يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباحثات مع نظيرته البريطانية ليز تروس ضمن التحركات الدبلوماسية الرامية لتخفيف التصعيد، في حين تقوم كل من روسيا وأوكرانيا بإجراء مناورات عسكرية.
وناقشت وزيرة الخارجية البريطانية مع لافروف الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا، إضافة إلى العلاقات المشتركة. وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية بريطاني لموسكو منذ أكثر من 4 سنوات.
وقال لافروف إنه إذا كانت لدى لندن الرغبة في تطبيع العلاقات مع روسيا فنحن سنكون مستعدين لذلك، موضحا أن العلاقة ينبغي أن تكون مبنية على التساوي والاحترام المتبادل للمصالح مع لندن.
وتابع إن تطبيع العلاقات بين موسكو ولندن لا يكون إلا عن طريق الحوار المتكافئ، مبينا أن استخدام لندن المقاربات الأيديولوجية والإنذارات والتهديدات وتعليم الأخلاق طريق لن تؤدي إلى نتيجة.
وأبدت وزيرة الخارجية البريطانية قلقها من الحشود الروسية العسكرية على الحدود مع أوكرانيا، داعية روسيا إلى الالتزام بالمسار الدبلوماسي لحل المشاكل.
وقالت تروس “آمل أن يساعد اللقاء مع لافروف في تحقيق تقدم لتعزيز الأمن الأوروبي”، وتابعت “إذا التزمت روسيا بمبدأ احترام سيادة أوكرانيا فسنحقق نجاحا في مفاوضات الأمن الأوروبي”.
وأمرت بريطانيا ألفًا من جنودها بالاستعداد لتقديم الدعم في حالة حدوث أزمة إنسانية نتيجة أي هجوم روسي على أوكرانيا، وذلك قبيل زيارة رئيس الوزراء بوريس جونسون لزعماء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبولندا اليوم الخميس.
ويزور جونسون بروكسل ووارسو لتأكيد ضرورة التمسك بمبادئ الحلف، وبحث الطرق التي يمكن لبريطانيا من خلالها تقديم الدعم العسكري، مع حشد روسيا قواتها قرب حدود أوكرانيا.
في السياق ذاته، قال رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي إنه لا خطط عدائية روسية لغزو أوكرانيا، مؤكدا أن ما يُروّج غربيا مجرد كذب واضح.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزينكوف بدء مناورات عسكرية في كل أنحاء البلاد بالتزامن مع تدريبات أخرى تجري على تخومها.
وأضاف ريزينكوف أن هذه المناورات ستُجرى في مناطق مقابلة للمناورات التي تجريها روسيا على حدودها، خاصة تلك التي انطلقت اليوم على أراضي بيلاروسيا.
وأوضح أنه ستستخدم في هذه المناورات طائرات مسيرة من طراز “بيرقدار” تركية الصنع، وصواريخ “جافلين” الأميركية المضادة للدبابات والدروع، وصواريخ “إن-لوو” البريطانية المضادة للدروع، كما أنه ستختبر قدرات القوات البرية على الانتشار السريع لصد أي هجوم روسي متوقع.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انطلاق تدريبات عسكرية هي الأكبر لها خارج البلاد، وتهدف إلى اختبار قوات الردع السريع لدولة الاتحاد الروسية-البيلاروسية، تحت اسم “عزيمة الاتحاد 2022”.
وقالت الوزارة -في بيان- إن التدريبات التي انطلقت اليوم هي جزء من المرحلة الثانية، وبدأت في ميدان التدريبات المشتركة بين البلدين.
كما أعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية أن التدريبات تحمل طابعا دفاعيا ولا تمثل تهديدا للمجتمع الأوروبي أو الدول المجاورة.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمناورات العسكرية الروسية البيلاروسية بوصفها وسيلة ضغط نفسي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي أن الوقت غير مناسب لزيارة أوكرانيا أو البقاء فيها، وأن على العائلات الأميركية اتخاذ قرار المغادرة بنفسها وحسب الحاجة.
وقال كيربي -في ردّ على سؤال لمراسل الجزيرة- إن “الوقت ليس مناسبا للذهاب إلى أوكرانيا أو البقاء فيها. لا نقول إن اتخاذ هذا القرار أمر سهل، نحن نتفهم ذلك وسيتعين على العائلات اتخاذ هذه القرارات بنفسها وحسب الاقتضاء”.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall street journal) عن مسؤولين وخبراء أميركيين أنه من المرجح أن تستولي روسيا على أجزاء من أوكرانيا، وأن التوغل يمكن أن يستمر مدة طويلة.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة إنه من غير المرجح أن تسقط الحكومة الأوكرانية أو الجيش الأوكراني كما حصل في أفغانستان في حال حصول غزو روسي واسع النطاق.
خطة إجلاء
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض وافق على خطة للبنتاغون تتيح للقوات الأميركية في بولندا مساعدة الأميركيين القادمين من أوكرانيا في حال حدوث غزو روسي.
وأوضحت أن الإدارة الأميركية تحاول تجنب حصول فوضى كتلك التي حصلت خلال عمليات الإجلاء من أفغانستان.
واستطردت -نقلا عن مسؤولين أميركيين- أن القوات الأميركية في بولندا ستبدأ إقامة نقاط تفتيش ومعسكرات ومنشآت مؤقتة استعدادا لمساعدة الأميركيين.
وأكدت الخارجية الروسية إمكانية خفض التصعيد في أوكرانيا عبر وقف تقديم الدعم العسكري للسلطات الأوكرانية بمختلف أشكاله.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه يمكن تحقيق ذلك عبر سحب المستشارين العسكريين والأسلحة التي تم تقديمها لكييف، ووقف التدريبات المشتركة للقوات الأوكرانية وقوات حلف الناتو.
كما حذرت الخارجية الروسية من مغبة إعادة النظر في بنود “اتفاقية مينسك” المعنية بتسوية الأزمة في جنوب شرقي أوكرانيا.
وقالت زاخاروفا -في تصريحات صحفية- إن رغبة واشنطن في إعادة النظر في هذه الاتفاقية تهدد بتدمير التسوية السلمية للوضع في أوكرانيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات