يسود ترقب وأمل كبيران لإنقاذ الطفل المغربي ريان العالق في بئر في أقرب وقت، والذي تصدرت قضيته مواقع التواصل الاجتماعي على مدى ثلاثة أيام. وتبث الكثير من المواقع الإلكترونية وقائع عملية الإنقاذ في فيديوهات مباشرة يتابعها مئات الملايين من المشاهدين العرب.
شفشاون (المغرب)- يتابع الملايين في العالم العربي بثا مباشرا على مواقع التواصل الاجتماعي لجهود فرق الإنقاذ لانتشال طفل عالق في بئر في المغرب، في سباق مع الوقت يخطف الأنفاس حيث يسود ترقب وأمل كبيران لإنقاذه في أقرب وقت.
وكان الصغير ريان البالغ من العمر خمس سنوات سقط بشكل عرضي ليل الثلاثاء في بئر جافة يبلغ عمقها 32 مترا لكنّ قطرها ضيق يصعب النزول إليه، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، وفق ما أوضحت وسائل إعلام محلية.
وتمكنت فرق الإغاثة من “إيصال الماء والأكسجين عبر أنابيب إلى الطفل” العالق، كما جهز الدرك الملكي طائرة مروحية طبية تستعد لنقل الطفل إلى مستشفى قريب حال إخراجه من الحفرة، وفق ما أفادت القناة العمومية الثانية.
وحظيت واقعة الطفل المغربي العالق، على تعاطف وتضامن عربيين واسعين، اختلطت فيه الدعوات له بالنجاة مع الحزن والدموع. وانطلقت حملة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن التضامن مع الطفل ضمن عدة هاشتاغات #أنقذوا_ريان والطفل_ريان” و#باقي_متر تصدرت ترندات عدة دول عربية.
واعتبر معلقون أنه منذ زمن طويل لم يشهدوا توحدا بين القلوب، حيث وضع العرب جميع ضغائنهم على جانب وتوحدوا للدعاء.
ولم تعد الندوات الصحافية وأستوديوهات التحليل الخاصة بمباريات كرة القدم ضمن كاس أفريقيا تغري المشاهدين بالمتابعة في كل الدول العربية واتجه المشاهدون
إلى متابعة البث المباشر لجهود إنقاذ ريان.
وتبث القنوات العربية الكبرى على مدار الساعة تقارير ترصد التطورات كما تقدم بثا مباشرا على حساباتها على مواقع التواصل. وقالت مغردة:
الطفل_ريان باقي متر كلمة تمنحنا الأمل حتى وإن كانت غير دقيقة لذلك نحن في حاجة إلى جرعات من الأمل بالوحدة العربية والإسلامية والتفوق العربي ونشر العدل والمساواة. لسنا في حاجة إلى من ينشر الخذلان والتشرذم.
في المقابل انتقد مغردون التغطية السيئة لتطورات الأوضاع من الإعلاميين المغاربة. وغرد صحافي:
وطالب مغردون مغاربة بتكليف لجنة تواصل تقدم المعطيات المستجدة أولا بأول عن سير عملية الإنقاذ حتى يطمئن الرأي العام عن صحة المعلومة ومصداقيتها، في ظل وجود الإعلام العربي والأجنبي.
ونقلت كبريات الصحف والقنوات الدولية القصة. وكتبت صحيفة لوموند الفرنسية “الحل الوحيد: الحفر حول البئر لإنقاذ الطفل الذي أثار بقاؤه تعاطفاً وتضامناً هائلين على الشبكات الاجتماعية، حتى الجزائر المجاورة والمنافسة تتابع البث المباشر للعديد من وسائل الإعلام المغربية دقيقة بدقيقة، إضافة إلى تعاطف مئات الآلاف من مستخدمي الإنترنت”.
وجذب التفاعل شخصيات جزائرية، من قبيل الروائية أحلام مستغانمي التي كتبت ضمن تدوينة على تويتر “يا ربي دخيلك أرنا فيه معجزات لطفك”، مرفقة بهاشتاغ #أنقذوا_ريان.
وكتب رياض محرز، نجم المنتخب الجزائري ولاعب مانشستر سيتي “ابقَ قويا، ريان”؛ فيما كتب أندي ديلور، المهاجم الدولي الجزائري السابق “الشجاعة والقوة لرجال الإنقاذ الذين يتدافعون ليلا ونهارا لإنقاذ ريان”.
وكتب حفيظ دراجي، المعلق الرياضي الجزائري في قنوات بين سبورتس القطرية “قلبي مع الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر بعمق 30 مترا في قرية قرب مدينة شفشاون. الولد لا يزال متشبثا بالحياة، وعمليات الإنقاذ متواصلة إلى الآن. متعاطف مع عائلته وذويه وأحبته اللهم أخرجه سالما معافى”.
ويتابع الإعلام الجزائري أيضا عملية الإنقاذ وكتبت صحيفة الشروق الجزائرية في مقال لها “استذكر البعض حادثة الشاب الجزائري العياشي محجوبي، الذي سقط في بئر شهر ديسمبر من العام 2018، والذي بقي عالقا لمدة 9 أيام قبل أن يلقى حتفه في ظل فشل المساعي لإنقاذه”.
ووجه رواد المنصات الاجتماعية حينها انتقادات لاذعة للسلطات الجزائرية، وقالوا إنها تأخرت في إرسال الدعم لإنقاذ حياة محجوبي، كما اندلعت احتجاجات شعبية في بلدة الضحية
في سياق آخر، قارن معلقون بين التعاطف الذي يثيره ريان عربيا وبين فقدان التعاطف مع المجازر التي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال في بعض الدول العربية. وقال محلل سياسي عراقي:
العرب