في البداية أنّ الدول الحليفة للأطراف السورية لا تتمايز في ما بينها على أساس أخلاقي، وهي تنحاز لهذا الطرف أو ذاك لأسباب لا علاقة لها بقضية الشعب السوري نفسها. ويبقى عبء عدالة القضية ملقى كله على عاتق من يناضل في سورية.
وأضاف أن علينا الإقرار بأن روسيا بوتين لا تحاول أن تقدم تدخلاتها العسكرية ضمن خطاب عدالة؛ خلافًا لنهج شيوعية الاتحاد السوفياتي في التبرير، ولنهج أميركا حتى عصرنا هذا. فهي لا تسعى لنشر الشيوعية ولا الديمقراطية، ولا التبشير بدين ما؛ إذ اعتمدت خطاب الأمن القومي على مصالح روسيا الحيويّة. وفي هذا السياق، يدخل التدخل الروسي في سورية ضمن سعي بوتين لاستعادة مكانة روسيا المترنحة وبناء دولة عظمى.
ويرى الدكتور بشارة أن صعود روسيا ومحاولتها أخذ موقع الدولة العظمى ليس عودة لنظام القطبين العالميين، فلم يقم هذا النظام على دولتين عظميين فحسب، بل أيضًا على معسكرين يحملان مشروعين مختلفين للإنسانية جمعاء. كما لا يوجد لروسيا اليوم مشروع تطرحه للإنسانية كما كان الاتحاد السوفياتي.
ويبدو أنّ الرئيس الروسي يمتلك إستراتيجيّة، فبعد أوكرانيا اندفع إلى الأمام، ليصبح التدخل في أوكرانيا وضم القرم حقيقة ناجزة، ويفرض على الغرب الحديث معه على قضية أخرى يحاول أن يملك مفتاح حلها. وأوضح بشارة أن الغرب خشي من دعم الثورات العربية بسبب الخوف من التيارات الإسلامية، وهو تخوف يحمله الطرف الروسي أيضًا؛ مع الفرق أن الخوف الأحادي في حالة الدول الغربية جعلها تتردد في دعم الثورة في سورية، في حين أن الخوف المزدوج من الغرب والإسلاميين دفع روسيا إلى العمل بقوة مع النظام السوري. ولذلك، إذا لم يجر التوصّل إلى حل سياسي مع الروس في سورية، فسوف يضطر باراك أوباما أو الإدارة المقبلة إلى تغيير إستراتيجيتها في سوريّة، وربما في الشرق الأوسط عمومًا.
ومن وجهة نظر الدكتور بشارة، فإن هدف السياسة الروسيّة القريب من التدخل المباشر في سورية هو حماية نظام الأسد من الانهيار والسقوط. ولكن مع وجود روسيا عسكريًا في سورية، لم يعد النظام سيد مصيره، ولم يعد حتى لاعبًا على الساحة الدولية؛ إذ أصبحت روسيا المقرر في أي مفاوضات دولية تجري بشأن سورية. ويرى بشارة أنّ إنقاذ النظام ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو وسيلة لإثبات الذات والتقدم خطوة أخرى لتأدية روسيا دور دولة عظمى عالميًا عبر الشرق الأوسط. ولكن روسيا تصر على مشاركة الأسد، وقد تشير إلى مثال تفاوض الغرب مع الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش على الرغم من أعمال القتل المتكرّرة على أيدي القوات الصربية ضدّ مدنيين بوسنيين وألبان في كوسوفو. فلا أحد يرفض التفاوض مع نظام الأسد، بل المرفوض هو مشاركته في مرحلة انتقالية بعد التفاوض. إنّ بقاء الرئيس السوري في مرحلة انتقالية يعني إفشالها؛ فهو دكتاتور، ولا يمكن للدكتاتور أن يتقاسم السلطة مع أحد.
ولخص الدكتور بشارة أهداف التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية في ثلاث نقاط: جعل النظام يصمد مدّة كافية حتى تحصل موسكو على الاختراق المرغوب فيه على المسار الدبلوماسي، وقطع الطريق على أي تدخل عسكري خارجي في سوريّة وهذه رسالة للأتراك والغرب على حد سواء، وتعزيز وضع روسيا الدبلوماسي بحيث يصبح من الصعب اتخاذ أي قرار في سوريّة من دون مشاركتها الحاسمة. ولكنه يرى وجود كابحين ذاتيين رئيسين أمام تكثيف التدخل الروسي العسكري في سوريّة، أولهما أوكرانيا، فلا تزال القوات الروسيّة متمركزة في مناطق الحرب هناك، وثانيهما كابح لوجستي؛ إذ إنّ نقل دبابات وأسلحة ثقيلة لفيلق واحد فقط مهمّة صعبة جدًا للقوات الروسيّة المجهدة أصلًا.
ويخلص الدكتور بشارة إلى أنه من الصعب أن تصبح المهمة الروسية في سورية واسعة النطاق بقدر أفغانستان، كما أنها لا يمكن أن تتواصل لفترة طويلة، فهي تمهيد للبدء بالمفاوضات على أساس توازن القوى، وبما يحافظ على مصالح روسيا والنظام السوري. ويرى أنّ هناك مجالًا واسعًا للعمل ضد التدخل الروسي والتأثير فيه إذا توافرت الإرادة عند القوى المؤيدة للشعب السوري.
واختتم الدكتور عزمي بشارة حديثه بالقول: “مع تحوّل الحرب في سورية إلى حربٍ بين قوى تتصارع جيوستراتيجيًا وليس أخلاقيًا أو قيميًا، يصبح الفرق بين المعارضة والنظام ملقى على عاتق المعارضة؛ فهي إذا طرحت بديلًا ديمقراطيًا للاستبداد فهذا يعني أنها قادرة على حكم سورية، وفيما عدا ذلك تصبح المسألة مجرد صراع قوى ينتهي بتسوية، فالحروب الأهلية تنتهي بتسويات ومحاصصات. والأهم من ذلك، أن التدخل الروسي حاليًا قد يجعل مسألة طبيعة النظام في سورية، بل طبيعة سورية كلها، مجرد بند في تسوية جيوستراتيجية بين دول كبرى”.
روسيا تسعى للعودة دولة عظمى وللانتقام أيضًا
يقدّر فيكتور ميزين، نائب مدير معهد الدراسات الدولية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، أن سياسة روسيا في سورية حاليًا هي تجلٍّ لعودة روسيا قوة عظمى في الساحة الدولية، وعودتها إلى منطقة مهمة إستراتيجيًا، ومشاركتها في محاربة الإرهاب، وحماية مصالحها الأمنية. إن التدخل الروسي هو محاولة أيضًا لتحويل الأنظار عن الفوضى التي تورطت فيها روسيا في أوكرانيا، وفي الوقت نفسه إثبات أنها ليست في عزلة دولية.
ويتوقع ميزين أن تكثف روسيا ضرباتها الجوية في سورية وأن تستمر عملياتها ثلاثة أو أربعة أشهر مقبلة، ويتوقف ذلك على تطور الوضع الميداني، لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة جديدة تحدد بقيادة روسيا. وبحسب المحاضر، فإن النظر إلى سورية كرقعة تتصارع فيها مقاربات القانون الدولي والعلاقات بين الدول، تبدو روسيا متمسكة بمبادئ مؤتمر وستفاليا ومركزية مفهوم السيادة وحق أي دولة في صد أي محاولة لتفكيكها، وتقود مفاهيم أخرى مثل “المسؤولية في حماية الشعوب”. ويضيف ميزين أن روسيا تسعى ولو بشكل غير رسمي لبلورة مفهومها الخاص “المحافظ المتنور” في مواجهة “التفسخ الغربي” وانحلاله من القيم الأخلاقية والروحية، وترى أنها تكسب تعاطفًا عبر العالم، وفي العالم الإسلامي خصوصًا، من الذين ضاقوا ذرعًا بسعي أميركا للهيمنة على العالم.
ويؤكد الباحث أنه لا أحد من الأطراف الدولية ذات المصلحة في سورية يريد إنتاج “ثقب أسود” جديد من عدم الاستقرار والإرهاب، وأن التوجه إلى حلٍ سياسي تفاوضي أمر محتوم. ويعتقد أن مسار الحل في سورية قد يمر عبر هيكلة مشابهة لمفاوضات إيران مع مجموعة “5+1″، بحيث تضم كل من الولايات المتحدة وروسيا وممثل للاتحاد الأوربي وتركيا وممثل لدول الخليج مع مشاركة الأردن.
ويرى مروان قبلان، الباحث في المركز العربي، أن التدخل الروسي في سورية يمكن فهمه من مرتكزين: الأول: “نظرة بوتين إلى العالم”، فهو مصر على إعادة روسيا إلى مصاف الدولة العظمى، كما أنه محبط من تعامل الغرب معه واستخفافه به، ومحبط أساسًا من تعامل أوباما معه؛ إذ لم يفض التقارب الذي دشنه أوباما معه إلى أن يكون الشريك الند، بل كان أوباما أول من شجع على فرض عقوبات على روسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية وكأنه يتعامل مع أي دولة صغيرة. وأشار إلى أن بوتين يشعر براحة أكبر عندما يتقارب ويتحالف مع من يشبهه؛ فالدكتاتوريات ترتاح أكثر لدكتاتوريات مشابهة. وفي المجمل، يرى أن روسيا بوتين تدخلت في سورية عسكريًا إثباتًا للذات و”انتقامًا” من تعامل الغرب معها وخصوصًا في أوكرانيا. أما المرتكز الثاني لفهم التدخل الروسي، فهو السياق الدولي الملائم الذي يميزه الانكفاء الأميركي؛ مما أتاح المجال لتنافس أربع قوى إقليمية في المنطقة وهي: تركيا وإيران اللتان لهما مشروعهما في المنطقةن وإسرائيل التي لا تحظى بحلفاء في المنطقة ولكنها تستغل كل ثغرة تحقق مصالحها، والقوة الرابعة هي السعودية التي ينحصر اهتمامها حاليًا في منع القوى الأخرى من تحقيق طموحاتها التوسعية.
روسيا ومفاتيح الحل السوري
يرى المفكر برهان غليون، أول رئيس للمجلس الوطنيّ السوريّ بعد انطلاق الثورة السوريّة، أن روسيا قد وضعت نفسها في موقع الطرف الأول في الوضع السوري. وأقر أنّ لدى روسيا جزءًا كبيرًا من مفاتيح الحل، فقد فرض تدخلها العسكري المباشر وجودها، كما أنها تحظى بما يشبه التفويض الدولي لقيادة عملية التسوية السياسية، من دون أن يعني ذلك التفاهم المسبق على شروط هذه التسوية وماهيتها. ويضاف إلى هذا أنّ روسيا أصبحت الوحيدة التي تملك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية، وعلاقات متميزة مع الخصوم الإقليميين الأساسيين: إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا، وكذلك مع أطراف المعارضة السورية المعتدلة وغير المعتدلة، وهي الوحيدة التي تملك إمكانية التأثير في الموقف الإيراني من منطلق التحالف والصداقة.
ولكنه يرى أن هذا الموقع المتميز لروسيا لا يعني بالضرورة نجاح بوتين في استخدام المفاتيح والأوراق التي في حوزته بالشكل الصحيح؛ إذ يواجه ذلك تحديان أساسيان، أولهما التصور المسبق الذي يحمله الروس عن طبيعة الحرب ورفضهم منذ البداية الاعتراف بشرعية مطالب السوريين، وثانيهما تشتت المعارضة وغياب القطب الجامع والمسيطر فيها مما يضعف موقعها ويساعد على تهميشها.
ويؤكد برهان غليون على ضرورة دعم الدول العربية بقوة للمعارضة وعدم التسليم لنيات موسكو أو الثقة بها، والمساعدة على إبراز قيادة وطنية سورية تضم تحت جناحها جميع الفصائل المسلحة وغير المسلحة وتمثلها وتتكلم باسمها، وتلك هي الضمانة الوحيدة للدفاع عن حقوق الشعب السوري وثورته في مواجهة تفاهمات جيوستراتيجية بين القوى الدولية المتصارعة في الرقعة السورية.
ردود فعل متضاربة
لقد كُرِّس عدد من أوراق الندوة لدراسة ردود الفعل الدولية والإقليمية على التدخل الروسي المباشر في سورية والمواقف المختلفة منه؛ فقدّم سليم أوزرتيم، مدير مركز دراسات أمن الطاقة في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية، ورقةً عن انعكاسات تحوّل الإستراتيجية الروسية في سورية على السياسة الخارجية التركية. وأشار إلى الرد التركي على التدخل الروسي قام على البحث عن نقطة تطبيع جديدة في العلاقة مع روسيا وفق المعطيات الجديدة. كما تحدث سيرغي ستروخان، المحلل السياسي في دار النشر الروسية “كوميرسانت”، عن توقعات كانت تشير إلى إمكانية اشتراك روسيا والتحالف الغربي ضد “داعش” في حلف واحد ضد عدو واحد يمثل تهديدًا للحضارة، وهي توقعات ساذجة. وأن ما حدث هو تشكل حلف ثانٍ ضد “داعش” لا يتشارك مع الحلف الغربي في نظرته إلى الأزمة السورية وفي تعاونه مع نظام بشار الأسد وحمايته له، ويضم الحلف، إلى جانب روسيا، كلاً من إيران والعراق والنظام السوري نفسه. إنّ التدخل الروسي المباشر في سورية تسبّب في خلخلة التحالف الغربي العربي، وأن تنافس الحلفين لن يحدد مَن منهما سيحقق النصر على الإرهاب، ولكنه سيحدد النظام الإقليمي الجديد للمنطقة.
وقلّل حيدر سعيد، الباحث في المركز العربي، من إمكانية تمدّد التدخل الروسي إلى العراق، لأنّ للحملة الروسية منطقها العسكري. وثمة هدف عسكري واضح ومحدد يتمثل بقطع الطريق إلى دمشق أمام الجماعات المسلحة السورية، بعد ما بدا أن بإمكان هذه الجماعات تهديد دمشق والوصول إليها، ومن ثم، تهديد النظام السوري في وجوده، وذلك بعد أن حققت هذه الجماعات تقدمًا على هذا المسار مؤخرًا. وهذا يعني أن “داعش” خارج دائرة الأهداف الروسية لهذه الحملة. ومن ثم، يبدو أن العراق كله يقع خارج دائرة التفكير الروسي. إلا أن إعلان روسيا عن إنشاء مركز تعاون استخباري أمني، يجمع روسيا وإيران والعراق وسورية، مقره في بغداد، يبقى احتمالًا ضعيفًا لمساعدة روسية في الحرب ضد “داعش” في العراق. ويرى الباحث أنّ ثمة موقفين عراقيين من الحملة الروسية: الموقف الرسمي الذي يمثله رئيس الوزراء حيدر العبادي، ويعلن أنه لا يقبل بأن يندرج العراق في سياسة المحاور القائمة (بحسب ما جاء في البيان المشترك الذي أصدره العبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم)، وموقف (الحشد الشعبي) الذي انخرط بالفعل في التنسيق مع الروس، ليس في العراق فحسب، بل كذلك في ما يتعلق بالوضع القتالي في سورية، والذي يجمع الآن ما هو أكثر من الحلف الرباعي السالف الذكر؛ أي كل الأطراف الداعمة لنظام الأسد، والتي قبلت بأن تكون جزءًا تنفيذيًا من الحملة التي تقودها روسيا.
ومن جانبه أكد الباحث رضوان زيادة في تحليله للموقف الأميركي من التدخل العسكري الروسي في سورية، أنّ أوباما يبدو منسجمًا تمامًا مع عقيدته السياسية في الانسحاب الكامل من منطقة الشرق الأوسط وعدم استخدام القوة العسكرية عند الحاجة إليها بالنظر إلى التكاليف الباهظة التي تحملتها إدارة بوش السابقة في حربيها في العراق وأفغانستان. لكنّ هذا الانسحاب الكامل كلّف الولايات المتحدة خسائر لمواقع إستراتيجية ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما أيضًا في أوروبا الشرقية، وبخاصة في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يعد ظهور “داعش” وتمدده في سورية والعراق هزيمةً إستراتيجية لعقيدة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وأوضح محمود محارب، الباحث المشارك في المركز العربي، في عرضه للموقف الإسرائيلي من التدخل العسكري الروسي في سورية، أنّ إسرائيل تولي أهمية كبيرة للتدخل العسكري الروسي المباشر في سورية، وتعتبر أنّ هذا التصعيد يمكن أن يخدم سياساتها ومواقفها التي بلورتها منذ تفجر الثورة السورية، وهي إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة لإضعاف سورية الدولة والشعب والجيش، وتقسيمها على أسس طائفية وإثنية، وإخراجها من دائرة الصراع مع إسرائيل أطول فترة ممكنة، وإبقاء نظام بشار الأسد في الحكم ضعيفًا.