مسقط ـ افتتحت سلطنة عُمان رسميا ميناء “الدقم” الذي تعوّل عليه مسقط في تعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي ومحرك رئيس للاقتصاد الوطني وللمشاريع قيد الإنشاء ضمن رؤية عُمان 2040.
وافتُتح الميناء رسميًّا، اليوم الجمعة، بحضور ملك بلجيكا فيليب لويس ماري وعدد كبير من المسؤولين في عُمان.
ويقع ميناء الدقم على الساحل الجنوبي الشرقي لسلطنة عُمان، ويطل على بحر العرب والمحيط الهندي، وهو مؤهل ليصبح واحدا من أكبر الموانئ في الشرق الأوسط على المدى البعيد، خاصة أنه يجنّب الملاحة البحرية الدخول إلى مضيق هرمز.
وتبعد منطقة الدقم الاقتصادية عن العاصمة العُمانية مسقط نحو 550 كيلومترا، وتتمتع بمجموعة من الميزات التنافسية تؤهلها لأن تصبح محطة إقليمية للنقل البحري وبوابة إمداد لوجستي لمنطقة الخليج، فضلا عن قربها من الأسواق الاستهلاكية في آسيا وأفريقيا.
ويقع ميناء الدقم ضمن منطقة الدقم التي تعدّ أكبر منطقة اقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمثل نموذجا للتكامل الاقتصادي، إذ تحوي 8 مناطق اقتصادية وخدمية تتمثل في ميناء متعدد الأغراض، وحوض جاف لإصلاح السفن، وميناء للصيد، ومناطق سياحية وصناعية ولوجستية، ومدينة تعليمية، ومدينة سكنية حديثة.
ميناء الدقم أكبر ميناء في السلطنة، ويتوقع أن يجلب مزيدا من الأرباح للاقتصاد العُماني وأن يوفر فرصا كبيرة للاستثمارات الأجنبية، مثل الخدمات اللوجستية كالنقل البري والبحري والجوي.
وقال نائب رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في سلطنة عُمان المهندس أحمد بن حسن الذيب، خلال كلمته في افتتاح الميناء، إن ميناء الدقم يمثل رافدا مهما في الاقتصاد العُماني ويعدّ محركا رئيسا للمشاريع قيد الإنشاء والمشاريع قيد التأسيس ضمن رؤية عُمان 2040.
وأضاف الذيب أن الميناء جُهّز ليكون بمواصفات عالية إذ يتألف من 3 أرصفة رئيسة هي: الرصيف التجاري، والرصيف الحكومي، ورصيف المواد السائلة، ويبلغ إجمالي أطوال كواسر الأمواج نحو 8.7 كيلومترات.
مواصفات عملاقة
وأوضح أن عمق حوض الميناء يبلغ 18 مترا وقناة الدخول 19 مترا، وذلك يؤهل الميناء لاستقبال ومناولة أكبر سفن الحاويات في العالم والسفن النفطية العملاقة، وبالتكامل مع الحوض الجاف سيقدم الميناء خدمات متعددة للسفن بكل أحجامها ومن ضمنها خدمة صيانة السفن مع خدمات أخرى.
وأضاف الذيب أنه قد تم إنجاز 60% من تشغيل رافعات الحاويات والرافعات الجسرية للرصيف التجاري للميناء المهيأة للتعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم.
ويعدّ ميناء الدقم أحد المشروعات القائمة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي أُسّست في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011، بهدف استقطاب مجموعة متنوعة من الأنشطة الاقتصادية والصناعية كالمصافي والصناعات البتروكيميائية والأنشطة التجارية والسياحية واللوجستية والصناعات الخفيفة والمتوسطة والصناعات السمكية ومشاريع التطوير العقاري.
وتبلغ مساحة منطقة الدقم ألفي كيلومتر مربع وهو ما يؤهلها لمواكبة طلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على أراضٍ كبيرة نسبيا لتنفيذ مشاريعهم الاستثمارية، كما تفسح المنطقة المجال للمطوّرين الراغبين في تنفيذ مشاريع متنوعة على مساحات تزيد على 50 هكتارا مع منحهم مزايا إضافية.
ومطلع الشهر الجاري قالت السلطنة إنها تخطط لتحويل ميناء الدقم إلى مركز عالمي لتجارة الهيدروجين الأخضر وتوزيعه.
ومن المتوقع أن يحوّل المشروع ميناء الدقم إلى مركز لتجارة الهيدروجين الأخضر وتوزيعه، وأن يضعه على خريطة الهيدروجين العالمية في اقتصاد الهيدروجين الناشئ وترسيخ مكانته بمرور الوقت مع ظهور طرق شحن جديدة للهيدروجين.
المصدر : الجزيرة